من قلب السويداء لأورينت.. المظاهرات مستمرة ضد الأسد والصوت الأنثوي حاضر بقوة

من قلب السويداء لأورينت.. المظاهرات مستمرة ضد الأسد والصوت الأنثوي حاضر بقوة
لم ينقطع حبل التظاهر في محافظة السويداء لليوم الثالث على التوالي، والذي شدَّ الناس مجدداً إلى الشارع إثر قرار حكومة النظام الأخير إخراج شرائح اجتماعية متعددة من منظومة الدعم الحكومي التي تشمل سلعاً أساسية على رأسها الخبز والمحروقات، حيث التقى المحتجّون في ساحة السير أحد أهم ساحات المحافظة، والتي كان يتوسطها تمثال لحافظ الأسد هدمه المحتجّون الغاضبون عام 2015 على خلفية عملية تفجير موكب قيادة حركة رجال الكرامة، فحملت الساحة مذاك دلالات رمزية جعلتها تستقطب معظم حركات الاحتجاج الشعبي داخل السويداء بعد العام 2015.

شعارات تذكّر بأيام الثورة الأولى، وحضور متواضع

بعدما سجّل يوم أمس إعادة بثّ وإحياء أناشيد الثورة عبر مكبرات الصوت، والتي كانت تتوجه بالتحية إلى فرق وتشكيلات الجيش الحر في المحافظات السورية التي احتضنت الثورة على نظام بشار الأسد، كان الزخم الشعبي للتظاهرات الحالية التي تشهدها مدينة السويداء محدوداً، وبحسب مطّلعين، فإن ذلك يعود إلى ضعف التنسيق والربط الاجتماعي بين منظومة إدارة التظاهر، من جهة، والناس من جهة أخرى، والاكتفاء بالاعتماد على توجيه دعوات عبر صفحات التواصل الاجتماعي، وعلى غرار عمل تنسيقيات الثورة السورية في سنواتها الأولى حملت اللافتات المرفوعة في جانب منها تحيّات إلى المتظاهرين في ريف المحافظة الشمالي بصورة خاصة، والذين قطعوا الطريق الدولي الذي يربط السويداء بالعاصمة دمشق بواسطة الإطارات المشتعلة خلال أيام التظاهر الحالية.

وغفل المنظِّمون للتظاهرات عن الاتكال على تحفيز الحالة العشائرية والقبلية وذلك بالتوجه إلى المضافات الكبيرة، ووجهاء العائلات الذين يمكن استمالتهم إلى إسقاط السلطة الحالية في الشارع، وهم بدورهم قادرون على جذب الناس إلى ساحة الاحتجاج بصورة تتجاوز مشهد الأعداد الصغيرة الذي اتّسم به يوم التظاهر الثالث، كما يشهد الحراك الحالي غياب قوى المعارضة التقليدية المتمثلة بالهيئة الاجتماعية للعمل الوطني، وبعض الأحزاب السياسية المرتبطة بالائتلاف السوري لقوى المعارضة، وبشخصيات معارضة مستقلة، الأمر الذي يربك فعل الاحتجاج، ويقلل من جدواه المحتملة. إضافةً إلى عدم استجابة المحلات التجارية في محيط ساحة الاعتصام لطلب إغلاقها في اليوم الثالث من التظاهر، وهي التي كانت قد استجابت في اليوم الثاني، وأغلقت أبوابها بالكامل.    

 

صوت أنثوي، والرد بالصواريخ

بدا لافتاً في تظاهرات اليوم الثالث تصدّرُ صوتٍ أنثوي لأصوات المنصة التي لم ترتح من حضّ المتفرجين على منصة الاعتصام على المشاركة ولو بمجرد الوقوف إلى جانب المتظاهرين، كما طمأن أحد المنظّمين للاعتصام، وعرّف بنفسه على أنه مبعوثٌ من الشيخ حكمت الهجري، شيخ العقل الأول لدروز السويداء، وحذّر من أن النظام لو اعتدى على المتظاهرين سوف يكون الرد بالصواريخ، وفي هذا إعادة خلط للأوراق داخل المحافظة، واستعراض نفوذ القوى المحلية، وتغيير ولاءاتها، ومقدرتها على صياغة المشهد السياسي، وكان الشيخ حكمت الهجري قد صرّح مؤخراً بأن الناس لم تعُد تحتمل ممارسات السلطة والنظام القائم، وقال حينها: "طول عمرنا ونحن نرقّع ورا النظام".      

يغلق يوم التظاهر الثالث البابَ وراءه، ويفتح عدّة نوافذ لقراءة الواقع السياسي داخل المحافظة المنهكة، وبأي اتجاه يسير، ولاسيما أن بشار قد ظهر مؤخراً بعد لقائه بالممثلة سلاف فواخرجي وزوجها وائل رمضان غير آبه بالكارثة الاقتصادية والمعيشية التي تعصف بالسوريين، وبنظام حكمه على السواء.   

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات