أعلن وزير الخارجية الأردني "أيمن الصفدي" أن عمليات تهريب المخدرات من سوريا إلى بلاده ارتفعت وتيرتها مؤخراً، ولا سيما بعد الحوار الذي عُقد مع نظام أسد، كما إن واحدة من كل ثلاث عمليات تنجح بدخول الأردن.
وفي تصريح له خلال ندوة أجراها في مركز أبحاث SRMG، قال الصفدي إن "حكومة دمشق لا تتحكم حينما يرتبط الأمر بقدرتها على بسط سيطرتها بالكامل، كما إن عمان تعمل على حماية مصالحها، حيث إن عمليات تهريب المخدرات لا تشكل تهديداً للأردن فقط، بل تشمل أيضاً الخليج ودولاً أخرى".
وبيّن وزير الخارجية أنه لا بد من تعزيز التعاون للتعامل مع مثل هذا التهديد الذي يشمل أعمالاً إجرامية منظّمة على رأسها تهريب المخدرات، وتقوم فيه العصابات باستخدام تكنولوجية متطورة للغاية من بينها (الطائرات المسيّرة)، مشيراً إلى أنه من كل اثنتين أو ثلاث عمليات تهريب يتم ضبطها فإن واحدة منها تنجح بالدخول.
ولفت الصفدي إلى أن الأردن كان لديه حوار صريح مع "بشار الأسد" وبدأ بتشكيل مجموعات عمل قانونية واستخباراتية في البلدين، ووضع مستهدفات وإحداثيات للتعامل مع هذا التهديد، إضافة إلى الوعود التي تلقاها من الجانب السوري للتعامل مع الأمر.
وتابع وزير الخارجية أن الموقف على الأرض كان مختلفاً، حيث زادت عمليات تهريب المخدرات، الأمر الذي اضطر عمان للتعامل معه والقيام بما ينبغي عمله (في إشارة للعمليات العسكرية الأخيرة التي قام بها سلاح الجو الأردني على الحدود السورية واستهدف خلالها تجار مخدرات تابعين للأسد).
وقبل أيام، كشفت شبكة إخبارية دولية أن عمليات التسلل المضبوطة على الحدود السورية التي قام بها الجيش الأردني حتى نهاية آب من العام الحالي، زادت بشكل كبير مقارنة بالعام الماضي، فيما ذكر مسؤولون أردنيون أن جهود الأسد "دون المستوى"، رغم الاجتماعات المتكررة بين البلدين على مختلف المستويات.
ونقل موقع "cnn عربي" عن مسؤولين أردنيين تأكيدهم أن محاولات التصدي لعمليات تهريب المخدرات والأسلحة القادمة من سوريا زادت بشكل كبير العام الحالي، مضيفين أن تلك العمليات تقوم بها شبكات التهريب جنوب سوريا وتُديرها جهات منظّمة (في إشارة إلى ميليشيا أسد وحلفائها).
وبيّن المسؤولون أن التهريب بات يشكل تهديداً خطيراً للمملكة تقوم من خلاله تلك الشبكات بمحاولات إغراق البلاد بالأسلحة والمخدّرات والمتفجرات، في حين وثقت بيانات للقوات المسلحة وجود 88 حالة طيران مسيّر منذ بداية العام حتى 24 من آب الماضي، وشملت حالات الإسقاط والرصد والتشويش.
وأوضحت البيانات وجود 194 عملية ما بين 81 محاولة تهريب و98 عملية تسلل مضبوطة، و15 عملية تهريب مضبوطة، وذلك لغاية 28 آب الماضي، في حين أن تلك العمليات بلغت العام الماضي 383، بينها (218 محاولة تهريب أو تسلل، 120 عملية تسلل مضبوطة، 45 عملية تهريب مضبوطة).
وبالمقارنة بين عمليات التسلل المضبوطة بين العامين الأخيرين، لفتت المصادر إلى أنه لغاية آب 2022 سُجّلت 75 عملية، بينما لغاية الفترة نفسها من العام الحالي فقد بلغت 98 عملية أي بزيادة نحو 15 عملية تسلل.
أما المواد المضبوطة، فتنوّعت بين الحشيش والكبتاغون والمواد المخدرة، حيث تم ضبط (3776 كف حشيش) و(1.7 مليون قرص كبتاغون) و(2.6 كيلوغرام من الكريستال/ ميثامفيتامين)، في حين أظهرت البيانات العسكرية لجوء المهرّبين لاستخدام الطائرات المسيّرة والبالونات الطائرة والمقذوفات الحربية بعد تفريغ حشواتها، وذلك بهدف تهريب المواد المخدّرة غالية الثمن.
التعليقات (0)