صوت أمريكا باللغة التركية: 3 ملفات تُعيق خطة أنقرة بترحيل السوريين لبلادهم

صوت أمريكا باللغة التركية: 3 ملفات تُعيق خطة أنقرة بترحيل السوريين لبلادهم

قال موقع VOA Turkish (صوت أمريكا) بنسخته التركية إن هناك 3 ملفات رئيسية تقف حائلاً أمام عودة اللاجئين السوريين في تركيا إلى بلادهم، وذلك في ضوء الوعود التي قطعها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خلال حملته الانتخابية بإعادة مليون منهم خلال الفترات القادمة.

وذكر الموقع في تقرير له، اليوم الثلاثاء، أن حكومة حزب العدالة والتنمية، التي استمرت في الحكم بعد الانتخابات التي أجريت الشهر الماضي، تنادي بـ "عودة طوعية وآمنة وكريمة" بالنسبة للاجئين السوريين، إلا أن ذلك غير ممكن وفق ما قاله خبراء في الهجرة للموقع.

وذكر الخبراء أنه على الرغم من صعوبة الظروف الحالية في تركيا، إلا أن السوريين لا يعتزمون العودة إلى بلادهم ويرغبون بالهجرة إلى أوروبا أو البقاء في تركيا.

مشروع الإسكان الدائم في شمال سوريا

ويُعدّ أحد أهم العوائق التي لا تشجّع على عودة السوريين إلى بلادهم هو مشروع الإسكان الدائم في شمال سوريا بمساعدة دولة قطر، حيث قالت حكومة حزب العدالة والتنمية إنها ستبني 240 ألف مسكن دائم في الشمال السوري قبل نهاية العام.

ومع ذلك، فإن الحكومة تدرك أن مشاريع الإسكان وحدها لا يمكن أن تحل المشكلة، حيث لا بد من توفر شروط الحياة والبنية التحتية والخدمات والأمن.

تطبيع العلاقات مع أسد

كما إن موضوع تطبيع العلاقات مع نظام أسد وما سيتمخض عنه في الفترات القادمة سيكون له دور كبير في مسألة عودة اللاجئين السوريين، إذ إنه بالرغم من أن لقاء أردوغان - أسد لم يلُح في الأفق بعد، إلا أن الاجتماعات على مستوى وزراء الخارجية ونواب الوزراء مستمرة لعقد هذا الاجتماع، وهذا سيؤثر في مسألة عودة اللاجئين، وسبق أن صرح مسؤولون أتراك أن التقارب مع نظام أسد من شأنه أن يسهّل عودتهم.

مكافحة الإرهاب

السبب الثالث ليس بأقل أهمية عن السببين الأولين، إذ إن فقدان البيئة الآمنة وانتشار ميليشيا قسد في الشمال السوري، حيث تهدد أمن تركيا يشكل عاملاً مهماً في هذه العملية، وفق ما نقل الموقع.

هجرة جديدة للسوريين

وفي هذا الصدد، قال عضو هيئة التدريس بقسم علم الاجتماع بجامعة غلطة سراي، ديديم دانيش، إن بعض الأسباب التي تجعل السوريين لا يفضلون العودة إلى بلادهم هو حقيقة أن الأمن في سوريا لم يتم ضمانه بعد، وأن المكان الذي سيعودون إليه لن يكون آمناً، وذلك بعدما أقاموا في تركيا لمدة 10 سنوات، على الرغم من أنهم يعانون من مشاكل خطيرة فيها.

وأضاف: "المكان الذي يُنظر فيه إلى العودة في سوريا هو المنطقة الواقعة تحت سيطرة تركيا. العودة هنا تعني هجرة جديدة للسوريين. لا يعني ذلك العودة إلى المنزل الذي غادره".

وأشار الأستاذ الجامعي إلى أن تزايد خطاب الكراهية ضد اللاجئين في تركيا تسبّب في قلق وخوف شديدين لدى المجتمع السوري في تركيا، حيث بات بعضهم بمن فيهم أولئك الحاصلون على الجنسية التركية يفكر بالسفر إلى دول في أوروبا الشرقية ومنها العبور إلى ألمانيا.

المشاعر المعادية للاجئين

وفي إشارة إلى أن الأزمة الاقتصادية أدت أيضًا إلى تصاعد المشاعر المعادية للاجئين في تركيا، قال دانيش: "لقد تم التأكيد على إعادة اللاجئين، لكن الحكومة تعلم أيضًا أن هذا لا يمكن أن يكون إعادة قسرية جماعية. ومع ذلك، نرى أنه من وقت لآخر، يتم التغاضي عن حوادث العنف ضد اللاجئين في المجتمع".

وقال "عندما تكون الحكومة غير قادرة على إقناعهم بالعودة طواعية، فإن الغضب العام يمكن أن يجبر اللاجئين على العودة"، مستبعداً أن يكون هناك دور لوزير الداخلية التركي الجديد، علي يرلي كايا في عملية مثل الإعادة القسرية.

من ناحيته، قال مدير مركز أبحاث الهجرة المدنية في كلية العلوم السياسية بجامعة أنقرة، مراد أردوغان إن عودة الأشخاص الذين فروا من الحرب والاضطهاد إلى بلد آخر لا يمكن أن تتم إلا بموافقتهم الخاصة، وقال: "لا أتوقع الكثير من الإجراءات الخاصة في الفترة الجديدة فيما يتعلق بعودة السوريين". 

إلا أنه أشار إلى أن ملف اللاجئين قد يعود إلى الواجهة قريباً مع اقتراب الانتخابات المحلية، إذ ستجد الحكومة نفسها مضطرة لاتخاذ موقف واضح من هذه القضية.

أردوغان: نرفض خطاب الكراهية

وبمناسبة اليوم العالمي للاجئين الذي يوافق 20 يونيو/ حزيران من كل عام، رفض أردوغان، كلاً من خطاب الكراهية تجاه اللاجئين وأيديولوجيا النازيين الجدد والعداء للإسلام والأجانب التي تفشت في بعض المجتمعات عقب ترسخها في دول غربية.

وذكر أردوغان برسالة نشرها الثلاثاء، أن الناس في أنحاء مختلفة من العالم وخاصة البقعة الجغرافية التي تقع ضمنها تركيا يضطرون إلى الهجرة لأسباب مثل الإرهاب والصراع والحروب الأهلية والمجاعة.

وأضاف: "نرفض خطاب الكراهية تجاه اللاجئين وأيديولوجيا النازيين الجدد والعداء للإسلام والأجانب، التي تفشت في مجتمعات أخرى بعد ترسخها في دول غربية".

وتابع أن "التيارات السقيمة التي لا تعتبر أي شخص آخر لا ينتمي إلى عرقها وثقافتها ومعتقداتها إنسانا، نراها تهديداً للقيم الإنسانية والمستقبل المشترك للبشرية".

ويأتي ذلك في وقت تشتد فيه الدعوات لإعادة اللاجئين السوريين في تركيا إلى بلادهم، عقب فوز أردوغان بالانتخابات الرئاسية التي جرت الشهر الماضي، حيث كان قد وعد بإعادة مليون لاجئ.

 

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات