محذراً من الفوضى.. كاتب تركي يكشف الدافع وراء إزالة اللافتات العربية من الشوارع

محذراً من الفوضى.. كاتب تركي يكشف الدافع وراء إزالة اللافتات العربية من الشوارع

انتقد الكاتب في صحيفة يني شفق التركي يوسف كابلان ازدواجية المعايير في التعامل مع اللاجئين السوريين والعرب في تركيا من قبل أقطاب المعارضة، محذراً من أن تلك الجهات تريد جرّ البلاد إلى فوضى اجتماعية وذلك تعليقاً منه على الحملة التي شنتها بعض البلديات لإزالة اللافتات المكتوبة باللغة العربية من الشوارع.

وقال الكاتب في مقال رأي نُشر في الصحيفة، اليوم الأحد، إن مشكلة اللاجئين في المدن الكبيرة غرب تركيا تنمو مثل كرة الثلج ويتم التعامل معها بطريقة عنصرية.

وذكر أن مردّ ذلك إلى أنه عندما قدم اللاجئون السوريون الفارون من ميليشيا أسد إلى تركيا لم يكن هناك إستراتيجية منظّمة للتعامل معهم، فضلاً عن العراقيل البيروقراطية، ما تسبب بظهور مشاكل بين وقت والآخر.

عداء للإسلام عبر اللاجئين

الكاتب تطرّق إلى العنصرية ضد السوريين والعرب في البلاد، وقال إن من يكنّ العداء للاجئين السوريين لا يتفوّه بكلمة واحدة عن المهاجرين الأوكرانيين والروس، موضحاً أن ما يزيد الطين بلّة هو نقل الأمور إلى مستوى التحريض على العداء للإسلام من خلال العداء للعرب.

وأشار إلى أن نقطة الفصل في ذلك كانت الانتقال من العداء للعرب إلى الإسلاموفوبيا عبر تفكيك اللافتات العربية في الشوارع والتخطيط للانتقال إلى مشروع تركيا بدون الإسلام من خلال محاربة لغة القرآن ولغة الحضارة.

وتطرّق الكاتب إلى انتشار اللافتات باللغة الفارسية في بعض الولايات التركية مثل دينزلي و"وان" التي قال إنها باتت محتلّة من قبل الإيرانيين، حيث أصبحت "وان" مليئة بالحانات والأماكن التي تنشر كل أنواع الفسق، فيما يحظى الإيرانيون العلمانيون فيها بشعبية كبيرة بين الأجيال الشابة.

ورغم أن الإيرانيين فرضوا وفق الكاتب ثقافة ترفيهية رثة ومبتذلة وبدائية ومدمّرة على المدينة، فإن لا أحد يأتي على ذكرهم، بخلاف ما يتم توجيهه من انتقادات للاجئين السوريين، مضيفاً أنه يتم جر البلاد إلى شفا صراع اجتماعي وثقافي وعرقي بسبب سياسة الهجرة غير النظامية، كما إن مفهوم الأخوّة ووعي الأمة وروح الأنصار والمهاجرين على وشك الانهيار.

وبيّن الكاتب أنه بدأ العمل في تفكيك اللافتات العربية لأول مرة في إزمير، حيث كان موظفو البلدية يهاجمون اللافتات هناك في مشهد سريالي سخيف ويقطعون الأجزاء العربية فقط ويتركون الأجزاء اللاتينية!، منتقداً ما أسماه العقلية الكمالية الضحلة.

وتابع: "خلاصة القول: إن الحرب التي تشنها البلديات على اللافتات العربية هي عمل بدائي قبيح ومثير للاشمئزاز يثير الفوضى الاجتماعية ويؤجج العداء للثقافة والعرق والدين".

وأشار إلى أن تنافس بعض البلديات على إزالة اللافتات العربية لا يرجع إلى القلق من القضاء على تلوث اللافتات، بل إنه نابع من كره الأجانب، وخاصة العداء تجاه العرب والإسلام، حيث يستمدون ذلك من أفكار الكراهية العرقية والثقافية والدينية.

"فوضى اجتماعية"

وتساءل الكاتب عن سبب إزالة اللافتات العربية فقط دون غيرها، وقال: "هل رأيت اللافتات باللغات الإنكليزية والفرنسية والروسية يتم تفكيكها بهذه الطريقة الوحشية والهمجية؟ لن ترَ قط!، فما يجري هو تسخين وإعداد البنية التحتية للحرب الثقافية".

واستطرد: "هذا جهد لإحياء العداء العربي ومن ثم الإسلاموفوبيا. وهذا أيضاً هو الأساس التدريجي لمشاريع تركيا بدون إسلام والكردية بدون إسلام"، وكتب: "إن ذلك معادٍ للثقافة، معادٍ للحضارة، معادٍ للإنسانية، وفي النهاية كراهية للإسلام".

ووصف كابلان أصحاب هذه العقلية بقصر النظر، وقال: "إن لغة القرآن واللغة المؤسسة لحضارتنا هي اللغة العربية، اللغة التي ترفع التركية إلى لغة الحضارة هي لغة القرآن، ما كنا لنحكم العالم لألف سنة لولا حياة الفكر والثقافة والفن والعلم المبنيّة على عربية القرآن!

وشدد على أن "هذه الفاشية يجب أن تتوقف على الفور! والأهم من ذلك أن الإسلاموفوبيا باتت ظاهرة صريحة! إذ لا يمكنك حل مشكلة اللاجئين بهذه الطريقة"، مشيراً إلى أنه "يتم التحضير لبروفات الفوضى الاجتماعية".

وبات السوريون في تركيا يشعرون بأنه لا مغيث لهم ولا مجيب بعدما بدأ القلق يتسرب إلى أوساطهم، ولا سيما مع تزايد عمليات ترحيلهم من الأراضي التركية في الآونة الأخيرة إلى الشمال السوري.

اهتمام حكومي ورفض من المعارضة للعربية

وفرضت اللغة العربية نفسها على المجتمع التركي بعد سنوات من انحسارها، إذ لجأت الكثير من المتاجر وحتى البنوك لتقديم خدماتها بهذه اللغة لتلبية احتياجات شريحة كبيرة تنطق بها، حيث وصل عدد العرب في تركيا إلى نحو 5 ملايين نسمة بينهم ما يقارب 3.5 مليون سوري، كما تشتمل اللغة التركية على 6459 مفردة عربية.

وخلال السنوات الماضية، نُظّم معرض إسطنبول الدولي للكتاب العربي بعدة دورات وبمشاركة مئات دور النشر، ما يبرز الأهمية التي باتت توليها تركيا للغة العربية كلغة عالمية.

بالمقابل، لجأت عدة بلديات خلال الفترات الماضية إلى إزالة اللافتات العربية التي يضعها عرب وسوريون على محالهم التجارية، وطلب استبدالها باللغة التركية، وذلك بعد دعوات من أحزاب وسياسيين معارضين لذلك، بحجة أنها تهدد أمن تركيا القومي والثقافي.

 

التعليقات (1)

    اللهم عليك بالظالمين

    ·منذ 9 أشهر يوم
    اللهم عليك بمن يحارب السوريين والعرب في تركيا وفي كل مكان
1

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات