وسط حالة من الغليان والغضب الشعبي التي تشهدها العديد من المناطق والمدن الخاضعة لسيطرة ميليشيا أسد عقب قرارها رفع المحروقات، تجمّع العشرات من أهالي السويداء وسط المدينة احتجاجاً على سياسة التجويع المتعمدة مرددين شعارات مناهضة للأسد وعائلته.
وبعبارة "سوريا لينا وما هي لبيت الأسد"، أكد المحتجون الذين توافدوا بأعداد كبيرة إلى ساحة الكرامة (السير) وسط السويداء، أنهم لن يرضوا أو يسمحوا لأحد بأن يذلهم ويتحكم بمعيشتهم (في إشارة لميليشيا أسد وحلفائها من حزب الله وإيران).
ونشر موقع "السويداء 24" مقاطع مصوّرة تظهر تجمّع أعداد كبيرة من أهالي السويداء في الساحة الرئيسية وترديدهم شعارات معارضة وهتافات منددة بحكومة ميليشيا أسد.
وبالمثل قام حشد كبير من أهالي بلدة القريّا جنوب السويداء بوقفة احتجاجية تنديداً بتدهور الأوضاع الاقتصادية وفشل من سموها (السلطة) الذريع في إيجاد حلول، كما شهدت البلدة حالة إضراب عام وإغلاق جميع المحال التجارية وامتناع أغلبية الموظفين عن التوجّه إلى دوائرهم إضافة لإضراب وسائط النقل العامة عن العمل.
أما في الريف الغربي فأغلق المتظاهرون الطريق الرئيسي المؤدي من منطقة عريقة إلى مدينة السويداء، في حين بدأت رقعة الاحتجاجات تتوسع بشكل كبير لتشمل نحو ست نقاط توزّعت في قرى المتونة ومجادل ونمرة شهبا وقنوات والثعلة.
وقام الأهالي بإغلاق الطرقات العامة مع السماح بالمرور فقط لحالات محدّدة كالإسعاف وطلاب الجامعات، فيما أضربت معظم وسائط النقل العامة في الخطوط الداخلية عن العمل لليوم الثاني على التوالي في ظل استياء عام تشهده المنطقة.
وفي بلدة الثعلة أغلق محتجون أيضاً الطريق الرئيس المؤدي إلى السويداء بالإطارات المشتعلة، كما أعلن عدد من الأهالي في مدينتي صلخد وشهبا، وبلدات القريّا وشقا وعريقة والثعلة ونمرة شهبا، وقرى مياماس والمتونة والدور ودوما والهيات؛ قطع الطرق في مناطقهم.
دعوات للتظاهر
وكانت انتشرت في وقت سابق أمس دعوات للاحتجاج والقيام بإضرابات شاملة تنديداً بقرارات ميليشيا أسد الأخيرة، حيث ذكر موقع "السويداء 24" أن ناشطين نشروا دعوات لوقفة مركزية وسط السويداء تحت عنوان "انتفاضة شعبية" مؤكدين أن صبرهم نفد من تردي الأوضاع المعيشية والاقتصادية في وقت يصم الأسد آذانه عن كل ما يجري.
كما دعا "تجمّع أحرار جبل العرب" في بيان له، دعمه للحراك الشعبي في السويداء وكافة المناطق، وأنه يناصر حالة الإضراب العام وقطع الطرقات دون فوضى، مشيراً إلى أنه مسؤول عن حماية الأحرار مع الأهالي - من ثوار الجنوب والعشائر- لإنشاء مجلس عسكري في الجنوب السوري.
عصيان مدني
وكانت مناطق سيطرة ميليشيا أسد شهدت حالة من الغليان على المستوى الشعبي، بسبب سياسة التجويع التي يتبعها إمبراطور الحشاشين بشار الأسد ونظامه ضد السوريين، وسط دعوات لتنفيذ عصيان وإضراب عام في تلك المناطق بدءاً من اليوم.
ودعا الصحفي العلوي كنان وقاف، إلى عصيان مدني عام في مناطق أسد، مطالباً السوريين بإغلاق المحال، والتوقف عن العمل بدوائر الدولة، كما دعا العسكريين إلى عدم الذهاب إلى أماكن عملهم، معتبراً أن هذه الفرصة الأخيرة للموجودين بمناطق أسد ليكونوا شعباً.
من جانبها، دعت حركات نشطت مؤخراً بمناطق أسد إلى الإضراب العام، في الوقت الذي تتواصل فيه الاحتجاجات وقطع الطرقات في بعض المناطق ومنها السويداء للتنديد بالوضع المزري للسوريين بمناطق ميليشيا أسد.
وقالت "حركة 10 آب في بيان إنها تضم صوتها إلى "الأصوات الوطنية التي نادت بالإضراب العام.. وندعو كافة المواطنين السوريين للمشاركة"، ودعت الموظفين والتجار والعسكريين إلى البقاء في المنازل كوسيلة سلمية للتعبير عن رفض الشعب السوري لتجاهل أحواله والإصرار على إذلاله وتجويعه.
بدوره، دعا "التجمّع الشبابي في حركة الشغل المدني" إلى تنفيذ إضرابات سلمية عامة، احتجاجاً على سرقة أموال وحقوق ومستقبل السوريين من قبل السلطة الفاسدة المتمثلة برأس النظام بشار الأسد بشكل مباشر أو بالوكالة والامتيازات على حساب السوريين.
وخاطب التجمع الشبابي بشار الأسد بالقول: "إن تجويعنا لن يحقق لك ما تريده بتشكيل جيل شباب خاضع وخانع، لن نسمح لك بالمساومة على جيل يقدّر كل مفاهيم الدولة والمواطنة والحرية والكرامة، لن نخضع ولن تخضع سوريا الكرامة والحرية والانتفاضة..".
التعليقات (4)