للضغط على والده.."جيش سوريا الحرة" يعتقل طفلاً ونشطاء بمخيم الركبان وقائده يعلّق

أقدمت قوات "جيش سوريا الحرة" العاملة في منطقة التنف على اعتقال عدد من الناشطين المدنيين إضافة لطفل أحدهم لغايات سياسية وسط دعوات للقوات الأمريكية للتدخل وإطلاق سراحهم.

وقال رئيس مجلس عشائر تدمر والبادية ماهر زيد العلي في حديث لأورينت نت إن ديوان العشائر في المنطقة تعرض مؤخراً لمضايقات من قبل الفصيل من أجل التوقف عن التواصل مع المنظمات الحقوقية والأممية.

وأضاف أنه في ذلك الإطار تعرّض عدد من أعضاء الديوان الناشطين بالمنطقة للاعتقال والملاحقة من قبل الفصيل بعد رفضهم الامتثال لإملاءاته مشيراً إلى أن من بين المعتقلين طفل هو ابن رئيس الديوان وقد تم اعتقاله بغية الضغط على والده.

خنق العمل المدني

بدوره أوضح الإعلامي، عمر البنية، لأورينت نت أن الفصيل العامل مع قوات التحالف طالب الناشطين مؤخراً بعدم نقل أي من الأحداث أو الانتهاكات أو المناشدات في المنطقة للمنظمات الأجنبية إلا بإذنه ليكون هو الواجهة الوحيدة التي تمثل المنطقة أمام تلك المنظمات والهئيات الدولية والحقوقية. 

وأضاف أن ذلك وضعه بمواجهة مع ناشطي ديوان العشائر الذين رفضوا محاولة تكميم أفواه وتقييد العمل المدني واحتكاره من قبل الفصيل العسكري لتأزم الأوضاع مع إرسال الفصيل قوة قبل بضعة أيام أقدمت على مداهمة مقر ديوان العشائر الذي يقوده الناشط بدر الربع.

 وعندما لم تعثر القوة على رئيس الديوان قامت باعتقال ابنه سلطان الربع رغم أنه طفل بالكاد يبلغ من العمر قرابة 13 عاماً.

وطالت الاعتقالات أيضاً كلاً من محمد عبد الله البعيجان البالغ من العمر  70 عاماً وكلمن علي حفير السعيد وعبيد فهد المهاوش وهم من أعضاء في الديوان.

ويرى البنية أن المسؤولية في الانتهاكات التي طالت أولئك الأشخاص تقع على عاتق القوات الأمريكية والتحالف الدولي على اعتبار أنهم الجهة المشغلة والداعمة لهذا الفصيل الذي من المفترض به قتال داعش والوقوف بوجه ميليشيا أسد وليس قمع المدنيين وحراكهم.

كما طالب البنية أن يدار المخيم بعيداً عن مظاهر مسلحة ولا بد أن يدار من الأمم المتحدة والمدنيين وليس الجهات العسكرية داعياً إلى إطلاق سراح الطفل وباقي المعتقلين على الفور.

العقيد فريد القاسم يرد

أورينت نت تواصلت مع العقيد فريد القاسم قائد فصيل "جيش سوريا الحرة"، الذي قال بدوره إن "الاعتقالات تمت بعد شكاوى تقدم بها عدد كبير من ساكني المخيم على رئيس المجلس والمجلس، بالإضافة إلى تقارير كثيرة حول التخاطب مع الإيرانيين وعدة جهات أخرى".

أما بالنسبة للطفل سلطان، وفقاً للعقيد، فقد اعتُقل بعد أن عُثر على أسلحة ومعدات عسكرية غير مُصرَّح بها ولم يكن بالمنزل إلا هو، مشيراً إلى أنه تجري معاملته معاملة خاصة نظراً لأنه دون السن القانونية ويبلغ من العمر16 عاماً.

وبحسب القاسم، فقد جرت تلك الاعتقالات عن طريق الجهات المختصة من الشرطة والقضاء الذي نظر الآن في تفاصيلها.

وكانت القوات الأمريكية في قاعدة التنف أجرت أواخر أيلول الفائت تغييرات على بنية قيادة فصيل "مغاوير الثورة" وعينت فريد القاسم لقيادة الفصيل بدلاً من مهند الطلاع قبل أن تغيّر اسم الفصيل إلى "جيش سوريا الحرة".