الأمم المتحدة تهدي "بشار الأسد" نصراً مجانياً عبر معبر باب الهوى

الأمم المتحدة تهدي "بشار الأسد" نصراً مجانياً عبر معبر باب الهوى

رغم العقوبات الدولية ضده وما تقوم به ميليشياته من ممارسات إجرامية على رأسها قصف المدنيين شمال غرب سوريا ونهب المساعدات الأممية القادمة إليهم، أهدت الأمم المتحدة "بشار الأسد" نصراً مجانياً من خلال الاتفاق معه على إعادة فتح معبر حدودي مع تركيا رغم أنه لا يسيطر عليه أصلاً.

وفي خبر لها على موقعها الرسمي، ذكرت الأمم المتحدة أنها توصلت لاتفاق مع حكومة ميليشيا أسد (خارج مجلس الأمن)، لإعادة فتح معبر باب الهوى لمدة 6 أشهر، وذلك لدخول المساعدات الإنسانية لملايين الأشخاص (الذين تحاصرهم قواته) شمال غرب البلاد.

الاتفاق الجديد تضمّن أيضاً الإذن للأمم المتحدة باستخدام معبري باب السلام والراعي الحدوديين لمدة ثلاثة أشهر إضافية، والتي افتتحت في الأصل في وقت سابق من العام الحالي كجزء من الاستجابة الطارئة لكارثة الزلزال التي ضربت البلاد شباط الماضي.

وبينت الأمم المتحدة أن المعبر الذي تم استخدامه منذ عام 2014 بعد قرار من مجلس الأمن الدولي، تمر عبره نحو 85 في المئة من شحنات المساعدات الإنسانية، متجاهلة في الوقت نفسه المعابر التي تسيطر عليها ميليشيا أسد ولا يمر عبرها إلا ما ندر من مساعدات لا تغني شيئاً. 

 

إشادة الأمم المتحدة وترحيبها بموقف الأسد، وسماحه بمرور شاحنات المساعدات عبر معبر فقد السيطرة عليه، أثار انتقادات واسعة ولا سيما من المنظمات المحلية التي ذكّرت الأمم المتحدة بتصريحاتها السابقة من إنزلاق البلد لخطر الجوع، حيث أصبح 90 في المئة من السكان تحت خط الفقر، كما إن الأزمة الإنسانية تزداد سوءاً يوماً بعد يوم.

ولم تتطرق الأمم المتحدة أيضاً لما حدث في تموز الماضي عندما أفشلت روسيا -عبر استخدامها حق النقض الفيتو- محاولة أولية لتجديد اتفاقية دخول المساعدات الإنسانية عبر المعابر الحدودية مع تركيا لمدة سنة أخرى، بالرغم من أن ذاك الفيتو جاء بموافقة ميليشيا أسد وطلب ضمني منها للضغط على المعارضة في إدلب وشمال حلب.

وكانت 13 دولة من أصل 15 دولة في مجلس الأمن صوتت لصالح القرار، إلا أنه تم رفضه من قبل روسيا، في حين امتنعت الصين عن التصويت، الأمر الذي يشي بتواطؤ الأسد وميليشياته لوقف المساعدات الإنسانية لملايين المحتاجين في شمال غرب البلاد.

إجرام أسد منذ بداية العام

من جهتها، انتقدت منظمة "منسقو استجابة سوريا" قيام الأمم المتحدة بإعلان التفاهم مع ميليشيا أسد حول معبر باب الهوى دون اللجوء إلى أي مستند قانوني لهذا الاتفاق، (على اعتبار أنه خارج مجلس الأمن)، مذكرة إياها بما قامت به تلك الميليشيا منذ بداية العام الحالي فقط من قتل واستهداف للمدنيين بينهم أطفال.

وأشار "منسقو الاستجابة" إلى أن ميليشيا أسد قتلت أكثر من 43 مدنياً وأصابت 191 آخرين، كما استهدفت أكثر من 16 منشأة مدنية بينها مدارس ومخيمات في المنطقة متسببة بوقوع ضحايا أبرياء وأضرار مادية كبيرة، في حين أدت مخلفات الحرب والألغام المنتشرة في المنطقة إلى مقتل 13 شخصاً وإصابة 28 آخرين.

أما ما يتعلق بازدياد الهجرة وهروب المدنيين من منازلهم وقراهم، فبينت المنظمة الإنسانية أن حركات نزوح واسعة شهدتها العديد من المناطق شمال غرب البلاد جراء التصعيد العسكري الذي يقوم به الأسد وحليفته روسيا والقصف المتواصل. 
 
وكشف منسقو الاستجابة عن قبول الأمم المتحدة لشروط الأسد رغم إعلانها سابقاً رفضها لتلك الشروط، مؤكدين أنه تم إخفاء العديد من التفاصيل أمام الجهات الفاعلة والمنظمات العاملة في المنطقة، كما لفتوا إلى أن الأمم المتحدة تحاول تمرير الاتفاق ووصفه بأنه شرعي، ما يشكل تمهيداً غير مباشر لنقل عمل كافة الوكالات الأممية بالكامل إلى مناطق أسد.

 

الأمم المتحدة: لن نسلم الأسد المساعدات أبداً

يذكر أن الأمم المتحدة أعلنت في حزيران الماضي أن ما اشترطه نظام أسد من أجل السماح بإيصال المساعدات الإنسانية إلى شمال غرب سوريا عبر معبر باب الهوى، غير مقبول، معربة عن القلق حيال ذلك، فيما أكدت المندوبة البريطانية أنه لا يمكن تسليم المساعدات لمن تسبب أصلاً في معاناة السوريين.

وبحسب وكالة "ا ف ب"، فإن الأمم المتحدة اعتبرت الشرطين اللذين وضعتهما ميليشيا أسد لإيصال المساعدات الإنسانية إلى مناطق المعارضة شمال غرب البلاد غير مقبولة، حيث تشير وثيقة أممية إلى أن دمشق طالبت بتسليم المساعدات بالتعاون والتنسيق الكاملين معها. 

وأشارت الوكالة الإخبارية إلى أن مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة (أوشا)، بعث بوثيقة إلى مجلس الأمن الدولي أكد فيها أن الأسد ونظامه وضعا شرطين غير مقبولين لفتح المعبر مدة ستة أشهر والسماح بإيصال المساعدات.

وبينت أن الأسد اشترط أولاً عدم تواصل الأمم المتحدة وتعاملها مع ما سماها كيانات "إرهابية" بحسب زعمه، وذلك في إشارة إلى كل من يعارضه والجيش الوطني الذي يتمركز في المنطقة، حيث إن الأسد منذ اندلاع الثورة عام 2011 وصف كل من يعارضه بأنه إرهابي.

 

التعليقات (1)

    اليسر

    ·منذ 8 أشهر أسبوعين
    كونه تابع للمعارضة المستمية لنصرت الأبرياء بين قسوين اين موقفهم ولماذا لا يدخلون بمنع هذه الامور ام اصبح لسوريا ممانعة جديدة وحق الرد نسخة ٢
1

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات