نظّمت بلدية طرسوس بمدينة مرسين التركية عملاً مسرحياً تضمّن بإحدى فقراته تجسيداً لشخصية رجل وامرأة عربيين، حيث صوّر المرأة بطريقة فاحشة وغير أخلاقية، فيما تم رفع دعوى قضائية ضد المنظّمين.
وخلال فعالية أطلق عليها "أيام المسرح" كانت قد نظّمتها بلدية طرسوس التابعة لحزب الشعب الجمهوري المعارض قبل أيام، تم تجسيد رجل وامرأة بالزي العربي، وهما يتحاوران بطريقة خادشة للحياء أمام حشد من الناس بينهم أطفال صغار.
ومثلت المسرحية استهزاء صارخاً بالمرأة العربية وبحشمتها وأنوثتها، وتم تصويرها بأنها خالية من العفة والحياء، بينما تم تصوير زوجها الملتحي، وبيده "مسبحة" بأنه ساذج وغبي، ولا يجد حرجاً بممارسة زوجته للبغاء.
وفي الحوار الذي دار بين الشخصيتين، قالت المرأة وهي تخبر زوجها عما حدث معها مع رجل آخر: "لقد حاول وضع يده تحت تنورتي، ثم بدأ الرجل بلمسي هنا وهناك في السينما، ثم ذهبت إلى شقتنا ودخلت إليها ليتبعني الرجل.. ثم دخلت إلى غرفة النوم وخلعت ملابسي وتمددت في السرير ليفعل الرجل نفس الشيء".
بالمقابل، بدا الرجل الذي جسد شخصية "حاجي" فضولياً، ويستمع لحديث زوجته دون إبداء أي ردة فعل كبيرة، في محاولة من قبل القائمين على المسرحية لتجسيد صورة الرجل العربي بأنه لا يغار على شرفه وعرضه.
وأثارت المسرحية استياء شريحة واسعة من الأتراك، خاصة أنها تقلل من قيمة المرأة المسلمة بشكل عام وتسيء لها بطريقة غير مقبولة، وهو ما دفع عضو المجلس البلدي عن حزب العدالة والتنمية بطرسوس لتقديم شكوى جنائية ضد منظّمي المسرحية، مشيراً إلى أنها تتضمّن "الفحش" وتهين "القيم الدينية".
وقدم عضو مجلس بلدية طرسوس، عبد الرحمن ألتينسكو، شكوى جنائية ضد المسرحية المسماة "متعة الصيف تحت النجوم"، والتي شارك فيها فنانون مسرحيون مشهورون مثل سيزمي باسكن ودينيز أورال، مؤكداً أنها "عار" على المدينة.
وقال إنه "تم تقديم عرض مسرحي ذي محتوى فاحش أمام الملأ.. لا نجد أنه من الصواب نشر محتوى سلبي وسيء أمام الأطفال مهما كان... هذا شيء مقبول".
عنصرية ضد السوريين والعرب في تركيا
ويتضاءل أمل العرب واللاجئين السوريين المقيمين في تركيا تدريجياً في بدء حياة جديدة، بعدما اصطدمت أحلامهم للاندماج في مجتمع جديد بعنصرية وتمييز تجسّدا في ممارسات مواطنين أتراك عاديين وحكوميين.
ولا تقتصر العنصرية في تركيا على جنسية أو فئة بعينها، فكل من هو ليس تركياً معرض للعنصرية، وهي ليست شائعة على المستوى الشعبي فقط، فقد يواجه المقيمون عنصرية من جانب بعض المصالح الحكومية، مثل مديرية الهجرة أو أقسام الشرطة.
وأمس الثلاثاء، أثارت مشاهد تعرض شاب يمني لاعتداء وحشي عنصري من قبل عشرات الأتراك في أحد المجمعات السكنية بمنطقة إسنيورت في إسطنبول، استياءً واسعاً على منصات التواصل الاجتماعي.
وسبق تلك الحادثة عشرات الحوادث بحق السوريين في تركيا، إذ تسبب نقص التوعية حول خطورة خطاب الكراهية بتعرض بعضهم لحوادث عنيفة، فيما حمل بعضهم الآخر الحكومة والمنظمات المسؤولية بسبب عدم اهتمامها الكافي بالحد من هذا الخطاب.
التعليقات (6)