واشنطن تجدد رفض التطبيع مع الأسد

واشنطن تجدد رفض التطبيع مع الأسد

جددت الولايات المتحدة الأمريكية، الثلاثاء، موقفها من تطبيع العلاقات مع حكومة ميليشيا أسد وذلك بعد مساعٍ من قبل عدة دول عربية لتعويمه إثر كارثة الزلزال الذي ضرب شمال البلاد الشهر الماضي.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، فيدانت باتيل، في تصريح للصحفيين، "لن نطبع العلاقات مع نظام الأسد"، مؤكداً أن الإدارة الأميركية لا تشجع أحداً على هذا التطبيع بغياب أي تقدم حقيقي نحو حل سياسي.

ونقلت فرانس برس عن المتحدث دعوته "جميع المنخرطين مع دمشق إلى التفكير بصدق وتمعن في الكيفية التي يمكن أن يساعد بها انخراطهم في تلبية احتياجات السوريين أينما كانوا يعيشون".

وسبق أن قال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، نيد برايس، إنه "لا يوجد كيان واحد فعل أكثر من النظام لتدمير الشعب السوري، لذلك بينما نوازن الضرورات الإنسانية التي تنتظرنا، فإننا ندرك تماماً المأزق الإنساني الذي يعيشه الشعب السوري، كما إننا ندرك سبب وجودهم في مثل هذه الضائقة الإنسانية الأليمة".

وأوضح أن الوقت الحالي ليس هو الوقت المناسب لتطبيع العلاقات مع نظام الأسد، إذ إن "السياق الوحيد الذي نشجع فيه تطبيع العلاقات هو أن يلتزم نظام الأسد بالإرشادات السياسية، وهي خارطة الطريق السياسية التي تم توضيحها في قرار مجلس الأمن رقم 2254".

لا صلح قبل المحاسبة

وقبل أيام وبمناسبة الذكرى الـ 12 للثورة السورية، دعت الولايات المتحدة الأمريكية ودول أوروبية أخرى إلى محاسبة "بشار الأسد" على ما ارتكبه من جرائم مروعة ضد المدنيين، مشيرة إلى أنها لن تقوم بتطبيع العلاقات معه أو المساعدة بإعادة الإعمار حتى يتم إحراز تقدم حقيقي في الحل السياسي بالبلاد. 

وفي بيان مشترك لها، أكدت كل من فرنسا وبريطانيا وألمانيا إضافة إلى الولايات المتحدة، أنهم سيواصلون التزامهم بدعم السوريين وإنهاء الانتهاكات الجسيمة المرتكبة بحقهم من قبل الأسد وأتباعه قبل وقوع الزلزال بفترة طويلة.

وذكرت الدول الـ4 في بيانها أنه يجب على المجتمع الدولي العمل بشكل أكبر لمحاسبة الأسد وجميع مرتكبي الانتهاكات والفظائع في سوريا، مضيفة أن ما يحدث خلق بيئة ملائمة لمهربي المخدرات (في إشارة لميليشيات أسد وحزب الله) الأمر الذي يؤدي إلى تفاقم المخاطر وتهديد الاستقرار الإقليمي.

وفي الأثناء أعلن (جوزيب بوريل) الممثل الأعلى للعلاقات الخارجية والسياسة الأمنية في الاتحاد الأوروبي أنهم مستمرون بمعارضة التطبيع مع الأسد ما لم ينخرط في حل سياسي حقيقي يتماشى مع القرار الأممي رقم 2254.

قطار التطبيع

وتأتي تصريحات المتحدث بالتزامن مع حراك عربي وإقليمي يدعو إلى عودة الأسد إلى "الحضن العربي"، حيث صدرت مؤخراً تصريحات عن تركيا والسعودية والإمارات ومصر تدعو إلى إصلاح العلاقات معه رغم ما ارتكبه من مآسٍ بحق ملايين السوريين، وتدميره البلاد بشكل وحشي، إضافة إلى تهجير من رفض استبداده وثار عليه.

ورغم ذلك ما يزال الأسد يرفض التخلي عن حليفته إيران من أجل عودة العلاقات الطبيعية مع الدول العربية، حيث كشفت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية أنه رفض عرضاً عربياً مُغرياً لحل القضية السورية ورفع العقوبات عنه مقابل الابتعاد عن إيران.

وقالت الصحيفة في تقرير الأسبوع الماضي، إن الدول العربية التي نبذت بشار الأسد في يوم من الأيام، تعرِض عليه صفقة من شأنها إعادة العلاقات بين دمشق وكثير من دول الشرق الأوسط، وفي الوقت نفسه كبح نفوذ إيران.

 

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات