دفعت الأزمة الاقتصادية التي عصفت بمناطق سيطرة حكومة ميليشيا أسد عام 2022 العديد من الممثلين إلى الخروج عن صمتهم والتجرؤ وانتقاد حكومة الأسد وفسادها وغياب أبسط مقومات الحياة لديها.
وأحدثت بعض تلك الانتقادات والتصريحات زوبعات إعلامية وبلبلة، سواء في الوسط الفني أو الأوساط الشعبية وتورطَ بعض قائليها بأزمات أجبرتهم على تقديم الاعتذار بذل ومهانة، كما حدث مع الممثل عباس النوري.
وخلال العام الماضي، رصدت أورينت نت تصريحات لأكثر من 10 ممثلين تنتقد بالمجمل الفساد بالوسط الفني نتيجة تدخل شبيحة أسد والواقع الاقتصادي المزري لما يعيشه الأهالي في مناطق سيطرة أسد، دون الإشارة إلى مسؤولية بشار الأسد عن كل ذلك.
عباس النوري يضع نفسه بورطة
أبرز التصريحات التي خلقت بلبلة على نطاق واسع جاءت على لسان الممثل عباس النوري الذي أطلق العنان لنفسه خلال مقابل مع إذاعة "المدينة إف إم" منتقداً نهب رفعت الأسد بعلم شقيقه حافظ البنك المركزي دون أي مساءلة، وهاجم حزب البعث مؤكداً تسبب انقلابه العسكري بما حلّ بسوريا من تخلف على الصعيد السياسي.
وقال النوري في المقابلة، إن الدولة لم تكن يوماً على حق وإنها لا تريد أن تشغل نفسها بالتفكير، ولم تعترف يوماً أنها ارتكبت أخطاء. وأكد أن سوريا كانت بلد الديمقراطيات، مبدياً تعجبه ممن يروّج لأكذوبة أن الشعب السوري غير مؤهل لممارسة الحريات.
غير أن النوري عاد ليخرج ذليلاً منكسراً على نفس الوسيلة الإعلامية ليجتر كلامه السابق ويعتذر من ميليشيات أسد وحزبه، وذلك بعد تهديد حيدرة سليمان للنوري وتحريض صفحات موالية ضده فيما اضطرت الإذاعة لحذف المقابلة الأولى.
حيدرة سليمان يهدد فراس إبراهيم
حيدرة بهجت سليمان كان حاضراً في أزمة الممثل الموالي فراس إبراهيم الذي تجرأ وتساءل في منشور عبر صفحته على فيسبوك شهر شباط الماضي عن أسباب لقاء بشار الأسد في قصره بالممثلة سلاف فواخرجي وزوجها وائل رمضان دون غيرهم من الفنانيين.
وتصدى حيدرة سليمان حينها لفراس إبراهيم وهدده بمنشور قائلاً "هو ما كان ناقص الدولة غير الممثل المخرج المنتج المثقف الناقد الناشط وشوية ملح وعصرة حامض فراس إبراهيم يعطي نصائح ويصير كمان بدو يعرف أسباب وأبعاد ونتائج ومجريات حديث عن لقاءات بشار الأسد".
وهاجم حيدرة الممثل الموالي قائلاً "احكي و نظر ع قياسك و لا تعملنا فيها صاحب رأي"، ساخراً من إبراهيم الذي كان له كذلك عدة منشورات تنتقد الفساد والوضع المعيشي.
يزن السيد يفضح نفسه والفساد
الممثل الموالي يزن السيد وضع نفسه هو الآخر بمأزق مشابه لعباس النوري لكن أقل خطورة حينما اعترف بعضمة لسانه، كما يقال، بدفع 10 ملايين ليرة رشاً لمسؤولين لدى حكومة ميليشيا أسد.
وكما حال سلفه النوري عاد السيد للظهور على ذات الإذاعة ليجتر كلامه ويتراجع عن تصريحاته ويختلق قصة لإبعاد المسؤولية عن نفسه.
وفي مناسبة أخرى كشفت السيد تعرضه لحادثة ابتزاز في قضية دعارة من قبل ضابط مخابرات في ميليشيا أسد، حيث ابتزه الأخير من أجل دفع مبلغ من المال.
بشار إسماعيل أبرز الساخرين
برز بشار إسماعيل المنحدر من القرداحة مسقط رأس أسد كأحد أبرز الممثلين انتقاداً لحكومة ميليشيا أسد نتيجة الواقع المزري والأزمات الإقتصادية التي وصل إليها السوريون بمناطق سيطرة النظام.
على مدى أشهر العام الماضي، بالكاد كان يمر أسبوع دون أن يكتب الممثل الموالي منشورات عبر صفحته على فيسبوك يعبر من خلالها عن سخطه أو سخريته من تلك الحكومة حتى تمنى أن يضرب صاروخ نووي سوريا ليرتاح الأهالي منها.
هدى شعراوي: المواطن يمشي مقطوع الرأس
الممثلة هدى شعراوي انتقدت في تموز الماضي فشل حكومة أسد في توفير متطلبات الحياة الأساسية ولا سيما الطاقة الكهربائية، ونشرت شعراوي حينها على صفحتها الشخصية في فيسبوك رسالة إلى وزير الكهرباء على خلفية معاناة الأهالي "الدائمة والمستديمة" بسبب انقطاع التيار الكهربائي لساعات متواصلة.
وتباكت الممثلة الشهيرة بدور أم زكي على ارتفاع أسعار السلع الأساسية، مؤكدة أن المستلزمات المعيشية الأخرى "جعلت المواطن يمشي مقطوع الرأس لا يدري أين يذهب وإلى أين سيمضي"، وفق تعبيرها.
شكران مرتجى: القهر بات السمة الأبرز
وعلى ذات المنوال، اشتكت الممثلة الموالية شكران مرتجى في لقاءات إذاعية ومنشورات عبر صفحتها على فيسبوك غياب الخدمات الأساسية في مناطق سيطرة النظام بما فيها الكهرباء والوقود، مؤكدة أن القهر بات السمة الأبرز على وجوه الآباء هناك نتيجة عجزهم عن تأمين حياة لائقة لأسرهم.
واعترفت مرتجى خلال مقابلة إذاعية مطلع العام الماضي أن الأهالي باتوا مُجبَرين على إرسال أبنائهم إلى العمل في الخارج لكي يبعثوا لهم المال للبقاء على قيد الحياة، إلا أنه رغم ذلك أكدت أن موقفها لم يتغير من تأييد النظام.
تولين البكري تسخر من حكومة أسد
الممثلة الموالية تولين البكري هاجمت من حكومة ميليشيا أسد نهاية شباط الماضي بعد ارتفاع أسعار معظم السلع والمواد الغذائية في الأسواق بذريعة الحرب في أوكرانيا.
وبأسلوب ساخر انتقدت البكري عجز حكومة أسد عن ضبط الأسعار، وقالت في منشور على فيسبوك: "لك موتاري الحرب يلي قائمة بين روسيا وأوكرانيا مأثرة على سوريا اكتر من أوكرانيا بكتير واسرع بكتير كتير!!!"
كما هاجمت في كانون الثاني الماضي نظام أسد منتقدة تقصيره وعجزه عن توفير أبسط مقومات الحياة في العاصمة دمشق بما في ذلك الكهرباء، مشيرة إلى أنها تعرضت لكسر في كوعها وركبتها، بسبب سقوطها في حفرة بأحد شوارع دمشق المظلمة.
نجاح سفكوني الأوضاع أسوأ من كسر عضم
أما نجاح سفكوني الممثل الموالي فهاجم فساد حكومة ميليشيا أسد، مؤكداً أن الأوضاع التي تعيشها مناطق سيطرتها أسوأ بآلاف المرات مما تم طرحه في مسلسل كسر عضم الذي عرض في رمضان الماضي.
وأكد سفكوني أن الأشخاص الشرفاء لا يستطيعون مواجهة ذلك الكم من الفساد خوفاً على حياتهم وماء وجههم، مشيراً إلى أن الفاسدين لديهم الكثير من الهوامش والمساحة لطحن المواطن والدعس على رقبته ليل نهار في الوقت الذي يلاحق فيه الدكتور الجامعي ربطة الخبز وأسطوانة الغاز ويعمل المهندس كسائق تكسي طوال اليوم.
كرم الشعراني ينتقد وينسحب
وبالحديث عن مسلسل كسر فقد اضطُر الممثل الموالي "كرم الشعراني" الذي جسّد دور (أبو مريم)، لحذف منشور له على صفحته في "فيس بوك"، كشف من خلاله الواقع الاقتصادي والأمني الذي وصلت إليه مناطق سيطرة نظام أسد، ولا سيما ارتفاع معدل الجرائم بسبب البحث عن لقمة العيش.
وخلال منشور كتبه أواخر شهر تشرين الأول الماضي ووجّه الشعراني انتقاده لمسؤولي أسد من "أصحاب القرارات" الذي يضيّقون على ما تبقى من السوريين، وقال: "يا أصحاب القرارات كفاكم انشغالا بإصدار القرارات التي تفتح أبواب العيش لكم أولا وللأغنياء فقط، وتزيد من جوع هذا الشعب كبطاقتكم الذكية وجمركة الموبايلات وتصريف الدولار على الحدود والكثير الكثير وكأنكم تقولون: ((سوريا للأغنياء ..ودرب يسد مايرد يافقير )).. هذه ليست بلدكم وحدكم..إنها بلدي وبلد كل سوري..بلد أهلي وأجدادي وأجداد أجدادي..كما هي بلد كل سوري وبلد أجداده وأجداد أجداده".
لكن الشعراني قام بحذف المنشور بعد ساعات على نشره في صفتحه في "فيس بوك"، دون تقديم مبرّر أو توضيح على ذلك، ما يشير إلى ضغوط أمنية تعرض لها من مخابرات أسد، كون كلامه كان اعترافاً بفساد منظومة أسد وعلاقتها بالأزمات الاقتصادية، خاصة مع تحكم تجار الحرب بمفاصل البلاد ومصير السكان.
وضاح حلوم يناشد سيده
على خطا زملائه الممثلين الذين يناصرون بشار الأسد، خرج الممثل "وضاح حلوم" بمقطع فيديو يشكو فيه هو الآخر الجوع والفقر الشديد الذي آلت إليه حاله.
وخلال الفيديو الذي تجاوزت مدته الدقيقة ترجى الممثل وضاح من سماه (سيدي الرئيس) بإنقاذهم لأن الوضع أصبح لا يطاق، مؤكداً أن لم يعد باستطاعتهم تأمين طعامهم وشرابهم واحتياجاتهم الأساسية، بل وصل الأمر بهم إلى التزامهم بيوتهم وعدم الخروج منها لانعدام المواصلات (وذلك عقب أزمة الوقود التي خلقتها ميليشيات الأسد بالبلد).
وزعم وضاح أن الأسد هو الوحيد القادر على حل هذه الأزمة وأن بيده إنقاذ البلد، على الرغم من الدمار والقتل والتشريد الذي تسبب بها في سوريا منذ أكثر من 11 عاماً، وبيعه البلاد ومقدراتها لميليشيات إيران وروسيا اللتين أوصلتا البلد إلى حافة الانهيار الاقتصادي والعسكري والسياسي والاجتماعي.
كما رصدت أورينت منشورات وتصريحات لممثلين آخرين من بينهم زهير عبد الكريم وعاصم حواط وأيمن زيدان وبسام دكاك وآخرين ينتقدون الفساد تارة وسوء الأوضاع الإقتصادية تارة أخرى.
وبين الحين والآخر يشتكي إعلاميون وممثلون موالون لميليشيا أسد من الأوضاع المعيشية والمضايقات في مناطق سيطرته، متجاهلين مسؤولية بشار الأسد المباشرة عن الدمار والأزمات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية التي تعيشها البلاد.
التعليقات (4)