من هي "إستير" صاحبة المخطوطة التي سُرقت من أنطاكيا؟ وماذا تمثل لليهود؟

بعد كشف صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية قيام فرق البحث والإنقاذ التي جاءت إلى تركيا بعد الزلزال بنقل لفائف كتاب إستير التاريخية التي انتُشلت من أنقاض كنيس في المنطقة وإعلان الجالية اليهودية بتركيا تسلّم اللفيفة مجدداً بعد إعادتها، يتساءل الكثير من الناس عن حقيقة تلك اللفيفة وقيمتها التاريخية.

وبحسب علماء التاريخ والمخطوطات الأثرية فإن "لفيفة إستير" هي إحدى اللفائف الخمس في الديانة اليهودية (راعوت، نشيد الأناشيد، الجامعة، المراثي، إستير) والتي هي عبارة عن كتيّبات صغيرة تقرأ في ليتورجية المجمع بمناسبة بعض الأعياد.

وذكرت مواقع إعلامية أن تلك اللفائف جُمعت في فصل واحد لأنّها قصيرة، ولكنّ هذا الجمع لا يعني شيئًا بالنسبة إلى تفسير كل واحدة منها وتتميز بعضها عن بعض من جهة زمن التأليف والفنّ الأدبي واللاهوت، لكن "كتاب إستير" يعد جزءاً من التناخ الذي يشكل مع التوراة الكتب المقدسة اليهودية.

سفر إستير

وأوضحت مصادر تاريخية أن (سفر إستير) من أسفار العهد القديم بالكتاب المقدس التوراة، وهو يعبّر عن جوانب مختلفة من العادات والمعتقدات والتقاليد اليهودية، كما إنه يسرد تاريخ الشعب اليهودي، فيما يعتبره البعض تحفة فنية تحظى بالإعجاب بسبب جماله وبراعة صناعته ومغزاه التاريخي.

ويمتدح سفر إستير امرأة في قصر ملك فارس، أصبحت بعد ذلك ملكة له، حيث دارت الأحداث السياسية في بلاط كسرى حول قضية وجود اليهود، وقامت خلالها إستير بمحاولة حمايتهم من الغرباء وملاحقة من يريد إفناءهم.

القيمة الدينية

واعتبر المؤرخون أنه من الصعب دخول سفر إستير في لائحة الأسفار القانونية، ولم يكن الاتفاق عليه سريعاً بين اليهود، في حين اعتبرت جماعة قمران أنه سفر غير قانوني، فمخطوطات "قمران" حملت نصوصاً من كل أسفار التوراة ما عدا إستير.

وبالرغم من أنه من أسفار التوراة، إلا أنه لا يذكر اسم "الله" مطلقاً ولو لمرة واحدة، كما أنه لا يكرّس للصلاة المكان الذي تستحقه ويتوسع في الحديث عن الولائم الملكية في قصر الملك الفارسي أو في حياة الفتيات اللواتي يشكلن حريم الملك.

القيمة التاريخية

وتعود لفيفة كتاب إستير للقرنين الثالث عشر والرابع عشر وتوضع في بكرة واحدة فقط مثبتة على جانبها الأيسر بدلاً من الاثنين المستخدم في لفيفة التوراة، أما اللفيفة التي سُرقت من كنيس أنطاكيا في ولاية هاتاي فيقدر عمرها بـ 600 أو 300 عام.

من هي إستير؟

امرأة عبرية في بلاد فارس ولدت في هداسا وعُرفت باسم إستير، والذي يعني نجمة الصباح أو نجمة الصحراء، وتمكنت بعد ذلك من أن تصبح ملكة فارس وقامت بإحباط إبادة جماعية لشعبها، كما أن قصتها تشكل جوهر عيد المساخر اليهودي حيث تُقرأ بصوت عالٍ مرتين.

يذكر أن فريق البحث والإنقاذ الذي أرسلته إسرائيل إلى تركيا استغل كارثة الزلزال ليسرق خلسة مخطوطة عبرية من كنيس يهودي تهدّم في مدينة أنطاكيا وينقلها إلى تل أبيب، ما دفع السلطات التركية لفتح تحقيق بالقضية.

وقالت وزارة الثقافة والسياحة التركية، مساء أمس الأحد، إنها تتابع ملابسات انتشار صور وأخبار عن استيلاء فريق الإنقاذ الإسرائيلي المشارك في عمليات الإنقاذ في تركيا على مخطوطات عبرية من كنيس يهودي تهدّم في مدينة أنطاكيا، ونقلها لتل أبيب. 

وأشارت الوزارة في سلسلة تغريدات على حسابها الرسمي في تويتر إلى أن الحكومة التركية تؤكد حرصها على حفظ وصون المخطوطات التاريخية والتراثية لجميع الأديان والثقافات في تركيا.

ولفتت إلى أن إدارة مكافحة التهريب فتحت تحقيقاً في جميع تلك الادعاءات في إطار القانون رقم 2863، وستتخذ الإجراءات اللازمة بالتنسيق مع وزارة الخارجية التركية.