أكد العديد من الشهود وأهالي الشابين السوريين اللذين تعرضا للطعن في إزمير على يد مواطن تركي يعمل معهما، أنه لا يوجد أي سبب للجريمة البشعة (في إشارة إلى احتمالية وجود قضية العنصرية)، مضيفين أن القاتل اعترف في مركز الشرطة بعد أن سلّم نفسه أنه قام بفعلته لأنه أراد ذلك فقط قائلاً " هيك إجا على مزاجي".
وفي لقاء مصوّر مع "راديو أورينت"، ذكر والد الشاب المقتول "محمد ياسر آلاتي" 27 عاماً، أن ابنه عُرف بحسن أخلاقه ولم يكن له عداوة مع أي أحد مطلقاً، وتمت مهاجمته بطريقة بشعة مع صديقه حسين دهيمش 20 عاماً، حيث تعرّض الأول لخمس طعنات إحداها بالرقبة وأخرى بالقلب، فيما تعرّض الثاني لـ4 طعنات لكنه تمكّن من الهرب وطلب النجدة.
وبيّن والد الشاب القتيل، أن الجاني يدعى "شريف" 31 عاماً وقد نادى الشابين المغدورين بعد تناولهما وجبة الغداء في مكان العمل ثم فاجأهما بعدة طعنات دون أي سبب واضح أو حدوث مشكلة سابقة، مضيفاً أنه لم يكن في المعمل سوى الثلاثة والمحاسب.
وأشار إلى أن القاتل يعمل مع الشابين منذ 5 سنوات كما إنه متزوج من سيدة سورية فلا يُعرف السبب الحقيقي لارتكابه هذه الجريمة النكراء، مرجحاً أن يكون السبب كان بدافع الغيرة ولا سيما أنه قريب صاحب العمل وكان يراه وهو يفضل الشابين السوريين ويكرمهما.
ولفت إلى أنه لم يتواصل أحد معه مطلقاً من قبل أي جهة حقوقية أو إنسانية تدّعي الوقوف مع السوريين، فقط قناة أورينت اهتمّت بالموضوع وأجرت لقاءات مصوّرة في مكان الحادث، موضحاً أنه لا قدرة له على توكيل محامٍ للمطالبة بحقه، لذا يناشد رئيس الجمهورية "رجب طيب أردوغان" للوقوف معه ضد مثل هذه الجرائم التي باتت تتكرر كثيراً في الآونة الأخيرة.
وبحسب شقيق الضحية ويدعى "أحمد آلاتي" فإن القاتل مسح سجلات الكاميرات الأمنيّة في مكان العمل قبل حضور المدير ويدعى "إسماعيل"، كما إن أحد الشابين ويدعى حسين تمكن من الهرب إلى الشارع وطلب النجدة وهو الآن في المشفى وقد استقرت حالته رغم تعرضه لـ 4 طعنات في أماكن مختلفة من جسده.
ووقعت الجريمة يوم الثلاثاء الماضي في حين قال الناشط السوري "طه الغازي" إن اللاجئ "محمد ياسر آلاتي" قُتل في منطقة "كوناك" التابعة لإزمير بعد تعرضه لعدة طعنات في منطقة الرقبة من قبل مواطن تركي، كما نقل عن شقيق الضحية أنه كان يعمل منذ قرابة 5 سنوات في أحد مستودعات توزيع لحوم الفروج في المنطقة، ويوجد في المستودع عدد من العمال الأتراك والسوريين.
وأضاف أنه بعد ساعة الغداء تعرّض اللاجئان آلاتي وصديقه حسين حموي في العمل لعدة طعنات من قبل أحد عمال المستودع، وتم نقل المعتدَى عليهما إلى المستشفى، وهناك حاول الأطباء إنقاذ حياة محمد إلا أنه فقد حياته نتيجة تمركز الطعنات في منطقة الرقبة والصدر.
ودعا غازي "مؤسسات المعارضة السورية" والمنظمات والهيئات واللجان الملحقة بها إلى القيام بمسؤوليتها الوظيفية وزيارة العائلتين والوقوف على الواقعة.
وتصاعدت في الفترة الأخيرة الهجمات العنصرية على اللاجئين السوريين مع بدء اتخاذ السلطات التركية إجراءات أكثر صرامة حيال ملف اللاجئين والمهاجرين غير الشرعيين، ما فسح المجال للعديد من التصرفات العنصرية، حيث اعتدى قبل أيام مواطن تركي على أحد المحال السورية في إسطنبول وقام بتحطيم وتخريب للممتلكات وتلفظ بالشتائم مهدداً إياهم بالترحيل، وقبل يومين تعرض شاب يمني إلى هجوم من عدد من المواطنين الأتراك في إسنيورت.
التعليقات (2)