أكدت وسائل إعلام محلية أن غارات جوية يُرجّح أن الجيش الأردني نفّذها، طالت أمس فجراً، طرقاً ومستودعات تهريب مخدرات جنوب محافظة السويداء قرب الحدود بين البلدين، ما أسفر عن دمار كبير بالمكان دون وقوع ضحايا مدنيين.
وأفاد موقع (السويداء 24) أن الطيران الحربي استهدف بغارتين مزرعة في بلدة أم الرمان نحو الساعة الثالثة بعد منتصف الليل، ما خلّف خسائر فادحة بمعدات زراعية، فيما ذكر شهود عيان أن الانفجارين سبقهما تحليق للطيران.
وبيّن الموقع الإخباري أن المكان المستهدف هو مزرعة يملكها "منصور حسن الصفدي"، وتضم هنكارات إصلاح داخلها ثلاث حصادات وجرار زراعي، وقد دُمّرت بشكل كبير جراء القصف، في حين نفق العديد من رؤوس الماشية الموجودة داخلها دون أن يصاب العمال الذين كانوا يقيمون في البناء المجاور بأي أذى.
طيران مجهول يستهدف بحدود الساعة 3 فجراً مزرعة تقع جنوب بلدة الغاريّة في #محافظة_السويداء القريبة من #الحدود_الأردنية.
— salah malkawi (@salahmalkawi11) August 31, 2023
سُمع صوت انفجارين هزا ريف السويداء الجنوبي، والكثير من الدمار حل بالمزرعة التي يُعتقد أنها تستعمل في #تهريب_المخدرات باتجاه الأردن من خلال #الطيران_المُسير pic.twitter.com/rBdjOc4yKT
وزعم الصفدي أن المكان لا يحوي إلّا أعمالاً زراعية وأمكنة مخصصة لإصلاح الجرارات والحصادات إضافة لحظائر تربية الدواجن والأغنام، موضحاً أن الجهة المنّفذة ربما تكون أُعطيت معلومات مضللة دون أن يحدد جنسية المهاجمين.
من جهتهم أفاد ناشطون أن المنطقة التي توجد فيها المزرعة تعدّ ممراً لتهريب المخدرات نحو الأردن وتستخدمه العصابات الموالية للأسد، فيما نشروا صوراً على وسائل التواصل الاجتماعي تُظهر الدمار الكبير بالمنطقة والآلات الزراعية والماشية.
مقتل الرمثان
وتأتي الغارات الأخيرة بعد نحو 4 شهور من غارات أردنية مماثلة تم خلالها مقتل تاجر المخدرات الكبير مرعي الرمثان و7 من أفراد عائلته بعد استهداف مكان إقامته في قرية الشعاب شرق السويداء في السابع من أيار الماضي.
وذكرت صفحات إعلامية أن الغارات الجوية طالت قرية خراب الشحم الحدودية في درعا وتلّي الحارة والجموع، حيث استهدفت معملاً لتصنيع المخدرات ومعقلاً لمن سمّتهم (الإرهابيين)، في حين أكد موقع (درعا 24) مقتل تاجر المخدرات الشهير "الرمثان" مع عائلته بالكامل نتيجة قصف الطيران الحربي على قرية الشعاب.
ونقل الموقع عن شبكة الراصد تأكيدها أن عائلة الرمثان قُتلت نتيجة الغارة الجوية على منزل "الرمثان" المتهم بإدارة مجموعات تهريب المخدرات إلى الأردن، كما نشرت أسماء العائلة التي قضت بالقصف وهم الأطفال (حمزة - عباس - أسيل - يمامة - ملك - لميس) بالإضافة للأم هند والأب مرعي.
وأشار إلى أن الغارات طالت أيضاً محطة تنقية المياه القريبة من بلدة خراب الشحم في ريف درعا الغربي، مضيفاً أن المنطقة تحتوي على معمل لإنتاج المخدرات، في حين لفت أحد أبناء المنطقة إلى وجود أربع عائلات تعمل في رعي الأغنام قرب المحطة.
شاهدوا .. الطائرات الحربية في سماء مدينة الرمثا وقصف قرى في الجنوب السوري #خبرني #الأردن #سوريا pic.twitter.com/Wqr65dYhlm
— خبرني Khaberni (@khaberni) May 8, 2023
رسائل تهديد
وكان موقع "السويداء 24" كشف في وقت سابق عن وصول رسائل نصّية إلى أرقام عدد من المتهمين بتجارة وتهريب المخدرات في محافظتي درعا والسويداء، تدعوهم لتسليم أنفسهم لحرس الحدود الأردني، وتحذّرهم من مصير مشابه لمرعي الرمثان.
وجاء في الرسائل أن الجيش الأردني يعلم من هم تجار المخدرات كما إن تحركاتهم مرصودة واجتماعاتهم مُخترقة، ولن يُرحَم أي شخص منهم، وسيتم اصطيادهم واحداً تلو الآخر كما حصل مع مرعي الرمثان.
الشرق الأوسط
وأمس أكّدت صحيفة الشرق الأوسط السعودية، أن نظام أسد غير جادّ بالالتزام بمطالب اللجنة الوزارية العربية المشكّلة للتطبيع معه، مشيرةً إلى أن النظام لم يتخذ أية خطوات نحو ما تمت مناقشته مع اللجنة أو المطالب التي قدّمتها.
وبحسب تقرير الصحيفة، فإن "نظام أسد لم يبدِ أي تجاوب حيال مطالب اللجنة الوزارية العربية ومنها التعهُّد بوقف تصدير الكبتاغون وكل الممنوعات من سوريا، والسير قدماً إلى الأمام بالحل السياسي، والاستجابة للقرارات الدولية في هذا الخصوص، انطلاقاً من التوافق على الخطوط السياسية العريضة ذات الصلة بالإعداد للدخول في المرحلة الانتقالية".
وأضافت الصحيفة: "النظام في سوريا لم يُحسن الإفادة من عودته إلى الجامعة العربية، وهذا ما أعاق الانتقال إلى مرحلة تطبيع علاقاتها بالدول العربية، فما الجدوى من إقفاله الأبواب أمام عودة النازحين من بلد كلبنان، فضلاً عن قضايا أخرى كامتناعه عن ترسيم الحدود بين البلدين؟".
قبل أيام، نشر موقع "إندبندنت عربي" تقريراً قال فيه، إن الأجهزة الأمنية لميليشيا أسد هي من ترعى تهريب السوريين إلى لبنان وتقوم بنقل البضائع والأسلحة إليه بطريقة غير شرعية، مشيراً إلى أن غالبية المهربين هم من السوريين، كما إن طول مساحة الحدود والبالغة نحو (375 كيلومتراً) وتداخلها في كثير من المواقع، يشكّل عائقاً أمام السيطرة على عمليات التهريب، في حين أن ميليشيا حزب الله تملك عشرات المعابر للانتقال إلى الداخل السوري والتبديل العسكري الذي يحصل بشكل يومي أو أسبوعي.
التعليقات (0)