من موسكو.. بشار الأسد يستهزئ بالعرب وجامعتهم ويهاجم أردوغان بعد محاولات التطبيع معه

أخذ مسار التقارب والتطبيع مع نظام أسد بالتسارع خلال الفترة الأخيرة، والذي كان أحدثه الإعلان عن اتفاق بين السعودية والنظام على استئناف الخدمات القنصلية في البلدين بعد انقطاع دام أكثر من 10 سنوات.

ويأتي هذا التقارب بين السعودية ونظام أسد بعد نحو أسبوعين من اتفاق المصالحة بين إيران والسعودية، ووسط استمرار التحركات باتجاه إعادة تطبيع العلاقات بين النظام وتركيا، والتي شهدت مؤخراً هزة تمثلت بإلغاء اجتماع كان مقرراً عقده في موسكو على مستوى نواب وزراء خارجية روسيا وتركيا وإيران والنظام.

ورغم أن تلك الدول تتوجه للتطبيع مع النظام، ما يزال بشار الأسد يهاجمها بشكل دائم، وفي تصريحاته الأخيرة خلال مقابلة مع تلفزيون "روسيا اليوم" أثناء وجوده في موسكو منتصف الشهر الجاري هاجم الأسد كلاً من تركيا والسعودية والجامعة العربية.

العلاقة مع السعودية

واعتبر بشار الأسد إعلان استئناف العلاقات بين إيران والسعودية بوساطة صينية مفاجأة رائعة، مشيراً إلى أن التوافق السعودي الإيراني لا بد أن ينعكس إيجاباً على المنطقة بشكل عام، ولا شك سيؤثر على سوريا.

وذكر بأن الحديث عن علاقة سورية إيرانية يجب أن تنقطع، لم يعد يثار مع سوريا، موضحاً أن "هناك وفاء بين سوريا وإيران عمره أربعة عقود، هذا الموضوع لم يعد مشكلة على الساحة العربية".

ولم يعلّق الأسد على سؤال المذيع أن أي لقاء بينه وبين ولي العهد السعودي محمد بن سلمان من شأنه أن يقلب الكثير من المعادلات، وخاصة فيما يتعلق بعودة سوريا إلى الجامعة العربية. 

العودة إلى الجامعة العربية 

وفي رده على سؤال حول المبادرات العربية لإيجاد حل في سوريا ، قال بشار الأسد إن هناك بداية حراك عربي من خلال طرح الأفكار، وبانتظار أي خطط تنفيذية أخرى لهذه الأفكار.

وذكر رداً عن إمكانية المشاركة في القمة العربية بالسعودية، أن "عضوية سوريا مجمدة في الجامعة العربية، ولا بد من إلغاء التجميد في إطار قمة عربية، ثم نشارك، معتبراً أن الهدف هو العمل العربي المشترك، وليس القمة في حد ذاتها".

ووفق قوله :"سوريا ستعود للجامعة العربية فقط عندما تكون عنواناً للتوافق ولا أعتقد أن الظروف الآن مناسبة".

أردوغان وورقة الانتخابات

كما هاجم بشار الأسد خلال المقابلة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، معتبراً أن الزلزال الوحيد الذي سيغير من السياسات التركية ويدفع باتجاه التقارب هو الانتخابات الرئاسية في تركيا..

وقال الأسد إن "المقترح التركي الأخير الذي وصل من أجل الاجتماع الرباعي على مستوى معاوني وزراء الخارجية هو ألا يكون هناك أي جدول أعمال أو شروط أو توقعات، فما هو الهدف من اللقاء.. لماذا نذهب .. لنلتقط الصور فقط"، مضيفاً: "نحن لم نطرح شروطاً للقاء أردوغان وطرح موضوع الانسحاب من الأراضي السورية هو موضوع وطني وليس سياسي".

وذكر أن "أولوية أردوغان هي الانتخابات ولا شيء آخر، إذا كان موضوع الانسحاب من سوريا سيحقق لأردوغان الفوز في الانتخابات فليس لدينا مشكلة".

واعتبر بشار الأسد أن "لا أحد يستطيع أم يضمن أردوغان لعدة أيام.. يبدل سياسته بشكل مستمر وتدور في حلقة مفرغة.. لذلك لا أعتقد أن أحداً بالعالم يستطيع أن يأخذ ضمانات بانسحاب تركيا من سوريا".

وبحسب قوله ما يحدث الآن من خلل أمني سببه السياسات التركية وتحديداً سياسة أردوغان، لافتاً إلى أنه ليس هناك التزام من قبل تركيا ولا أحد يعرف ما سيحدث في تركيا بعد الانتخابات الرئاسية.

ومنذ بدء الحديث عن عودة بعض الدول للتطبيع مع نظام أسد، تؤكد الدول الأوروبية والولايات المتحدة رفضها ذلك قبل التقدّم في عملية الحل السياسي وفق القرارات الأممية.

وخلال المقابلة كرر بشار الأسد مهاجمة الغرب، حيث قال "السياسة الأوروبية مبنيّة على الكذب في كل الملفات، والملف السوري واحد من ملفات الكذب.. إن لم تكذب اليوم فأنت لن تكون غربياً".