وزير سياحة أسد ينسف خطة دعائية عمرها سنتين بكذبة على مستوى "عالمي"

وزير سياحة أسد ينسف خطة دعائية عمرها سنتين بكذبة على مستوى "عالمي"

منذ أكثر من سنتين وتحديداً بعد فوز بشار الأسد بمسرحية انتخابات "الأمل بالعمل"، استعان نظام أسد "بمشاهير يوتيوبر" وأطلق حملة دعائية ضخمة ليصور من خلالها أنه انتصر على ما يسميه الإرهاب وأن سوريا تعافت وأصبحت آمنة وبدأ السياح يتقاطرون عليها من كل حدب وصوب.

كذبة بمستوى عالمي

ورغم انكشاف فضائح كثيرة لتلك الدعاية، غير أن الكذبة الأخيرة التي رصدتها أورينت لوزير سياحة أسد، أمس من نوع مختلف، فهي وثيقة رسمية تنسف كل الحملة الدعائية المزعومة من جهة، ولأنها كذبة على أكبر وكالات الأنباء العالمية، ألا وهي رويترز، والتي نشرتها عنها وسائل إعلام أخرى كبيرة منها عربي وأوروبي، فضلاً عن وسائل إعلام معارضة أيضاً.

وأما الكذبة فلها قصة، فقبل عام قال وزير سياحة أسد المدعو محمد رامي مرتيني، لوكالة رويترز: "إن أعداد الزائرين ارتفعت إلى 750 ألفاً في النصف الأول من عام 2022 من 570 ألفاً في الفترة نفسها من عام 2021"، لكنه قبل أيام فقط، عاد ليقول وعلى صحيفة الوطن الموالية إن السياحة نمت من النصف الأول من العام 2023، أربعين بالمئة مقارنة بالمدة نفسها من عام 2022.

وبحسبة بسيطة بناء على كلام الوزير فإن نسبة الـ40 بالمئة تعني أن الـ750 ألفاً في عام2022، ينبغي أن تصبح في المدة نفسها من عام 2023 مليوناً و50 ألفاً، لكن الوزير تابع: "لقد بلغ عدد الزائرين والسياح 723 ألفاً وقد كان في الفترة نفسها من عام 2022، 519 ألفاً"، ناسياً أنه قال لرويترز قبل عام تقريباً إن الرقم هو 750 ألفاً وليس 519.

 

فضائح سابقة

وفي إطار الحملة الدعائية نفسها، زيفت قناة الإخبارية وسانا تصريحات سياح أجانب في تدمر قبل عام، حين استبدلت كلامهم بتعليقات صوتية لأشخاص سوريين يتكلمون العامية زاعمة أن تلك هي ترجمة ما كان يقوله السياح.

ونيابة عن سائح أسترالي، أسبغ المعلق السوري المديح للأماكن التي زارها والأهالي والطعام، في حين أكد آخر من سويسرا أن سوريا من الوجهات المفضلة لديه وأنه فوجئ بجمال الموقع وسوريا عموماً ولطافة الناس وشعر بالألم لرؤية الدمار الذي خلفته الحرب والتنظيمات الإرهابية بحسب ما ترجمت القناة التي لم تترك مجالاً للتحقق من صحة تلك الترجمة.

كما نقلت عن أحد السياح الكنديين أنه جاء إلى سوريا برحلة مع أصدقائه لرؤية الأماكن الجميلة شاكراً استقبال الأهالي ومعرباً عن استيائه لما حل بتدمر من دمار.

ورغم كل ذلك التزييف الذي تعمد إخفاء كامل النص الأصلي لما جاء في حديث السياح إلا أن وكالة سانا لم تكتفِ بذلك الكم من التضليل بل ذهبت بعيداً بتقديم تصريحات أخرى على لسان السياح وتحميلهم عبارات إضافية غير التي ابتدعتها الإخبارية السورية. حيث قولتهم إن "ما فعله أعداء البشرية بتدمير وسرقة هذا الإرث الحضاري هو عار على العالم لأن الآثار هي ملك للإنسانية جمعاء" وزعمت أنهم دعوا" المنظمات الثقافية الدولية للمساهمة في إعادة إعمار تدمر"، كما زعمت أيضاً أنهم "تألموا كثيراً بمشاهدة آثار التخريب لتلك الصروح النادرة والمدمرة بحقد وكراهية للثقافة البشرية".  وأن "وجودهم في قلب البادية دليل قاطع على دحض افتراءات الإعلام الغربي وأخباره المضللة، رغم أن تلك العبارات الأشبه بلغة إعلام أسد الخشبية لم تكن موجودة حتى في نسخة الإخبارية السورية التي كانت ستبرزها في التأكيد في حال وجودها حقاً.

الكاتب البلجيكي باتريك ديسارت

كذبات وفضائح كثيرة من هذا النوع، فبعد فضيحة تدمر بفترة قصيرة كذّب أحد الضيوف الغربيين إعلام أسد، ودعايته عن تعافي سوريا وعودة الآمان ونسف فكرة برنامج ما بعد الحرب الذي يستخدم ضيوفاً أجانب لتلميع صورة بشار الأسد والأوضاع بمناطق سيطرة ميليشياته.

وخلال استضافة وفد جمعية البندقية للصداقة الإيطالية العربية، سألت المذيعة الموالية "أليسار معلا" الكاتب البلجيكي "باتريك ديسارت" عن سبب قدومه إلى سوريا، ليرد الكاتب بسرد إجابته التي استمرت لدقيقيتن وكانت كفيلة بوضع إعلام أسد في مأزق ودفعه للامتناع عن ترجمة فحواها.

وعند انتهاء الإجابة استشعرت المذيعة الموالية التي تعرف الفرنسية الحرج، وبادرت إلى منع المترجمة من ترجمة الفضيحة وأوقفتها على الفور وقالت: "لا ما يهمك.. في مترجمة ترجمت كلامه ولا يهمك"، ليبقى ما قاله الضيف مجهولاً بالنسبة للمشاهدين.

وترجمت أورينت حينها كلام الكاتب الذي قال إنه تلقى دعوة من منظمة بلجيكية لزيارة سوريا رغم نصيحة الكثيرين له بمن فيهم أفراد أسرته بأنه قد لا يعود لأنه "متوجّه إلى بلد يحكمه ديكتاتور عديم الرحمة"، مبرراً مجازفته بالقدوم إلى مناطق سيطرة ميليشيا أسد بالقول إن لديه مشروعاً بتأليف كتاب عن سوريا.

يشار إلى أن إعلام أسد دأب على تزييف الحقائق وتقديم معلومات مكذوبة لترويج رواياته حول الأحداث في سوريا في كافة مناحي الحياة لتتحول عبارات من قبيل "الإعلام السوري كاذب"  و"الإعلام السوري يكذب حتى في درجات الحرارة" -كما وصفه الكاتب السوري العلوي الراحل ممدوح عدوان-  إلى بديهات لا يمتنع عن تصديقها إلا من أغمض عينيه وأصم أذنيه من الموالين.

التعليقات (1)

    سوري مُشرد

    ·منذ 10 أشهر أسبوعين
    يا سيد "يحيى الحاج نعسان" لقد تجاوزنا هذه المرحلة التي نُفند فيها أكاذيب هذه العصابة النصيرية الطائفية الإجرامية الإرهابية الحاكمة ، تجاوزناها منذ زمن بعيد و عرفنا أن هذه العصابة تُفبرك و تُزور و تختلق و تخترع الأكذوبة تلو الأخرى حتى باتت أكذب عصابة و نظام على وجه الأرض!! مايجب أن نكتب عنه هو كيف السبيل للتخلص من هذه العصابة بعد أن تكاثر أفرادها كالجرذان و باتوا يمسكون بكل مفصل و جزء و موقع و مكان من هذا البلد و أخذوه رهينة مع ملايين البشر مع ممارستهم أبشع طرق الإجرام التي عرفتها البشرية دون وازع من دين أو أخلاق أو شرف أو ضمير أو إنسانية.
1

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات