كشفت صحيفة “لوفيغارو” الفرنسية عن تضاعف عمليات تهريب مخدر الكبتاغون القادم من سوريا إلى قطاع غزة عبر المعابر الحدودية، حيث ازدادت مبيعاته عن الأنواع التقليدية في القطاع مثل الحشيش والترامادول.
وقالت الصحيفة في مقال لها تحت عنوان: “الكبتاغون المخدّر السوري يعيث فساداً في غزة” إن سكان القطاع يبحثون عما يمكنهم من نسيان مشاكلهم اليومية التي يشوبها الفقر والحصار والقيود، وغالباً ما يكون هذا الشيء الذي يبحثون عنه هو مخدرات أسد.
الكبتاغون تجاوز الحشيش والترامادول
ولفتت الصحيفة أن عمليات التهريب تتم عبر معبري إيريز ورفح اللذين تسيطر عليهما مصر وإسرائيل، حيث تمر آلاف الشاحنات من هناك كل يوم لتزويد سكان غزة البالغ عددهم مليوني نسمة.
ورغم خضوع القطاع لرقابة شديدة وتجريم حركة حماس لتعاطي المخدرات إلا أن مهربي المخدرات ينجحون في نقل حمولتهم إلى هناك.
واعتبرت “لوفيغارو” أن المضبوطات التي تمت على الحدود تعطي فكرة عن حجم الظاهرة، مشيرة إلى أن الحكومة الإسرائيلية، أعلنت في شهر يَناير/ كانون الثاني الماضي عن مصادرة عدة آلاف من حبوب الكبتاغون مخبأة في ثلاجة في طريقها إلى غزة.
وقال مدير إدارة مكافحة المخدرات بجهاز الشرطة، العميد أحمد القدرة، إن نشاط إدارته يتمثل في زيادة الوعي بمخاطر المخدرات ومحاربة العرض والطلب.
وأوضح أن تدفقات الكبتاغون تجاوزت الحشيش والترامادول، حيث يدخل المخدر إما عبر معبر إيريز، في أمتعة المسافرين العائدين من الخارج، أو عبر معبر كرم أبو سالم للشاحنات الذي تسيطر عليه إسرائيل.
وفي حين أغرقت ميليشيا أسد المنطقة بالمخدرات، تستغل إسرائيل ذلك عبر رفضها منح جهاز أشعة إكس لفحص الشاحنات القادمة للقطاع حيث تتم عمليات التدقيق بواسطة كلاب مدرّبة.
وخلال فصل الشتاء الماضي، تم العثور على 50 ألف حبة في شحنة من الخشب، وقال أحمد القدرة: “في شهر يونيو/ حزيران الماضي، فتّشنا شحنة من القنابل الرغوية المخصصة للاحتفال، وعثرنا على حبوب الكبتاغون داخل 35 منها، بما يعادل مليون شيكل (حوالي 250 ألف يورو).
كبتاغون أسد
وتلجأ ميليشيا أسد إلى تصنيع الممنوعات والاتّجار بها من أجل رفد خزينتها بالأموال بعد أن رهنت مقدرات البلاد لروسيا وإيران.
ويُحكم أقرباء بشار الأسد قبضتهم على ميناءَي طرطوس واللاذقية ويستخدمونهما في شحن وتهريب الحبوب المخدرة والممنوعات.
وفي الأشهر الماضية، وضعت الولايات المتحدة وبريطانيا والاتحاد الأوروبي مسؤولين كباراً وأقارب لأسد على قوائم العقوبات على خلفيّة علاقاتهم بتجارة المخدرات التي تدرّ على ميليشيا أسد أكثر من 10 مليارات دولار سنوياً.
والكبتاغون أساساً هو التسمية التجارية لعقار نال براءة اختراع في ألمانيا في أوائل الستينيات من القرن الماضي، مؤلف من أحد أنواع الإمفيتامينات المحفّزة ويدعى فينيثلين، ومخصص لعلاج اضطرابَي نقص الانتباه والأرق من بين حالات أخرى، وفقاً لوكالة "فرانس برس".
التعليقات (7)