المونيتور: خطة طوارئ بريطانية لإيصال المساعدات إلى سوريا إذا واصلت روسيا التعطيل

المونيتور: خطة طوارئ بريطانية لإيصال المساعدات إلى سوريا إذا واصلت روسيا التعطيل

كشف مسؤول غربي عن وجود خطة طوارئ غربية بديلة عن الآلية الأممية المعتمدة لإيصال المساعدات عبر الحدود إلى سوريا، وذلك بعد رفض روسيا لتمديدها في مجلس الأمن الأسبوع الماضي.

وقال الدبلوماسي الغربي المطلع على المباحثات بشأن الوضع الإنساني في سوريا، في حديث إلى "المونيتور"، إن هناك "خطة طوارئ إنسانية حكيمة"، تتضمن صندوقاً مشتركاً بقيادة بريطانية، لكن أعضاء مجلس الأمن ينتظرون نتيجة المحادثات الجارية بشأن الوضع الإنساني في سوريا.

وأضاف الدبلوماسي الذي فضل عدم الكشف عن اسمه، أن "ما نريده هو التركيز على الحصول على مساعدات أممية غير مقيدة عبر الحدود".

لا ثقة بنظام أسد

ووفق المونيتور، فإن المسؤولين الأمريكيين والأوروبيين كانوا يدرسون طوال السنوات الماضية بدائل للاستجابة الإنسانية للأمم المتحدة في سوريا، لكنهم كانوا مترددين في مناقشة هذه الجهود علناً، خوفًا من أن يؤدي ذلك إلى إرسال رسالة إلى روسيا حليفة الأسد مفادها أن المساعدة عبر الحدود لم تعد ضرورية.

ووفق الموقع، فإن حكومة ميليشيا أسد أبلغت أعضاء مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في منتصف شهر يوليو / تموز أنها ستمنح الأمم المتحدة "الإذن" باستخدام معبر حدودي مع تركيا لإيصال المساعدات الإنسانية للأشهر الستة المقبلة. 

لكن خبراء سرعان ما حذروا من أن الميليشيا، بالنظر إلى سجلها الحافل بالسرقات، قد تحول أو تسرق المساعدات الموجهة إلى مناطق المعارضة في شمال غرب سوريا.

وقال زاهر سحلول، الرئيس والمؤسس المشارك لـ MedGlobal، وهي منظمة تقدم المساعدات إلى مناطق النزاع: "لا يمكنك السماح للثعلب بأن يكون مسؤولاً عن الدجاجات.. الناس في هذه المنطقة لا يثقون أبداً بنظام يقصفهم".

فيما قالت منى يعقوبيان، نائبة رئيس مركز الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في المعهد الأمريكي للسلام، إنه من الصعب تخيّل أن يسمح النظام للمساعدات الإنسانية بالوصول إلى هؤلاء المدنيين بطريقة تتماشى مع المعايير الدولية للحياد والوصول المفتوح.

وقالت يعقوبيان: "النظام يشرع في حملة علاقات عامة لمحاولة الظهور بمظهر منفتح على العمل مع المجتمع الدولي، ولكن من خلال وضع شروط غير مقبولة بكل بساطة".

أمريكا: سنركز على الأمن الغذائي

والثلاثاء الماضي، قالت مندوبة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، السفيرة ليندا توماس غرينفيلد، إن أولويات الرئاسة الأمريكية لمجلس الأمن معالجة موضوع المجاعة الناجمة عن الصراع وانعدام الأمن الغذائي، مشيرة إلى أنّ روسيا “تحتجز” القرارات المتعلقة بتدفق المساعدات الغذائية عبر الحدود إلى سوريا.

وتطرقت غرينفيلد في مؤتمر صحفي في مقرّ الأمم المتحدة، إلى رفض روسيا لتمديد الآلية الأممية لإيصال المساعدات عبر الحدود إلى سوريا لمدة 6 أشهر، وقالت إنها تحدثت مع حملة القلم حول سوريا الذين لم يفقدوا الأمل في الحصول على قرار يسمح للطعام بالاستمرار في العبور إلى الحدود عبر باب الهوى، وهم يعملون على ذلك مع الأمم المتحدة ويقومون بالتفاوض مع حكومة ميليشيا أسد.

وأضافت “لقد استخدمت روسيا حق النقض ضد قرار كان سيسمح بتمديد ولاية القرار لمدة 12 شهراً . كما إنهم لم يؤيدوا قراراً آخر لم يمنحهم جميع المزايا التي كانوا يطلبونها في قرار الستة أشهر. لم يؤيدوا هذا القرار. لذا فإن روسيا مسؤولة عن هذا الوضع على الأرض".

روسيا تعرقل تمديد الآلية الأممية في سوريا

والشهر الماضي، أدانت الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا عرقلة روسيا تمديد الآلية الأممية لإدخال المساعدات عبر الحدود إلى سوريا، فيما حذّر الأمين العام الأمم المتحدة وأكثر من مئة منظمة إغاثية من عواقب عرقلة المساعدات الإنسانية إلى ملايين المحتاجين في شمال غرب سوريا.

جاء ذلك عقب استخدام روسيا الفيتو ضد مشروع غربي معدل لتمديد الآلية 9 أشهر، قبل أن يفشل مقترحها لتمديدها فقط لمدة 6 أشهر في نيل الأصوات الكافية لتلوّح موسكو بعدها بوقف الآلية نهائياً.

وفي سياق متصل، شجبت أكثر من 100 منظمة سورية ودولية في بيان مشترك عرقلة روسيا تمديد الآلية الأممية لإدخال المساعدات، محذرة من أن الإخفاق في تمديد العملية "يعرض ملايين الأرواح للخطر في نهاية المطاف".

وقالت المنظمات إنها تشعر بقلق بالغ إزاء فشل مجلس الأمن في إعادة تفويض آلية وتقديم أعضاء مجلس الأمن المسائل السياسية على حياة المدنيين السوريين الذين هم في حاجة ماسة إلى المساعدة المنقذة للحياة، 80 بالمئة منهم أطفال ونساء من جميع الأعمار.

وتسمح الآلية التي أُنشئت عام 2014 للأمم المتحدة بإيصال المساعدات الإنسانية إلى سكّان المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في شمال غرب سوريا من دون الحصول على موافقة حكومة ميليشيا اسد.

وشملت الآلية في البداية أربع نقاط عبور حدودية، لكن بعد سنوات من الضغط خصوصاً من موسكو وبكين حليفتي ميليشيا أسد لا يزال معبر باب الهوى فقط قيد التشغيل.

 

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات