انتقدت الصحف والمواقع التركية ما صرح به زعيم عصابة المخدرات "بشار الأسد" خلال مقابلة تلفزيونية له مع قناة سكاي نيوز، واصفة كلامه بالوقح، وأنه استخدم تعبيرات متعجرفة عن الوضع الراهن في سوريا وعلاقاته مع الغرب.
ورغم أن الصحف ووكالات الأنباء الرسمية المحسوبة على حكومة حزب العدالة والتنمية كـ (وكالتي الأناضول وأنقرة وصحيفتي صباح ويني شفق) تجاهلت المقابلة وكلام زعيم الحشاشين، إلا أن العديد من المواقع الموالية والمعارضة في تركيا علقت عليه ومن بينها:
هابرلار
وعنون الموقع التركي مقاله بـ (بيان وقح من الأسد: لن ألتقي بأردوغان بالشروط التي يعرضها)، مبيناً أن الأسد اتهم تركيا بأنها تنتج الإرهاب وأن التحدي الأكبر أمام عودة اللاجئين هو البنى التحتية التي دمرها أولئك (في إشارة إلى دعمها المعارضة شمال البلاد).
ولفت الموقع إلى أن الأسد تكلم بوقاحة ولا مبالاة عن الوضع الراهن في سوريا وعلاقاته مع الغرب، كما استخدم تعبيرات متعجرفة فيما يخص لقاءه بالرئيس التركي قائلاً: "لن ألتقي بأردوغان بالشروط التي يعرضها فهو يريد إضفاء الشرعية على وجود قواته في سوريا من خلال لقائي".
جمهورييت
ووصفت الصحيفة المعارضة في مقالها كلام زعيم عصابة المخدرات بالقاسي، مؤكدة أنه انتقد تركيا وحملها مسؤولية تصاعد العنف في سوريا قائلاً: "الإرهاب في سوريا ينبع من تركيا"، كما نفى نيته لقاء أردوغان وأنه "لماذا يجب أن نلتقي ؟ لتناول مشروباً غازياً؟".
سوزجو
وبالمثل اعتبرت صحيفة "سوزجو" المعارضة، أيضا أنه في الوقت الذي اتخذت فيه تركيا بعض الخطوات فيما يتعلق بجهود التطبيع مع دمشق، وقامت بتحركات دبلوماسية حثيثة منذ أسابيع، صرح الأسد بأنه لا يرغب بأي تقارب قبل أن تنسحب القوات التركية من شمال سوريا.
بيرغون
أما صحيفة بيرغون فأشارت إلى أن تصريح الأسد المتلفز هو الأول له بعد عودة دمشق إلى الجامعة العربية، وبرغم ذلك انتقد فيه الوجود التركي وعلاقات التطبيع مع أنقرة دون التركيز على مسألة اللاجئين.
قرار
وذكرت صحيفة "قرار" وهي معارضة كذلك أن تصريحات الأسد جاءت في وقت تنتشر فيه شائعات حول لقائه المرتقب مع أردوغان، واصفة كلام زعيم عصابة المخدرات بالمُضِرّ بالتقارب الحاصل بين البلدين، ولا سيما بعد استخدامه تعبير "لماذا عليّ العبث مع أردوغان؟ هدفنا انسحاب تركيا".
تايم تورك
من جهته، قال موقع "تايم تورك" إن الأسد ركز في حواره مع قناة "سكاي نيوز" على تمويل مشاريع العودة، زاعماً أن التحدي الأكبر في عودة ملايين اللاجئين هو (لوجستي)، وأن هذه المسألة باتت مستحيلة بسبب حالة البنى التحتية التي دمرتها الحرب، متسائلاً كيف يمكن للناس أن يعودوا بلا ماء أو كهرباء أو مدارس أو مستشفيات؟.
وأشار الموقع إلى أن الأسد يتوقع دعماً من الدول العربية لتلبية احتياجاته في مزاعم عملية إعادة البناء وأنه يحاول الاعتماد على مصادر المال، وخاصة من دول الخليج الثرية (في إشارة إلى قيامه باستجداء الدول لأخذ الأموال قبل حتى أن يعيد أي لاجئ).
كوكلو دييشيم
إلى ذلك، وصف موقع "كوكلو دييشيم" بشار الأسد بالطاغية الذي يريد وضع شروط إعادة اللاجئين وكسب الشرعية من خلال "التطبيع" مع بعض الدول وخلق تصوراً بأنه يستطيع الهيمنة على سوريا بعدما ذبح الشعب ودمر المدن منذ 12 عاماً.
وبيّن أنه رغم أن الأسد حاول في خطابه الحديث عن تضرر البنى التحتية للمدن وخلق التصور بأنه يفكر في الشعب السوري، إلا أن من المعروف أنه المسؤول عن الدمار الكبير الحاصل وأنه يحتمي بروسيا وإيران ويطلب منهما الوقوف إلى جانبه.
وتابع الموقع التركي أن الأسد هو من استخدم صواريخ سكود والبراميل المتفجرة لإخراج المنشقين من مختلف مدن البلاد وخاصة حلب، وكسر مقاومة الثورة في حين دمرت حليفته روسيا أيضاً المدارس والأسواق والمخابز والمستشفيات ومنشآت البنية التحتية في المدن بأسلحة محظورة وقتلت مئات الآلاف من الأشخاص.
مقابلة تلفزيونية
وكان زعيم عصابة الحشاشين بشار الأسد هاجم الجامعة العربية وتركيا ودول الخليج وحماس خلال مقابلة مع قناة سكاي نيوز، محمّلاً إياهم ما جرى لسوريا في محاولة لإبعاد المسؤولية عن نفسه ، كما قال إن الإرهاب في سوريا صناعة تركية، مضيفاً أن هدف أردوغان من الجلوس معه هو "شرعنة وجود الاحتلال التركي في سوريا".
ولم يتوقف تطاوله على تركيا وحدها، بل هاجم كذلك دول الخليج بشكل مبطن من بوابة المخدرات التي يصنعها أقاربه وقادة ميليشياته، قائلاً إن الدول التي خلقت الفوضى في سوريا هي التي تتحمل مسؤولية تجارة المخدرات.
ورغم إعادته إلى الجامعة العربية سخر بشار الأسد من تلك المنظمة قائلاً إنها لم تتحول إلى مؤسسة بالمعنى الحقيقي، كما هاجم حركة حماس التي أعادت علاقها نعه بالقول إن موقفها اتجاهه كان مزيجاً من الغدر والنفاق.
بشار يفضح نفسه
بشار الأسد أقر بمسؤوليته عن تجويع السوريين بمناطق سيطرته، معترفاً أن قانون قيصر ليس العقبة الأكبر، بل إن حكومته تمكنت من تجاوزه بعدة طرق. مدعيا بقوله "لو تفادينا الحرب كنا سندفع ثمناً أكبر بكثير لاحقا".
وأضاف "كنا نعرف منذ بداية الحرب أنها ستكون حرباً طويلة الأمد"، حسب زعمه، كما كشف أن قراره كان منذ البداية التشبّث بالكرسي قائلاً إن التنحي عن السلطة لم يكن مطروحاً على الإطلاق لأنه سيكون هروباً بسبب الحرب، حسب تعبيره.
التعليقات (14)