مستشار أردوغان السابق يهاجم الأسد ويدعو لوضع حلب تحت الحماية الدولية

مستشار أردوغان السابق يهاجم الأسد ويدعو لوضع حلب تحت الحماية الدولية

هاجم ياسين أقطاي المستشار السابق للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بشار الأسد منتقداً تعنته في رفض لقاء أردوغان وعدم تقديره للتصريحات الداعية للتقارب معه سواء من قبل العرب أو الأتراك في سبيل التوصل إلى حل سياسي في سوريا، مؤكداً بالوقت ذاته على ضرورة وضع حلب تحت الحماية الدولية لضمان عودة اللاجئين السوريين إليها.

وقال أقطاي في مقال بصحيفة "يني شفق" التركية، اليوم الإثنين، إن تركيا بادرت لتحسين علاقاتها مع دول المنطقة التي واجهت مشاكل معها منذ سنوات، وذلك في سبيل كبح جماح جميع أنواع التدخل الأجنبي الذي تعاني منه شعوب المنطقة.

ومن بين تلك المبادرات التي أطلقتها تركيا كان تحسين العلاقات مع دول الخليج، وكذلك سوريا، حيث أظهر أردوغان انفتاحاً غير متوقع بقوله "لا يوجد ما يمنعني من لقاء الأسد"، إلا أن الوضع -وفق أقطاي- ليس على مستوى يغذي هذا التفاؤل، فلا الأسد يستحق مدّ هذه اليد ولا الأوضاع في سوريا ملائمة.

الأسد سبب مشاكل العرب

وانتقد أقطاي إعادة الأسد إلى جامعة الدول العربية دون أي محاسبة، موضحاً أنه باعتباره مسؤولاً عن جميع المشاكل في بلاده فإن ذلك يخلق وضعاً يجب أن تشكك فيه جامعة الدول العربية في وظيفتها وسبب وجودها. 

وأضاف: "اليوم، يعيش ما لا يقل عن 12 مليون عربي سوري في حالة من البؤس في جميع أنحاء العالم، وخاصة في تركيا، بسبب الجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبها الأسد في بلده… يجب أولاً وقبل كل شيء أن تهتم جامعة الدول العربية بحالة العرب في العالم بسبب الأسد".

وتابع: "ألا يجب أن تخجل دول الجامعة العربية من هذا؟ أليس كون العرب لاجئين هنا وهناك ولا يزالون محرومين من أبسط الظروف المعيشية، ألا يفكرون بهم وبشرف العرب؟".

وهاجم أقطاي تعنت الأسد ورفضه لقاء أردوغان ووصفه تواجد الجيش التركي شمال سوريا بالغزو، مؤكداً أن تصريحاته "بمثابة تحذير من أنه لا ينبغي أبداً معاملة بعض الأشخاص بأكثر مما يستحقون، إذ يوجد ما لا يقل عن 5 ملايين شخص (1.5 مليون منهم عادوا إلى دول أوروبية أو أماكن آمنة في سوريا) من الفارّين من مذابحهم دخلوا الأراضي التركية منذ 13 عاماً".

واستطرد: أين عقل الأسد؟ كان سيقول: "لو لم تفتح تركيا الباب لهم، لكنتُ فعلتُ ما كنت سأفعله بهم، لكنت قتلتهم".

وأشار أقطاي إلى وجود تهديد إرهابي لتركيا من سوريا وبسبب هذا التهديد يحق لتركيا أن تكون هناك في إطار الإجراءات الوقائية، موضحاً أن الأسد ليس لديه النية ولا الاستعداد لمنع هذا التهديد لتركيا، فوالده كان هو الذي يغذي حزب العمال الكردستاني في سوريا منذ سنوات.

حماية دولية لحلب

لكن السبب الأكثر جدية الذي يجبر تركيا على الوجود في سوريا حسب أقطاي، هو اللاجئين الذين اضطروا للاحتماء بها بسبب مجازر الأسد، حيث يوجد 3.5 مليون لاجئ سوري في تركيا، إضافة إلى نحو 5 ملايين من السوريين في الشمال الذين قد ينزحون إليها، بالتالي فإن وجود تركيا داخل سوريا "عادل وشرعي" وفق القانون الدولي.

وقال أقطاي إن أهم شرط للسوريين في تركيا الذين يتوقع عودتهم إلى بلادهم هو التأكد من عدم تعرضهم لظلم الأسد، وتركيا وفرت هذه الشروط جزئياً في المناطق الآمنة التي أنشأتها بثلاث عمليات في الشمال السوري.

ودعا أقطاي إلى وضع حلب التي تعتبر مصدراً رئيسياً للهجرة تحت سيطرة الأمم المتحدة وإنشاء منطقة آمنة فيها، مؤكداً أنه طالما ظل الأسد هناك، فلن يتمكن ما لا يقل عن 1.5 مليون سوري في تركيا من العودة.

وتابع: "لا جدوى من معارضة الأسد، تحتاج تركيا إلى البدء بالمطالبة بجعل حلب وحتى حمص وحماة (ليس بالضرورة تحت سيطرتها، لكن ربما تحت سيطرة الأمم المتحدة) آمنة.

"نموذج حلب"

وأمس الأحد، قال موقع ahaber التركي إن أردوغان أصدر حزمة إجراءات جديدة بخصوص عودة اللاجئين السوريين ومكافحة الهجرة غير الشرعية، موضحاً أن مناقشات تجري مع روسيا ونظام أسد لإنشاء مناطق آمنة في حلب تضمن عودة السوريين من تركيا إليها.

وأشار الموقع إلى أنه يتم إجراء دراسة متزامنة حول اللاجئين السوريين والمهاجرين غير الشرعيين تماشياً مع تعليمات الرئيس أردوغان، فيما من المخطط اعتماد ما سمّاه بـ"نموذج حلب" لعودة السوريين.

ولفت الموقع إلى أنه من أجل إنشاء تلك المناطق الآمنة، تتفاوض تركيا مع روسيا وسوريا، حيث تتركز المحادثات على تنشيط الحياة الاجتماعية والتجارية من خلال التركيز على حلب، وبالتالي سيعود مئات الآلاف من السوريين الذين يعيشون في تركيا إلى بلادهم.

"لن نغادر سوريا دون ضمانات"

والسبت، قال وزير الدفاع التركي يشار غولر، إنه من غير المعقول أن تغادر قوات بلاده سوريا دون ضمان أمن الحدود معها، وذلك في أول تعقيب على تصريحات زعيم الحشاشين بشار الأسد التي هاجم فيها أنقرة، مدّعياً أن الإرهاب في سوريا صناعة تركية.

وأضاف غولر في تصريحات نقلتها وسائل إعلام تركية، أنه على بشار الأسد أن يتصرف بشكل أكثر عقلانية بخصوص وجود القوات التركية في سوريا، مؤكداً أن أهم مرحلة من مراحل السلام في سوريا، هي صياغة دستور جديد واعتماده.

وقبل أيام، قال الكاتب "عبد القادر سلفي" المقرّب من حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا، إنّ زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين المرتقبة إلى تركيا تحمل في طياتها عدة ملفات من أبرزها مناقشة ملف التطبيع بين تركيا وسوريا وعودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم.

وساهم ملف اللاجئين السوريين بشكل كبير في الانتخابات بتركيا، وسط حالة استقطاب سياسي شديد بين الأحزاب السياسية، فيما بلغ عددهم 3 ملايين و329 ألف سوري حتى 13 تموز/يونيو 2023، بحسب وسائل إعلام تركية.

 

التعليقات (3)

    اللعنة على الاسد

    ·منذ 8 أشهر 3 أسابيع
    هل من المعقول خائن و مجرم وحرامي و عميل لايران يتحكم بمصير 24 مليون سوري ؟؟؟ اين عقول السورين الذين يتعاملوا مع هذا الحيوان المجرم ؟؟ اين عقول العرب الذين يتعاملوا مع هذا الخائن لسوريا والعرب ؟؟؟ اين عقل كل سوري باع شرفه وعرضه من اجل مصلحته الشخصية ؟؟؟ اين عقل كل سوري خان سوريا من اجل منفعة مؤقتة ؟؟؟ كلكم راعي وكلكم مسؤل عن رعيته وكل خائن سوف يحاسب ..

    أحمد

    ·منذ 8 أشهر أسبوعين
    ما شاء الله... ما هذه السياسة الداهية التركية...يريدون احتلال حلب تحت مسمى حماية دولية، بل كل ما نص عليه ميثاق أمتهم الاحتلالي... أربعمئة عام لم يقدموا فائدة للبشرية سوى تسلطهم على البلاد واستعباد شعوبها بعيدة عن مخالبهم، هي أرضنا من غير المجرم الأسد ووجهه الاحتلالي الآخر الفاشل التركي

    سمير

    ·منذ 8 أشهر أسبوعين
    يعني اذا وافق الاسد على ضم حلب لتركيا وحمص وحماه شو بدو يبقالو يعني نص لروسيا وربع لامريكا وايران ماتبقى بقيت على تركيا خليها هالعالم تعيش بظل القانون التركي
3

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات