أثار لاجئ سوري متزوج من امرأتين ولديه 16 طفلاً الجدل في لبنان بسبب إقدامه على الزواج من الثالثة وإسكانها في خيمة إلى جانب زوجتيه الأخريين وسط الظروف الاقتصادية والمعيشية التي تشهدها البلاد.
وتناقلت وسائل إعلام لبنانية قصة لاجئ سوري يعيش في بلدة القاع الحدودية، مع 3 من زوجاته و16 ولداً، حيث يعولهم عبر العمل في الزراعة الموسمية وعبر تلقي دعم مالي وعيني من المنظمات والمفوضية السامية لشؤون اللاجئين.
وظهر السوري في فيديو خلال إعداد فريق "النهار" تحقيقاً ميدانياً في القاع، حين صادف وجود السوري مع رئيس البلدية بشير مطر.
لا مشكلة مع نظام الأسد
وأشار اللاجئ السوري إلى أن لديه 3 طلبات عن زوجاته للحصول على مساعدات من مفوضية اللاجئين، حيث تعيش كل واحدة منهن في خيمة منفصلة وتتلقى المساعدة عن نفسها.
ويتلقى اللاجئ السوري نحو 16 مليون ليرة لبنانية عن أولاده وهو ما يعادل نحو 160 دولاراً أمريكياً، موضحاً أنه يتلقى الطبابة والتعليم والغذاء والخدمات من قبل الأمم المتحدة.
وبيّن أنه أثناء عمله في الزراعة يضطر لأن يغيّر مكان خيم زوجاته لاصطحابهن معه من مشروع زراعي لمشروع زراعي آخر، مؤكداً أن لا مشكلة لديه مع نظام الأسد ولا توجد عوائق أمام عودته سوى الفقر والجوع.
"ما لي حظ"
وعن سبب زواجه بالثالثة يقول: هلأ في عندي مشاكل، ما تجوزت كترة مصاري أو شي، في عندي مشاكل مع هدوليك ما عم نتفق فهربت من المشاكل.. قمت تجوزتا للتالتة".
فيما رد على أسئلة رئيس البلدية الاستنكارية قائلاً: " كل ما باخد وحدة ما الي حظ، بنوقع بمطب مشاكل بنهرب من مشكلة بنوقع بمشكلة".
"ظاهرة شائعة"
بدوره، قال بشير مطر رئيس بلدية القاع إنّ عدد اللاجئين السوريين في البلدة يفوق 33 ألف لاجئ، لافتاً الى أن غالبية عدد الولادات من الزوجة الثانية والثالثة، ويشكّل الأطفال ومن هم دون 15 عاماً حوالى 50% من النازحين الموجودين، وحالات الزواج تلك تنتشر بشكل كبير في صفوفهم، حيث يتزوج اللاجئ أكثر من امرأة ويحصل على المساعدات عنهم كلهم.
وأوضح أنّ هذا الزواج حصل في لبنان بعد النزوح، ونحن نتفهم أن يتزوج الأعزب، لكن أن يتزوج المتزوج أكثر من امرأة ويبني أكثر من خيمة ضمن المخيم ويتزايد عدد أفراد أسرته فهو أمرٌ مرفوض، لافتاً إلى أنّ "الأخطر هو عدم وجود قرار قضائي بنزع صفة نازح عن أي سوري قام بجريمة أو مخالفة لشروط النزوح".
تحريض مستمر
وتمارس معظم وسائل الإعلام اللبنانية عملية تحريض ممنهجة ضد اللاجئين السوريين في محاولة لطردهم وتحميلهم كل أزمات لبنان السياسية والاقتصادية التي سبّبتها ميليشيات إيران وحزب الله وأسد عبر سرقة الاقتصاد اللبناني ورهنه لإيران وأسد وفقاً لتحقيقات وتقارير لمواقع لبنانية ودولية.
وغالباً ما تستغل هذه الوسائل حالات مماثلة للحالة المذكورة لتأجيج الرأي العام المحلي والدولي ضد السوريين وليقولوا إنه لا خطر على حياتهم في حال العودة إلى نظام الأسد، علماً أن منظمات حقوقية دولية أكدت في تقارير تعرُّض من عاد إلى النظام للاعتقال والقتل والتعذيب.
ويستضيف لبنان نحو مليون ونصف المليون لاجئ سوري، مسجَّلين بشكل رسمي بحسب الإحصائيات اللبنانية والأممية، ودخل معظم هؤلاء اللاجئين الأراضي اللبنانية منذ عام 2011، هرباً من بطش ميليشيات أسد وإيران، فيما كان يوجد حوالي 300 ألف سوري في لبنان قبل الثورة وبقوا بعد ذلك في البلاد بغض النظر عن وجود مشاكل لديهم مع النظام أم لا.
التعليقات (3)