ناجٍ من قارب الموت بطرطوس يروي لأورينت ما فعلته ميليشيا أسد بالركاب بعد اتهامهم بالخيانة

بعد العديد من التقارير التي تحدّثت عن تفاصيل ما جرى لمئات من السوريين وبضعة من اللبنانيين والعراقيين على متن قارب الهجرة الذي غرق قبالة سواحل طرطوس والذي بات يُعرف باسم (قارب الموت)، كشف مصدر عن قيام ميليشيا أسد بالاعتداء على الناجين وتعذيبهم فور إخراجهم من المياه، وتحويل العشرات منهم إلى الأفرع الأمنية، في وقت حاولت فيه وسائل إعلام أسد التمويه على مصير الناجين لعدة أشهر.

وفي حديثه لأورينت نت، قال "عبد المؤمن المصطفى" أحد الناجين من قارب الموت والذي كان معتقلاً لدى ميليشيا أسد بطرطوس وأُطلق سراحه وعاد إلى لبنان: إنه بعد انقلاب القارب الذي تجمع على متنه نحو 270 شخصاً هرع الصيادون في أرواد لإنقاذهم، لكنهم توقفوا فجأة بعد وصول دوريات من أفرع الأمن وبدؤوا بضربهم وسحلهم ووصفهم بـ (البهائم الخونة الفارين من البلاد).

وتابع: أنه كان "تعرّض في وقت سابق لرصاصة قناص أدّت لشلل دائم في قدمه اليمنى، وبينما كان يحاول أن يشرح لعناصر الميليشيا أنه معاق، بدؤوا بضربه على قدمه المصابة فيما بدأ أحدهم يدوس ببسطاره (حذائه) العسكري عليها في محاولة لكسرها".

وأشار إلى أن كل هذا تم بعد أن استبعدت دوريات الأمن الأهالي الذين كانوا يحاولون الإنقاذ ومنعتهم من الاقتراب بعد وصولها، لتقوم قوارب تابعة للميليشيات بنقلهم، لكن ليس للمشفى بل إلى فرع الأمن العسكري في طرطوس، حيث أمضى هناك نحو 15 يوماً برفقة 25 آخرين في نفس زنزانته ممن كانوا على متن القارب معه.

وبعد خروجه من الفرع الذي مكث فيه لأسبوعين ترك خلفه 10 أشخاص في الزنزانة ولا يُعرف مصيرهم حتى اللحظة، مشيراً إلى أن الاعتقال لم يقتصر على السوريين فقط، بل تم اعتقال آخرين من الجنسيات اللبنانية والعراقية، وأن هؤلاء جرى تسليمهم لبلدانهم في وقت لاحق.

البحث عن المعارضين لقتلهم

ولفت "المصطفى" إلى أن التحقيقات لم تكن عن سبب مغادرة الأراضي السورية بطريقة غير شرعية كما تفعل غالبية الدول عند حدوث أمر كهذا مع مواطنيها، بل تم البحث والتمحيص حول إن كان أحد هؤلاء الأشخاص مطلوباً أو معارضاً لنظام أسد، أو سبق أن شارك بالقتال ضد ميليشياته.

وأضاف أن الأسئلة خلال التحقيق تركزت على عدة نقاط أبرزها: 
"ما رأيك بما جرى في سوريا؟ ماذا كنت تعمل في سوريا؟ ماذا تعمل الآن في لبنان؟ هل أديت خدمة العلم؟ هل أنت فار من الخدمة الاحتياطية؟ ماذا فعلت عند دخول الإرهابيين (الجيش الحر) إلى منطقتك؟، وهذا بغض النظر عن (الفيش الأمني) والمنطقة التي ينحدر منها الشخص، فقد كان معهم شخص من الغوطة الشرقية يدعى "نزار" وعند علمهم بذلك بدؤوا بتوجيه تهم الإرهاب له حتى قبل التحقيق".

ومنذ غرق القارب في شهر سبتمبر/ أيلول العام الماضي، كشفت العديد من التقارير عن عمليات اعتقال وإخفاء قسري قامت بها ميليشيات أسد بحق الناجين، فضلاً عن تقارير أخرى تحدثت عن قيام السلطات اللبنانية بترحيل مئات من الناجين من حادثة القارب إلى مناطق سيطرة أسد.

كما نشر موقع أورينت نت تقريراً، تضمن معلومات قدمها المدعو (يحيى حبلص) شقيق الناجي من حادثة المركب (فؤاد حبلص) حول قيام ميليشيات أسد باعتقال شقيقه (فؤاد)، فضلاً عن مئات التعليقات التي ضجت بها وسائل التواصل الاجتماعي، والتي أسفت على (مصير من نجا) من حادثة المركب، فضلاً عن تحذيرات أطلقتها (مجموعة الإنقاذ الموحد) بخصوص مصير الناجين الذين وقعوا بيد نظام أسد.