أدان مجلس النواب الأمريكي استقبال الصين لإمبراطور المخدرات بشار الأسد، الذي وصل أمس إلى الصين لحضور افتتاح دورة الألعاب الآسيوية برفقة زوجته أسماء الأسد ووفد مرافق له.
مجرم حرب متوحش
وقال رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأمريكي مايكل مكول، في منشور على منصة "إكس": "أدين بشدة استقبال الصين لمجرم حرب متوحش ذبح آلاف المدنيين السوريين بدعم من روسيا وإيران".
وأضاف مكول أن "هذا دليل على الخطر الذي تشكّله الصين وأصدقاؤها".
CHM @RepMcCaul: “I strongly condemn Assad’s visit to China. China’s willingness to welcome such a brutal war criminal who has murdered thousands of Syrian civilians, w/ backing from Russia & Iran, underscores the threat posed by China & its friends in Russia, Iran, & Syria.”
— House Foreign Affairs Committee Majority (@HouseForeignGOP) September 21, 2023
مخالفة الأعراف الدولية
وشكّك محللون سياسيون في أن الزيارة الأولى لبشار الأسد إلى الصين منذ عام 2004 ستساهم في توجه الشركات الصينية للاستثمار في سوريا، حيث تشهد مناطق سيطرة ميليشيا أسد انهيارياً اقتصادياً إضافة إلى الاعتبارات الأمنية.
وقال الأستاذ المشارك في كلية "لي كوان يو" للسياسة العامة في سنغافورة، ألفريد وو: "في ولايته الثالثة، يسعى (الرئيس الصيني) شي جين بينغ إلى تحدي الولايات المتحدة علناً، لذلك لا أعتقد أنه من المفاجئ أن يكون مستعداً لمخالفة الأعراف الدولية واستضافة زعيم مثل الأسد"، بحسب ما نقلت "رويترز".
وأشار إلى أن ذلك "سيؤدي إلى زيادة تهميش الصين في العالم، لكنها لا تهتم لهذا الأمر".
من جانبه، ذكر المحلل في معهد RUSI البحثي في لندن، صامويل راماني، أن نظام أسد يحاول الحصول على استثمارات من الصين منذ فترة طويلة، لافتاً إلى أن السؤال الكبير هو ما إذا كانت أي مقترحات تمت مناقشتها خلال هذه الزيارة ستتحول إلى مشاريع فعلية.
وبحسب راماني، فإن الصين تشعر بالإحباط الشديد تجاه الغرب في الوقت الحالي، ونظام أسد يحاول تطوير علاقاته مع المزيد من الدول، متسائلاً: "هل يمكن تحويل ذلك إلى شيء ملموس؟".
عزلة دولية
ويسعى بشار الأسد لاستغلال زيارته إلى الصين للخروج من العزلة الدولية المفروضة عليه، إذ تُعدّ الصين ثالث دولة غير عربية يزورها الأسد منذ عام 2011، حيث سبق أن استُدعي إلى روسيا وإيران، إضافة إلى مشاركته في قمة الجامعة العربية في أيار/ مايو الماضي بعد 11 عاماً من تجميد عضوية سوريا في الجامعة.
ووفق ما يرى الصحفي السوري فؤاد عزام في مقال رأي نشر على موقع "أورينت نت"، فإن الصين أو غيرها من الدول التي لا تنظر إلى بشار الأسد إلا كونه عميلاً رخيصاً، لا يمكن أن تعطيه الشرعية التي فقدها، فالشرعية لا يمنحها غير الشعب دون سواه، والأهالي نزعوا تلك الشرعية وهم متمسكون بانتفاضتهم حتى تحقيق الحل السياسي للبلاد برمّتها وفق القرار 2254، ورحيل بشار الأسد ومحاسبته على ما ارتكبه من جرائم.
التعليقات (2)