المحتل الروسي يهدد بقمع انتفاضة السويداء بكذبة مخابراتية وأرتاله تسبقه (فيديو)

هدد المحتل الروسي وبشكل علني بقمع انتفاضة السويداء المستمرة لليوم الرابع على التوالي ضد نظام الأسد وحكومته، الذي باع البلاد والعباد لموسكو وطهران وأوصلها إلى أسوأ كارثة اقتصادية واجتماعية تمر على سوريا منذ أكثر من قرن.

التهديد الذي اعتمد على "كذبة مخابراتية" جاء على لسان نائب مدير مركز المصالحة الروسية في قاعدة حميميم بجبلة، اللواء أوليغ جورافليوف، قائلا: إن قادة العصابات المسلحة يخططون لتنفيذ أعمال إرهابية في السويداء وثلاث محافظات أخرى هي دمشق واللاذقية ودرعا.

ولم يقف اللواء جورافليوف عند ذلك الحد، بل أعطى في بيان نقلته وكالات رسمية روسية تفاصيل تلك العمليات الإرهابية حيث زعم أن "المعلومات الواردة تفيد بأن زعماء العصابات المسلحة المختفية يخططون لتنفيذ عمليات تخريبية تستهدف الموظفين والمنشآت للحكومة في أراضي محافظات حمص ودمسق ودرعا والسويداء".

كذبة مخابراتية وأرتال عسكرية إلى السويداء

واستند اللواء الروسي في بيانه على تقرير استخباراتي لوزارة الدفاع الروسية  نشرته أمس، يفيد بأن أمريكا تجهز وتخطط لعمليات إرهابية في اللاذقية ودمشق، ولم يذكر السويداء قبل أن يخرج اللواء المذكور ويضيف السويداء ودرعا، في تخبط واضح ونية مبيته لقمع انتفاضة السويداء وأي انتفاضة أخرى يبدو أنها باتت وشيكة حتى في حاضنة نظام الأسد التي باتت تئن من ظلمه وظلم حلفائه المحتلَّين روسيا وإيران.

ومما يعزز الكذبة المخابراتية وأنها حجة للقمع ليس أكثر، لم تنتظر روسيا ونظام الأسد حدوث أي عملية تخريبية من التي ذكروها، فأرسلت اليوم  قوات أمنية وعسكرية ضخمة استباقية رصدتها مواقع محلية بالفيديو، وهي في طريقها إلى السويداء؛ استباقية إلى السويداء فقط وليس إلى المناطق الأربع التي شملها التقرير الاستخباراتي المزعوم.

ويواصل أهالي السويداء انتفاضتهم الشعبية ضد نظام أسد وحكومته لليوم الرابع على التوالي بمظاهرات غاضبة تندد بتردي الأوضاع المعيشية والاقتصادية إلى أدنى مستوياتها، ومترافقة بعصيان مدني يهدف لإجبار النظام على الاستجابة لمطالب المحتجين.

ورصد تقرير سابق لأورينت تزايدا ملحوظا لأعداد المشاركين في المظاهرات، لا سيما رجال الدين والنساء والأطفال"، بالتوازي مع إغلاق الطرقات الرئيسية والفرعية، وكذلك تعطيل الدوائر الحكومية الرسمية.

وكان الصحفي أيمن الشوفي من قلب السويداء قال في تقرير ه لأورينت اليوم الأربعاء إن مبعوثا من الشيخ حكمت الهجري، شيخ العقل الأول لدروز السويداء، طمأن المتظاهرين وحذّر من أن النظام لو اعتدى على المتظاهرين سوف يكون الرد بالصواريخ.

وكان الشيخ حكمت الهجري قد صرّح مؤخراً بأن الناس لم تعُد تحتمل ممارسات السلطة والنظام القائم، وقال حينها: "طول عمرنا ونحن نرقّع ورا النظام".      

وتأتي هذه الانتفاضة الجديدة والأعنف لأهالي السويداء ذات الأغلبية الدرزية ضد نظام الأسد وسياساته الإجرامية والتعسفية بحقهم، إثر قرار حكومة النظام الأخير إخراج شرائح اجتماعية متعددة من منظومة الدعم الحكومي التي تشمل سلعاً أساسية على رأسها الخبز والمحروقات.

حتى العلويين!

وليست السويداء وحدها من تعيش حالة من الغضب والغليان من سياسات نظام الأسد وحكومته فقد بدأت أصوات تتعالى في عمق الحاضنة الشعبية للنظام من العلويين في الساحل سخطا عليه وعلى رموز حكمه الفاسدين، غير أنها ما زالت في العالم الافتراضي، كصرخات الصحفي كنان وقاف والممثل فراس إبراهيم والناشط بشار برهوم وغيرهم.

حتى أن مجموعة من العلويين في مدينة مصياف بريف حماة هاجموا مركز تكامل التابع لأسماء الأسد وحطموا محتوياته، تعبيرا عن غضبهم وسخطهم عن قرارات استبعاد مئات الآلاف منهم من الدعم الحكومي على الخبز وبعض المواد الغذائية والمحروقات.

وتعاني مناطق سيطرة نظام أسد من أزمات اقتصادية هي الأسوأ بتاريخ سوريا الحديث، وزادت حدة تلك الأزمات خلال الأشهر الماضية بعكس الوعود الرسمية للنظام ورأسه بشار أسد بأن الأزمات ستزول قريبا، لكن تلك الوعود تُرجمت بقرارات أكثر تعسفا وخنقا للسكان المعدمين ولاسيما قرار الحكومة الأخير برفع الدعم عن شريحة واسعة تحت ذرائع امتلاك سيارة أو سفر رب الأسرة، ما أثار غضبا واسعا في صفوف الموالين عبر مواقع التواصل الاجتماعي ومن خلال الهجوم على المراكز الحكومية.