بـ 7 أساليب جديدة.. المعارضة التركية تواصل حملة التحريض على السوريين بعد خسارة الانتخابات

بـ 7 أساليب جديدة.. المعارضة التركية تواصل حملة التحريض على السوريين بعد خسارة الانتخابات

لم تكد الانتخابات البرلمانية والرئاسية التركية تنتهي بفوز الحزب الحاكم واستلام "رجب طيب أردوغان" الرئاسة لفترة ثانية مدتها خمس سنوات، حتى عادت المعارضة ورموزها ووسائل إعلامها لإطلاق حملة جديدة للتحريض على السوريين وإرغامهم على العودة لبلادهم رغم التحذيرات الأممية والدولية من خطورة تلك الخطوة وتأثيرها السلبي على اللاجئين.

وفي هذه المرة، اتبعت المعارضة 7 وسائل جديدة بغية بث الكراهية والحقد والعنصرية بكل أشكالها ضد السوريين متناسيةً المعايير الإنسانية والأخلاقية التي تبجحت بها طوال فترة الحملة الانتخابية، بل تعدّى الأمر إلى خلق بيئة هوليودية في تركيا غايتها الأولى والأخيرة شيطنة اللاجئين وجعلهم السبب في أزمة الاقتصاد وارتفاع تكاليف الحياة.

أساليب التحريض الجديدة

1 - مقابلات الشارع:

وأولى هذه الأساليب هو ما اختصت به ميديا (مقابلات الشارع) التي تتم دون رقيب أو حسيب ولا يُعرف لمن تتبع أو حتى مموّلوها، فغايتها فقط تشويه صورة السوريين وجعل الناس في حالة غضب وحقد داخلي عليهم، بسبب ما شاهدوه أو سمعوه منها دون التأكد من صحته.

ففي خبر لها بعنوان (سوري لا يدفع الضرائب.. دع الناس يموتون)، نقلت صحيفة جمهورييت التابعة لحزب الشعب المعارض لقاء أجرته قناة "medyali tv" على يوتيوب مع شخص يدّعي أنه سوري ويكسب مبلغاً كبيراً في الشهر من عمله في الخياطة لكنه يفتخر بأنه لا يدفع أي ضريبة للدولة ولا يهمه الناس التي لا تعمل أو تستطيع جمع رزقها حيث يقول "دعهم يموتون".

 

 

وأثار الفيديو عقب انتشاره جدلاً كبيراً بين الناس وغضباً من قيام السوريين بمثل هذه التصرفات اللاأخلاقية بزعمهم، ما جعل العديد من المؤسسات الإعلامية والحقوقية السورية يرفعون دعوى قضائية ضد هذه القناة والشخص الذي ظهر في الفيديو، وليتبين بعد ذلك أنه مواطن تركي ينحدر من قضاء فيران بولاية شانلي أورفا واتفق مع المذيعة فقط لتشويه صورة السوريين.


وبالرغم من إثبات أن المقطع المصور كاذب ومفبرك، إلا أن وسائل إعلام المعارضة التي شاركته على نطاق واسع، لم تُشِر ولو بمقال واحد إلى تلك الحقيقة مطلقاً، وكأن الأمر حدث في الصين وليس في إسطنبول، ولم تنتصر فيه للاجئين الذين لا حول لهم ولا قوة كما فعلت حينما قُتل "جورج فلويد" الذي كتبت عنه عشرات المقالات معتبرةً أن ما واجهه عنصرية ولا إنسانية ممنهجة.

 

2 - الذهاب لسوريا واختلاق الأكاذيب:  

وتجلّت الطريق الثانية في إرسال بعض رموز الكراهية والعنصرية إلى مناطق ميليشيا أسد بسوريا، وتصوير بعض الشوارع والأحياء من قلب العاصمة لإثبات أن البلاد آمنة وأن اللاجئين يكذبون فيما يدّعونه من حرب ودمار وغلاء المعيشة وأسعار الوقود والطعام.

وعلى صفحتها الشخصية في تويتر، نشرت العنصرية "ايلاي أكسوي" المعروفة بمواقفها الحاقدة والكارهة لوجود اللاجئين السوريين في تركيا، مقطعاً مصوراً من أحد شوارع دمشق وهي ممسكة بكيس من الخبز تحاول خلاله تصوير الحياة هناك بأنها أفضل من إسطنبول وأرخص، زاعمة في الوقت نفسه أن النساء في تركيا باتت مهمتهنّ ولادة المزيد من الأطفال (في إشارة إلى عدم نيتهن العودة).

 

3 - ربط أي حدث عالمي بهم:

وخاصة ما جرى في فرنسا حيث حذّر العديد من المعارضين العنصريين وعلى رأسهم (أوميت أوزداغ)، من إمكانية حدوث أعمال شغب في تركيا من قبل اللاجئين السوريين، على غرار ما حدث في باريس وضواحيها عقب مقتل لاجئ جزائري على يد شرطي. 

وفي تغريدة له زعم رئيس حزب النصر المعادي للاجئين السوريين أنه "إذا وقعت حادثة في تركيا، فإن ما يحدث في فرنسا سيبقى مثل لعبة أطفال" (في إشارة إلى اتهام اللاجئين السوريين بأنهم سيثيرون الشغب ويقومون بأعمال التخريب)، الأمر الذي قوبل برفض واستهجان الحكومة التركية ومسؤوليها.

 

 


 
وعقب انتشار التغريدة فتحت النيابة العامة في إسطنبول تحقيقاً موسعاً بعد تداولها على تويتر وفيسبوك معتبرة أنها تحرّض على العنف والكراهية ضد اللاجئين في تركيا، في حين أشارت صحيفة صباح إلى أن مكتب المدّعي العام اتخذ إجراءات قانونية للتحقيق في تلك المنشورات ومعاقبة الذين قاموا بكتابتها وترويجها بهدف الاستفزاز.

وجاء قرار المدّعي العام عقب تصريح المتحدث الرسمي لحزب العدالة والتنمية (عمر جيليك) الذي أكد عبر حسابه على تويتر أن مقارنة سياسة الهجرة التركية القائمة على القيم الإنسانية بردّ الفعل على سياسات فرنسا الاستعمارية والعنف العنصري هو نهج غير واعٍ وخبيث.

وأضاف "جيليك" أنه في الآونة الأخيرة ادّعى بعض السياسيين والصحفيين والمعلّقين بأن اللاجئين قد يتسببون في صراعات مماثلة في تركيا بناءً على الأحداث الأخيرة في فرنسا، معتبراً أن هذه التصريحات استفزاز للجميع وتحريض على الكراهية ضد اللاجئين.


4 - الاعتداء على الحيوانات:

أما الأسلوب الرابع فتمثل باتهام اللاجئين بتسميم وإيذاء الحيوانات، حيث قام العشرات من المواطنين الأتراك بمهاجمة منازل السوريين على حين غفلة في منطقة كوجايلي قرب إسطنبول، مطالبين إياهم بالرحيل بعد مقتل كلب على يد مجهولين، الأمر الذي تطلب تدخلاً كبيراً لقوات الأمن لتفريق الناس ومعاقبة المحرضين.

وبالرغم من البيان الصادر عن الولاية عن حقيقة الواقعة وأنها مجرد خلاف بين عائلتين تركيتين ولا علاقة للسوريين به، إلا أن القنوات والمواقع الإعلامية المعارضة صوّرته وكأنه ثورة شعبية ضد اللاجئين الذين لا رحمة في قلوبهم بحسب مزاعمها، والذين لا يتورعون أيضاً عن إيذاء الجميع سواء البشر أو الحجر، متناسية عشرات المواقف التي ينقذ فيها فتية سوريون القطط والكلاب.

 

5 - روسيا وفاغنر والجيش الحر:

ولم تكد تحصل مشكلة ميليشيا فاغنر مع قيادة الجيش الروسي وتمرد قائدهم "بريغوجين" وحشد قواته تجاه العاصمة موسكو وترك الجبهات في أوكرانيا، حتى ربط العنصريون بين هذا التمرد وبين الجيش السوري الوطني الذي تقوده أنقرة شمال غرب سوريا.

وادعت الصحف التابعة للمعارضة أن عناصر الجيش الحر سيفعلون نفس الشيء ويخونون قياداتهم في تركيا وأنه يجب القضاء عليهم قبل الوصول إلى هذه المرحلة، كما اتهموا شركة (سادات) المتعاقدة مع الجيش التركي بأنها تدعم الجيش الوطني الذي يشبه في تركيبته ميليشيا فاغنر.

 

6 - العودة لأخبار قديمة وإخراجها عن سياقها:

ولم تكتفِ الأحزاب المعارضة ووسائل إعلامها بالافتراء على اللاجئين وتحميلهم مسؤولية كل مشكلة تحدث بتركيا وإن كانت عائلية، بل تعدّوا في تجنّيهم إلى حد الكذب على مسؤوليهم ووزرائهم واتهامهم بتوظيف الأطباء السوريين فيما أبناء بلادهم يجلسون بلا عمل والبطالة تكاد تنهش عظامهم.

وبحسب موقع "haber turk" فقد أعادت حسابات تابعة للمعارضة نشر مقطع مصور قديم لوزير الصحة التركي (فخر الدين كوجا) زعموا فيه توظيف 4 آلاف عامل سوري في سلك الصحة، وذلك على نفقة الحكومة التركية الأمر الذي نفاه الوزير مؤكداً أن تكاليف الخدمات في المراكز الصحية للمهاجرين واللاجئين يتم تغطيتها من أموال الاتحاد الأوروبي، ويعمل فيها سوريون.

 

 

وأوضح "كوجا" أن المراكز الصحية للمهاجرين لا تخدم إلا الأجانب لذا يقومون بتدريب الموظفين واختيارهم من السوريين بعقد مؤقت هناك، ويُدفع لهم من أموال الاتحاد الأوروبي وبهذا يخففون العبء بتقديم خدمات صحية للمهاجرين مع عاملين صحيين سوريين.

 

 

7 - مهاجمة من يدافع عن السوريين:

 والأسلوب الأخير الذي باتت تتبعه المعارضة، هو مهاجمة مواطنيها الأتراك الذي يدافعون عن السوريين واتهامهم بالعمالة وخيانة الوطن، كما حدث مع الصحفية (ناجيهان آلجي) التي تدافع في جميع مقالاتها عن السوريين واللاجئين عموماً وتنتقد المحرضين عليهم.

وفي تغريدة له هاجم العنصري أوزداغ الصحفية التركية ألجي مستهزئاً بمدافعتها عن السوريين، ومتّهماً إياها بأنها تجلس في قصر على البوسفور بأموال منظمة فيتو الانقلابية وتريد إعطاء تركيا للاجئين السوريين.

 

وكانت "ناجهان آلجي" قالت في مقابلة لها مع إحدى القنوات التلفزيونية: "نحن تركيا عظيمة مع إخواننا السوريين، ولا نقبل مقولة سوف نرسلهم جميعاً بالقوة إلى بلادهم بالحافلات، فالأمة التركية أمة ضمير وتلك التصريحات لا تلقى قبولاً لدى أغلبية الناس".

 

التعليقات (1)

    اليسر

    ·منذ 9 أشهر أسبوعين
    نرجو ان تترجمو لهذه ال(شريفة) ماذا تفعل بحضن سوريا مع ان هناك عداوة تركية سورية الان يبدو ان مهنتها الاخلاقية تسمح بعبورها ارض العدو لكن لاغريب ان نرى علي الديك سابقا في خفلاتهم ونساء كمال اغلو بحضن سوريا!
1

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات