منذ أن أعلن الرئيس الروحي للموحدين الدروز في سوريا الشيخ حكمت الهجري، تأييده لمطالب الحراك الشعبي في محافظة السويداء، الذي دخل أسبوعه الرابع، يحاول النظام بشتى الوسائل شقّ الصف الدرزي من خلال محاصرة الشيخ الهجري لدفعه على التراجع عن موقفه.
مؤامرة لشق الصف
وتأكيداً لما نشره موقع "أورينت نت" في وقت سابق، كشف ابن محافظة السويداء، الكاتب والصحفي ماهر شرف الدين أن نظام أسد وأزلامه في سوريا ولبنان يحيكون مؤامرة لشق الصف الدرزي، مع استمرار مظاهرات السويداء.
وقال شرف الدين في مقطع فيديو نشره عبر "فيسبوك" إنه "بعدما تحولت عمامة الشيخ حكمت الهجري من عمامة روحية تخص طائفة من الناس إلى عمامة تمثل الكرامة السورية، يحاول خفافيش الظلام والأقزام حياكة مؤامرة دنيئة ضد هذه العمامة".
وأضاف أن "نظام الأسد وذيوله في سوريا ولبنان بعدما فشلوا بالتعامل مع المظاهرات والحراك الشعبي في السويداء، وبترهيب الشيخ الهجري لكي يتراجع عن موقفه الداعم لهذا الحراك، يخططون لمؤامرة فاشلة لشق الصف الدرزي في سوريا من البوابة الدينية".
4 ملامح للموامرة
وذكر أن هناك 4 ملامح لهذه المؤامرة، أولها يتمثل بتشكيل نظام الأسد لما سماه "الهيئة الروحية للموحدين الدروز بدمشق وغوطتي دمشق وجبل الشيخ والقنيطرة".
وأوضح شرف الدين أن هذا يعني أن "نظام أسد اخترع هيئة روحية خاصة بدروز دمشق والقنيطرة، والاجتماع الذي تم تشكيل الهيئة فيه هو فضيحة بكل ما للكلمة من معنى".
وذكر أن نظام أسد استقدم عناصر ميليشيا الدفاع الوطني بلباس مدني لحضور الاجتماع، فيما تمثل حضور المشايخ بشيخ مجهول يُدعى معن صافي، مشيراً إلى أنه بدا واضحاً من خلال كمّ الأخطاء التي ارتكبها أثناء قراءته لبيان في الاجتماع أن النظام أحضره وألبسه زي الشيوخ الدروز.
وتمثل الملمح الثاني برسالة مسجّلة شبه مباشرة وجهها الشيخ أمين الصايغ، وهو أحد المراجع الدينية في لبنان، لأهالي جبل العرب، والتي يأخذ فيها جانب النظام من خلال اعتباره أن مظاهرات السويداء هي دخول في لعبة الأمم.
واعتبر شرف الدين أن المشكلة برسالة الصايغ تكمن في أنه بينما يطالب بالوحدة بين الدروز، يحاول شق الصف بينهم من خلال اتخاذه موقفاً مؤيداً لنظام بشار الأسد.
وأشار إلى أن الدور الذي يقوم به أكرم شقيق الشيخ أمين الصايغ بات معروفاً وكذلك لقاءاته المتكررة مع لونا الشبل مستشارة بشار الأسد، وألمح إلى أن صياغات الجمل في التسجيل الأخير للصايغ وكأنها من تأليف لونا الشبل.
أما الملمح الثالث المؤامرة على الرئاسة الروحية، بحسب شرف الدين، فهو الدور القذر الذي يلعبه كل من طلال أرسلان ووئام وهاب في لبنان، وقال: "هذان الساقطان انتخابياً وسياسياً وأخلاقياً ومعروفياً يحاولان نقل تجربة الانقسام التي افتعلاها في لبنان بين المرجعيات الروحية إلى سوريا".
وذكر أنه كان هناك شيخ عقل واحد في لبنان، ليأتي أرسلان ووهاب ويشكلان شيخ عقل خاصاً فيهما، لافتاً إلى أن "تجربة الانقسام التي افتعلاها في لبنان يريدان نقلها إلى سوريا بالتعاون مع أجهزة مخابرات أسد وبعض المتمشيخين التابعين للنظام".
وأشار إلى أن "وئام وهاب في سنة 2016 باس الإيدين لحتى يزور الشيخ الهجري الذي رفض استقباله رفضاً قاطعاً".
ووفق ما قال شرف الدين، فإن الملمح الرابع هو اجتماع خطير ضم الشيخ نصر الدين غريب التابع لأرسلان ووهاب مع شيخ عرنة سليمان كبول أبو نبيه وشيوخ آخرين تابعين للنظام.
وبيّن أنه خلال هذا الاجتماع حيكت مؤامرة لمحاصرة وتحجيم المكانة الدينية للشيخ الهجري.
جبل العرب يؤيد الهجري
وأكد شرف الدين أن كلَ من يحاول شق الصف الدرزي في سوريا ومحاصرة الشيخ الهجري يجب أن يعلم أن غالبية أبناء جبل العرب يؤيدون موقف الشيخ الهجري، مشيراً إلى أن ما يحدث ليس شقاً للصف الدرزي بل هو فرز للخونة.
ولفت إلى أن وهاب خلال أحد الاجتماعات الأخيرة حاول حساب عدد المقاتلين بفصائل الجبل، وخاطبه بالقول إنه عندما يتعلّق الأمر بالشيخ الهجري احسب أعداد جيوش العائلات في السويداء.
وكان موقع أورينت نت قد نشر تقريراً بوقت سابق تطرّق فيه إلى لجوء نظام أسد إلى تشكيل هيئة روحية موازية (دمشق وريفها والقنيطرة) لشق الصف الدرزي. كما أشار تقرير آخر إلى أن هناك أكثر من شاهد بأن نظام أسد يعوّل بشكل كبير على شق الصف وتمييع المطالب في ثورة السويداء، سياسياً وإعلامياً.
وكان نظام أسد قد أرسل محافظ ريف دمشق صفوان أبو سعدة وهو من أبناء السويداء، إلى الشيخ يوسف جربوع، أحد مشايخ عقل الدروز الثلاثة، هدفه شق الصف، حيث خرجا معاً بفيديو يؤكد فيه الشيخ أنه مع ثوابت الوطن وهي قيادة بشار الأسد والجيش والعلم، على حد تعبيره.
والمثال الإعلامي على أن الأسد يعتمد هذا المحور كوسيلة لإفشال ثورة السويداء، هو ما روّجه الإعلام الرديف لنظام الأسد قبل أيام، مقطع فيديو ادّعوا أنه نداء من الشيخ اللبناني أبو يوسف أمين الصايغ، أطلقه إلى أهالي السويداء يصف فيه الأعمال هناك بالتخريبية ويطالب بالتهدئة وعدم الانسياق وراء أصحاب الأهواء، ليتبيّن فيما بعد أنه قديم.
التعليقات (0)