بعد فضيحة دفن المساعدات الإنسانية وتوالي الانتقادات الموجّهة لزعيم عصابة المخدرات وزوجته من قبل موالين علويّين، سارع الأسد لمحاولة استرضاء الحاضنة الشعبية له عبر إرسال سلل غذائية لعشرات العائلات في القرى الموالية، متجاهلاً ومتناسياً في الوقت نفسه المظاهرات العارمة التي خرجت في السويداء للسبب نفسه.
ففي خبر لها على صفحتها في فيسبوك، ذكرت مؤسسة (سورية بتجمعنا) التابعة لأسماء الأسد، أنها وزعت سللاً غذائية وصحية ومواد إغاثية متنوعة لـ250 عائلة في قرى اللاذقية ضمن ما سمته خطة المحافظة لدعم متضرري الحرائق.
وأشارت الجمعية الموالية إلى أن المساعدات شملت ستّ قرى ريف اللاذقية الشمالي، وهي (الزهراء وبيت سواحلي وسولاس وخربة سولاس وبستنجيق وبيت حليبية) زاعمة أن السلل الغذائية وصلت إلى المنازل.
الخطوة الأخيرة لميليشيا أسد والمؤسسات التابعة لزوجته، جاءت بالتزامن مع حملة اعتقال لموالين قاموا بانتقاد زعيم عصابة المخدرات والاعتراض على الخطوات التي يتخذها في كل مرة للخروج من الأزمة الاقتصادية الكبيرة التي تشهدها البلاد.
كما تزامنت أيضاً مع الاحتجاجات والإضرابات الضخمة الحاصلة في محافظة السويداء والمطالبة بخفض أسعار الوقود وتحسين ظروف المعيشة، حيث قام الأسد بدعم مناصريه في الساحل، فيما ضرب بمطالب أهل السويداء عرض الحائط، تاركاً إياهم يصارعون الأزمات المعيشية واحدة تلو الأخرى، دون أي حراك أو حتى دعم بسيط لا يتجاوز عشرات السلل الغذائية لفقرائهم.
وبالمثل أخذ الإعلام الموالي ينشر أخبار المساعدات ويروّج لها لدى أبناء الطائفة العلوية، علّ الأسد يكسب ودهم من جديد رغم حالة الغضب والانتقاد الشديدة التي باتت تُوجّه له ولزوجته مؤخراً من شبيحة وموالين ناصروه كل تلك السنين وقاموا بدعمه رغم ما فعله بعشرات المدن والبلدات السورية.
حملة الدعم لقرى الساحل واكبتها أيضاً حملة ثانية لكن ليست للإغاثة، بل لكتم الأصوات التي بدأت تنتقد الوضع المتدهور في البلاد، ففي منشور لها على وسائل التواصل الاجتماعي، كشفت "رام إسماعيل" ابنة الناشط العلوي "أحمد إبراهيم إسماعيل" عن تفاصيل جديدة حول ظروف اعتقاله من قبل أجهزة ميليشيا أسد الأمنية في اللاذقية، بعد نصب فخّ له واستدعائه بطريقة ماكرة إلى مكان عمله.
وكتبت "رام " في منشور عبر فيسبوك: "تم اعتقال والدي احمد ابراهيم اسماعيل .. في مكان عمله بالحراج الزراعي بمدينة جبلة من قبل جهة تدّعي أنها الأمن العسكري وتم بعد ذلك اقتحام المنزل وأخذ هاتفه عنوةً.. وذلك بعد مكالمات ومفاوضات سابقة من أجل إسكاته بالمال من قبل جهة تدعي أنها مفوضة من المكتب الرئاسي ..".
وكان إسماعيل قد سخر في آخر ظهور له على صفحته في فيسبوك من مقابلة زعيم الحشاشين بشار الأسد الأخيرة مع قناة سكاي نيوز وما تضمنته من تصريحات جوفاء.
ولفت إلى أنه سمع خطاب بشار الأسد وأنه لم يحمل أي جديد، بل كان كما المتوقع مشابهاً لحديثه بصحف "الثورة" و"تشرين" ونشرات الأخبار في حقبة الثمانينات والتسعينات من القرن الماضي.
التعليقات (5)