وفي خطوة مفاجئة له زار الرئيس البيلاروسي "ألكسندر لوكاشينكو" مركز "بلوزغي" الذي أقامته سلطات بلاده قرب الحدود مع بولندا لاستقبال المهاجرين، مؤكداً أنه لن يقوم بمنعهم من اجتياز الحدود، وأنه سيسمح للعالقين بالعبور إلى أوروبا إذا استطاعوا ذلك، حسب ما أفادت وكالة "بيلتا" البيلاروسية.
وبحسب "بيلتا" فإن "لوكاشينكو" بيّن أنه يوجد الآن على الحدود قرابة 2-3 آلاف مهاجر من الشرق الأوسط بينهم نحو 300 إلى 400 من الأطفال ومثلهم من النساء، مشيراً إلى أن هؤلاء جميعهم يبحثون عن حياة ووظيفة أفضل من التي في بلدانهم.
تهديد واتهام
وفي تهديد ضمني لفت الرئيس البيلاروسي إلى أن بلاده ستفعل ما يحلو لها بغض النظر عما إذا كان البولنديون واللاتفيون أو أي دولة أخرى راضين أو غير راضين، (في إشارة منه إلى مواصلته السماح للمهاجرين بالعبور إلى أوروبا عن طريق بلاده).
وأضاف أن بيلاروسيا غير قادرة على مساعدة المهاجرين حالياً للوصول إلى ألمانيا، متهماً في الوقت نفسه بولندا بأنها تعتدي عليهم وتلقي المواد الحارقة وقنابل الصوت والغاز المسيل للدموع لمنعهم من العبور، وإذا ما حاول أحدهم الاقتراب فعلى الأغلب سيتم إطلاق الرصاص عليه، قائلاً: لقد أصيبوا بالجنون.
وتعهد "لوكاشينكو" بأن حكومته لن ترحّل عنوة من أراضيها أي مهاجر لا يرغب في العودة إلى وطنه، وأن من يرغب في التوجه غرباً فهذا من حقه أيضاً ولن يقوم بملاحقته أو احتجازه خلف الأسلاك الشائكة، محذراً الاتحاد الأوروبي من أن قضية المهاجرين ستتزايد بأضعاف ما هي عليه إذا لم يتم حلها.
وفيات سابقة
وفي الأسابيع الأخيرة، قتل ما لا يقل عن 13 شخصاً في المنطقة الحدودية بين بيلاروسيا وبولندا غالبيتهم بسبب الطقس البارد والجوع والظروف المناخية.
وكانت الشرطة البولندية أعلنت في وقت سابق العثور على جثة لاجئ سوري توفي على الحدود مع بيلاروسيا، وسط أزمة مستمرة يعانيها آلاف اللاجئين العالقين في المنطقة الحدودية ويتعرضون خلالها لظروف مأساوية نتيجة الحصار والبرد والجوع والاعتداءات المتكررة من حرس الحدود البيلاروسي.
وقالت الشرطة على حسابها في "تويتر"، إنه تم العثور على جثة شاب سوري في إحدى الغابات بقرية وولكا تيريتشوفسكا القريبة من الحدود البيلاروسية، مضيفة أن الأحداث التي جرت في المكان الذي عُثر فيه على الجثة لم تسمح بتحديد سبب الوفاة بشكل مؤكد.
ويأتي هذا في وقت تشهد فيه الحدود البولندية أزمة لجوء إنسانية تمثلت بوجود نحو أربعة آلاف من اللاجئين الذين يحاولون اجتيازها للوصول إلى الاتحاد الأوروبي انطلاقاً من الأراضي البيلاروسية، ومعظمهم من العراقيين والسوريين وجنسيات آسيوية أخرى.
استغلال اللاجئين
وعمدت بيلاروسيا خلال الأشهر الماضية إلى استقدام اللاجئين بعروض "وهمية كاذبة" من العراق وسوريا ومناطق آسيوية أخرى لتسهيل دخولهم إلى دول الاتحاد الأوروبي، وبذلك وقع آلاف اللاجئين وعوائلهم ضمن "الفخ البيلاروسي" بعد أن وجدوا أنفسهم عالقين في أسوأ الظروف الإنسانية في المنطقة الحدودية، فلا بيلاروسيا تقبل بعودتهم إلى أراضيها، ولا بولندا تسمح بعبورهم إلى دول الاتحاد الأوروبي.
ووفق مراقبين فإن بيلاروسيا استفادت مادياً من أزمة اللاجئين المختَلَقة، عبر أجور النقل الجوي والبري والإقامات الفندقية وغيرها من تكاليف السفر وإغرائهم بالوصول إلى حدود بولندا، إضافة لاستخدام المهاجرين كورقة ضغط سياسي لزعزعة استقرار دول الاتحاد الأوروبي من جهة، وفي وجه العقوبات الأوروبية من جهة ثانية.
التعليقات (3)