أطلق ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي حملة مدنية في محافظة السويداء جنوب سوريا، مطالبين بالوقوف في وجه الفساد والفقر والغلاء الذي تسببت به ميليشيا أسد بسبب سوء إدارتها في المحافظة وتشجيعها على النهب والسرقة.
وذكرت صفحة "السويداء ANS" في منشور على فيسبوك، مساء الإثنين، أن ناشطين من أبناء السويداء أطلقوا حملة مدنية تحت عنوان (عندك كرامة) مطالبين فيها بالوقوف بوجه الفساد الحاصل في المحافظة.
"عندك كرامة؟"
ودعا الناشطون أبناء المحافظة إلى الثورة ضد الوضع الراهن من سرقة ونهب وفساد وغلاء نتيجة فساد ميليشيا أسد وتعمدها إفقار المواطنين على حساب صعود الميليشيات وتجار الحرب والمخدرات.
وكتبوا عبارات مناهضة لميليشيا أسد على الجدران جاء فيها: "عندك كرامة؟ إذا عندك كرامة انتفض لأجل لقمة الخبز لولادك".
وجاء في عبارة أخرى: "عندك كرامة؟.. إذا عندك كرامة انتفض لأجل عرضك وكرامتك"، فيما تضمنت عبارة ثالثة الدعوة للانتفاض على اللصوص والمجرمين في الميليشيا وكُتب فيها: "إذا عندك كرامة لا تسكت على كل فاسد وحرامي".
واستنكر الناشطون الارتفاع المتزايد في الأسعار وانخفاض مستوى الدخل وإصرار ميليشيا أسد على دعم الفاسدين ونهب خيرات سوريا وتكريسها للفساد كوسيلة للحكم عبر اتباع ذات الأساليب في إذلال المواطنين، بدءاً من البطاقة الذكية وتعيين الفاسدين في مؤسسات الدولة وليس انتهاءً في حرمانهم من أبسط حقوقهم.
واعتبر القائمون على الحملة أن صمت أهالي السويداء ورضوخهم للواقع الراهن ساهم في إذلال المحافظة وتهجير شبابها ونشط بيع الأراضي والممتلكات لـ(جنسيات غير سورية).
وقد شملت الحملة عدة قرى في السويداء عبر رفع شعارات يتساءل فيها القائمون على الحملة عن سبب صمت أهالي السويداء عن فظاعة ما يحدث بحق (جبل العرب) وإذلال أهله مقابل الحصول على فتات حقوقهم.
انتفاضة شعبية متواصلة
وأدت سياسات ميليشيا أسد الفاسدة إلى تفقير أبناء المحافظة ضمن سياسة ممنهجة تعتمدها لتفريغ جبل العرب، ما دفع أبناء السويداء إلى الهجرة بالتزامن مع تحويل المحافظة إلى محطة عبور لتصدير المخدرات إلى الدول العربية والعالمية عبر خطوط التهريب على الحدود مع الأردن.
وتشهد المدينة منذ أشهر انتفاضة شعبية متواصلة وحالة عصيان مدني ضد الفساد، حيث تخرج فيها مظاهرات سلمية متكررة تطالب بوقف سرقة أسد للمساعدات والإفراج عن المعتقلين المغيّبين في سجونه من أبناء المحافظة.
وقبل أسبوع، ذكر موقع السويداء 24 أن فرع الأمن الجنائي التابع لميليشيا أسد في السويداء استدعى موظفين من المؤسسة السورية للتجارة، للتحقيق، بعد اكتشاف سرقات من قسم المواد الغذائية في إحدى صالات المدينة، تُقدّر بعشرات الملايين، في حادثة أصبحت روتيناً يومياً في مختلف مؤسسات ووزارات أسد.
وتعاني السويداء أيضاً فلتاناً أمنياً متزايداً بدفع مباشر من نظام أسد الذي أطلق يد ميليشياته خلال السنوات الماضية للانتقام من المحافظة الرافضة لسياسته، ولمصلحة حليفته إيران التي تَعتبِر المنطقة طريقاً لتجارة المخدرات وتصديرها للدول المجاورة.
التعليقات (0)