رغم أن الحاجة وهجرة الشباب أو تجنيد معظم الباقين في ميليشيات أسد دفعت السيدات السوريات إلى اقتحام مهن كانت حكراً على الذكور إلى فترة قريبة، "كسائقات تكسي وعاملات نظافة"، غير أن مهنة بيع البنزين على "البسطة" وإلى ما بعد منتصف الليل تثير الصدمة والشك في آن معاً.
يقول موقع أثر برس الموالي الذي تحدث إلى أكثر من فتاة تعمل في هذا المجال إن الفتيات يبعن "تنكة البنزين" أغلى بعشرة آلاف ليرة عن تلك التي يبيعها الشباب، وإنه لا أحد من الزبائن يصدق أنهن يعملن ببيع البنزين، كما ينقل عن بعض العاملات.
لكن الموقع نفسه يلمح إلى أن العمل هو دعارة بأسلوب جديد، وذلك عندما يصف حال فتاة تدعى خولة قبل أن يتحدث معها بالآتي: "بثياب لا تشير لكونها مجرد بائعة بنزين وبمكياج كامل، تعرض بضاعتها للزبائن بسعر أعلى بنحو 7000 عن المعتاد".
كما ينقل الموقع نفسه عن فتاة تدعى عبير أنها تعمل لما بعد منتصف الليل، وتتعرض للتحرش ومحاولات الإغواء، "خاصة أن الكثيرين يقفون ظناً منهم أني أعمل بالدعارة أساساً وأن البنزين مجرد تمويه".
وأما المبرر الذي يسوقه الموقع للباس المشبوه والتزين المبالغ فيه للفتيات على لسانهن أنه بطلب ممن يشغلهن، حتى يلفتن الانتباه ويجلبن زبائن أكثر.
ورغم أن الموقع لم يسمّ صراحة الجهات التي تقف وراء تشغيل أولئك الفتيات، إلا أنه ذكر أن "بسطات" بيع المحروقات "بنزين – مازوت – غاز منزلي"، توجد في بعض مناطق دمشق وريفها بشكل علني ودون أي تحرك من قبل الجهات المسؤولة عن ضبط الأسواق، في إشارة واضحة أن أحداً لا يجرؤ على محاسبتهم، ما يعني أن قادة ميليشيات أسد وشبيحته الكبار، هم من يقف وراء ذلك، وقد سبق لأورينت أن وثقت ذلك بعدة تقارير.
أشكال أخرى لترويج الدعارة
وتنتشر أساليب ومهن عديدة في مناطق أسد للتمويه على العمل بالدعارة، منها ما نشرته صفحات موالية سابقاً عن وجود إعلانات عن الحاجة لفتيات للعمل "بالمساج والعلاج الفيزيائي في دمشق"، وبرواتب مغرية، تفوق رواتب الوزراء بأضعاف.
وفي آذار الماضي، كشفت إذاعة "شام إف إم" الموالية، معلومات حول وجود خط كهربائي معفى من التقنين في "حي النسيم" بجرمانا، ليتيبن لاحقاً أن ذلك الامتياز ما هو إلا لتشغيل الملاهي الليلية المنتشرة في الحي.
وقبل ذلك كشفت صحيفة صاحبة الجلالة الموالية عن تفشي ظاهرة تحت مسمى جليسة ومهمتها مرافقة الزبون في المطعم أو الخروج معه في (مشاوير) مقابل أجور متفاوتة بحسب رغبة الزبون وحدود هذه (الرفقة) التي يختارها.
وتتعامى حكومة ميليشيا أسد عن تلك الأنشطة غير الأخلاقية وتتجنب ملاحقتها بسبب ارتباط القائمين عليها بالأجهزة الأمنية والعديد من المتنفذين، كما يذكر كثير من السوريين.
وأدّت حالة الفلتان الأمني وسيطرة الميليشيات التي تشهدها مناطق سيطرة أسد وانتشار الفقر والمخدِّرات، إلى تحوّل تلك المناطق إلى مرتع للجرائم وحوادث الانحلال الأخلاقي اللذين تحوّلا إلى ظاهرة باتت صفحات ووسائل إعلام النظام تطفح بهما في كل يوم.
التعليقات (12)