كشف وزير الداخلية الأردني، مازن الفراية، ضبط الكثير من المخدرات القادمة من مناطق سيطرة ميليشيا أسد باتجاه دول الخليج عبر الأردن، مشيراً إلى ارتفاع قضايا المخدرات بنسبة 22 بالمئة خلال عام 2023.
ونقلت وسائل إعلام أردنية عن الوزير، مساء الأحد، أن 80% من المخدرات التي يتم ضبطها في الأردن تكون معدة للتصدير إلى الخارج، حيث يكون أغلبها ذاهب باتجاه الخليج العربي.
وأضاف الوزير أن العام الجاري شهد ارتفاعاً في قضايا المخدرات بنسبة 22 بالمئة ( 16 ألف قضية)؛ إذ زادت قضايا الترويج والاتجار بنسبة 34 بالمئة، والتعاطي بنسبة 16 بالمئة.
وأكد الفراية أن الأجهزة الأمنية نفذت حملات أمنية في مناطق معروفة بتجارة المخدرات وتم ضبط كميات كبيرة وأعداد ضخمة لهم صلة بالترويج للمخدرات، لافتًا إلى أن العام الجاري شهد ضبط 24 ألف شخص.
معظم المضبوطات معدة للتصدير
وتابع أن "10 شاحنات قدمت من الخارج كانت ذاهبة صوب دول الخليج العربي وبخلاف المركبات الذاهبة ترانزيت. سيارات وشاحنات بنمر سعودية وإماراتية متجهات صوب الخليج العربي كانت محملة بأكثر من مليون حبة كبتاجون."
وقال إن القانون يعتبر رادعاً ولا يحتاج إلى تعديلات، ولا سيما أن تجار المخدرات يأخذون الأحكام القاسية لكن "تجارة المخدرات مغرية"، عازياً السبب الرئيس وراء تلك الزيادة إلى الأوضاع في سوريا.
وتطرق إلى أن الحكومة الأردنية في ملف المخدرات واضحة، "حماية أراضينا ومواطنينا أولوية. ونحتفظ بحقنا في حماية حدودنا وأرضينا بالشكل الذي نراه مناسباً وبما يتوافق مع قواعد الاشتباك والقوانين الدولية".
وأضاف أن الأردن يفترض أن كل شاحنة قادمة من سوريا تدخل عبر معبر جابر "تحمل مخدرات إلى أن يثبت عكس ذلك"، مؤكدا إجراء التفتيش الدقيق والمكثف في المعبر دون استثناء أي مركبة.
ونوه الفراية إلى الوسائل الحديثة في تهريب المخدرات مثل الدرون، بالإضافة إلى اختباء المخدرات بأشكال مختلفة، كوضعها في أنواع معينة من الفواكه والخضروات، معرباً عن قلقه من زيادة محاولات تهريب المخدرات.
وأشار إلى أنه "بقدر ما نحن نضبط المخدرات لكن هناك محاولات تمكنت من الدخول؛ لذلك تجد هذه الكميات في الأسواق".
تصاعد عمليات تهريب المخدرات
والأسبوع الماضي، قال وزير الخارجية الأردني "أيمن الصفدي" إن عمليات تهريب المخدرات من سوريا إلى بلاده ارتفعت وتيرتها مؤخراً، ولا سيما بعد الحوار الذي عُقد مع نظام أسد، كما إن واحدة من كل ثلاث عمليات تنجح بدخول الأردن.
وأضاف الصفدي أن "حكومة دمشق لا تتحكم حينما يرتبط الأمر بقدرتها على بسط سيطرتها بالكامل، كما إن عمان تعمل على حماية مصالحها، حيث إن عمليات تهريب المخدرات لا تشكل تهديداً للأردن فقط، بل تشمل أيضاً الخليج ودولاً أخرى".
وتتزايد حدة المخاوف الأردنية حيال تصاعد عمليات تهريب المخدرات والأسلحة عبر الحدود مع مناطق سيطرة ميليشيا أسد، وتكثّف معها عمّان جهودها للتصدي لها.
وأعلن الجيش الأردني في آب/أغسطس الماضي أنه أحبط محاولة تسلل وتهريب كميات ضخمة من المخدرات قادمة من تلك المناطق.
وكان سلاح الجو الأردني قد استهدف في أيار/ مايو الماضي مواقع لتهريب المخدرات داخل الأراضي السورية، وذلك بعد أن هدد الصفدي بشن بلاده عملية عسكرية ضد حكومة ميليشيا أسد في حال فشلها بالايفاء بتعهداتها بوقف تدفق المخدرات نحو دول المنطقة.
وفي العام الماضي، وقّع الرئيس الأمريكي جو بايدن على قانون يطالب الوكالات الأمريكية باستهداف تجارة الكبتاغون، كما فرضت بريطانيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي عقوبات على نظام أسد وحزب الله بسبب تجارة الكبتاغون.
ومع ذلك، فإن الأسد يستخدم قدرته على إغراق الشرق الأوسط بالكبتاغون الرخيص كورقة مساومة في محاولته تعويم نفسه، فيما كشف تحقيق لصحيفة "ذا تايمز" البريطانية أن الكبتاغون لا يجلب للأسد المال فحسب، إذ تتراوح تقديرات حجم التجارة من بضعة مليارات من الدولارات إلى 58 مليار دولار، ولكن أيضاً القوة السياسية.
التعليقات (1)