رغم الاستهداف.. السويداء تواصل الانتفاضة ضد الأسد وسيدة تتلو بيان المطالب

مع دخول الاحتجاجات يومها السادس والعشرين، حدد متظاهرو السويداء في بيان لهم المطالب التي دفعتهم للخروج إلى الساحات، مشيرين إلى استمرارية المظاهرات لحين تحقيقها، وذلك بعد ساعات فقط من إطلاق نظام أسد لقطعان شبيحته التي أطلقت الرصاص وهاجمت المتظاهرين بالسكاكين.

وأكد المتظاهرون في بيانهم الصادر اليوم الخميس، الذي تلته سيدة من أهالي السويداء وسط جموع المتظاهرين، أنهم دعاة سلام وأمان واستقرار وعدالة"، مشيرين لاستمرار المظاهرات السلمية والمدنية في ساحات الكرامة حتى رحيل النظام، ومركزين على ضرورة التغيير السياسي وتحقيق الانتقال السياسي وفقاً للقرار الأممي 2254 وإحالة مجرمي الحرب بحق الشعب السوري إلى محكمة الجنايات الدولية.

ودعا البيان لوحدة الأرض السورية ورفض المشاريع الخارجية الانفصالية والخطابات الطائفية التحريضية، والإفراج عن جميع المعتقلين السياسيين، والكشف عن مصير المغيّبين قسرياً والكف عن ملاحقة المتظاهرين السلميين وإلغاء القرارات غير الشرعية الصادرة عن محكمة الإرهاب واصدار عفو عام.

وأشار البيان إلى حرمان نظام أسد الشعب السوري من أبسط حقوقه ومن ثم منحه إياه كـ (فضيلة) قائلاً: "الخدمات الاقتصادية من كهرباء ومياه ومحروقات من أساسيات الحياة وليست هبة أو منة"، محملين نظام أسد وحزبه وأجهزته الأمنية مسؤولية إراقة الدم السوري منذ العام 2011 وحتى هذه اللحظة ".

كما وجه البيان رسالة للجامعة العربية والأمم المتحدة والمنظمات الأممية والحقوقية والإنسانية والمحافل الدولية، داعين إياها لأخذ دورها في تحقيق مطالب الشعب السوري، لافتين إلى أن انتفاضة السويداء عرّت زيف ادعاء النظام بحماية الأقليات وفضحت جرائمه بالأدلة".

#شاهد: بيان صادر عن الانتفاضة الشعبية في محافظة السويداء، يحدد المطالب الرئيسية للحراك المستمر منذ 25 يوماً، قرأته سيدة في ساحة الكرامة، اليوم الخميس.#مظاهرات_السويداء pic.twitter.com/BQcvU8ZUj0

— السويداء 24 (@suwayda24) September 14, 2023

26 يوماً على الانتفاضة

واندلعت الاحتجاجات في السابع عشر من شهر آب /أغسطس الماضي، حيث تجمّع العشرات من أهالي السويداء وسط المدينة احتجاجاً على سياسة التجويع المتعمدة، معبرين عن رفضهم الذل والهوان والتحكم بمعيشتهم (في إشارة لميليشيا أسد وحلفائها من حزب الله وإيران). 

وخلال أيام قليلة، تضاعفت أعداد المتظاهرين في ساحة الكرامة، بعد انضمام عشرات البلدات والقرى من ريف المحافظة للمظاهرات وسط السويداء، وقد شهدت المظاهرات قطعاً للطرقات بالدواليب المشتعلة وإغلاقاً للمباني والمقرات الحكومية من بينها مقر حزب البعث وسط السويداء، ومقر آخر للحزب جرى إغلاقه وتحويله إلى فرن خبز في بلدة نمرة بريف المحافظة، وسط تمزيق صور رأس النظام وتماثيل والده حافظ التي داسها المتظاهرون بالأقدام والأحذية.

تضامن من الساحل وحلب ودرعا وريف إدلب

وشهد الساحل لافتات تضامنية مع ثورة السويداء وبالتحديد من مدينة اللاذقية، التي شهدت غلياناً كبيراً دفع بالعديد من الناشطين العلويين للخروج وتوجيه رسائل لبشار الأسد مفادها (ارحل أو منخليك ترحل بالبوط).

كما تضامنت العديد من المناطق في درعا مع السويداء وريفها، حيث شهدت محافظة درعا خروج مظاهرات في كل من نوى والحراك والكرك الشرقي وإنخل والجيزة أعلنت تضامنها مع السويداء، كما خرجت مظاهرات في منطقة جرمانا بريف دمشق أعلن المتظاهرون خلالها تأييدهم ووقوفهم مع السويداء أيضاً، وسط تضامن واسع أبداه أهالي الشمال السوري الخاضع لسيطرة الفصائل مع أهالي السويداء.

تضامن دولي

وأصدر مجموعة من الأعضاء في البرلمان الأوروبي بياناً تضامنياً مع الحراك الشعبي المتجدد ضد نظام الأسد بعد 12 عاماً من الحرب والمعاناة في سوريا، داعين الاتحاد الأوروبي لدعم مطالب المتظاهرين بالانتقال السياسي، واصفين متظاهري السويداء بـ (الشجعان المطالبين بالحرية والديمقراطية).

تفويض لـ حكمت الهجري وإعلان الجهاد ضد الاحتلال الإيراني

ولمواقفه الداعمة للمتظاهرين، أعلنت مجموعة من أهالي السويداء بقيادة الشيخ (أكرم سليمان) الوقوف خلف الشيخ (حكمت الهجري) ودعمه وتسليمه زمام الأمور السياسية للطائفة الدرزية، وتشكيل هيئة روحية باسم الطائفة الدرزية تتخذ القرارات باسمها، ليخرج (الهجري) أمس بعد إطلاق النار على المتظاهرين ليعلن أنه غير متفاجئ ممّا حصل، وأنه يعلم بأن (الحزبيين الساقطين) وراء كل سوء ومكروه، مشيراً إلى أن إيران ومنذ أن دخلت سوريا هي دولة محتلة والجهاد ضدها فرض.

هكذا ردّ نظام أسد

ورد نظام أسد على المظاهرات بداية، بنفس الطريقة التي تعامل بها مع ثورة الـ 2011، حيث اتهم المتظاهرين بالعمالة وتنفيذ أجندة خارجية، كما وصف أتباعه وشبيحته المتظاهرين بأنهم (عملاء لقناة أورينت التي تحرّض الناس على التظاهر) وفق تشبيحهم، إضافة لطرق أخرى حاول بها أسد إسكات أهالي الساحل عبر توزيع السلال الغذائية تارة، ومسيرة السيارات الفارهة لشبيحة أسد والتي أخرجها (وسيم الأسد) في طرطوس لتحية القائد وإعلان الولاء.

وفيما فشل في إلصاق تهم الخيانة بالمتظاهرين، لجأ نظام أسد لطرق أكثر خبثاً تجلّت بـ (تشكيل هياكل ليس لها دور أو تأثير  شعبي، يديرها شيوخ موالون وشبيحة من الدفاع الوطني)، حيث أعلنت مجموعة من شبيحة أسد الذين ظهروا في شريط مصور مسرّب تشكيل هيئة روحية جديدة للدروز.

ليلجأ النظام أمس إلى طريقته التقليدية المبنية على الإجرام لقمع المظاهرات، عندما أطلق حرس مبنى حزب البعث في مدينة السويداء، النار لتفريق مجموعة من المحتجين كانوا يحاولون إعادة إغلاق المبنى، وهو ما أدى لتسجيل إصابات في صفوف المدنيين عرف منهم رامي وحيد حمزة.

فيما أفشل أهالي بلدة الكفر جنوب السويداء محاولة عناصر يتبعون مخابرات أسد الاعتداء على متظاهرين يطالبون بالانتقال السياسي ورحيل الأسد.