واشنطن تكشف موقفها من التقارب التركي مع الأسد وقالن يوجه رسالة للمعارضة السورية

علّقت الولايات المتّحدة الأمريكية على التقارب التركي مع حكومة أسد في ضوء اللقاء الأخير الذي جمع وزيري دفاع الطرفين في موسكو قبل أسبوع، فيما قال المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن، إن بلاده لم تخذل المعارضة السورية إطلاقاً حتى اليوم.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس، الثلاثاء، في تصريحات نقلتها وكالة الصحافة الفرنسية إن واشنطن لا تدعم الدول التي تعزز علاقاتها أو تدعم بشار الأسد.

ودعا برايس كافة دول العالم إلى عدم تطبيع علاقاتها مع نظام الأسد، واصفاً الأخير بـ"الديكتاتور الوحشي".

وأشار برايس إلى سجلّ حقوق الإنسان المروّع لنظام الأسد على مدى السنوات الاثنتي عشرة الماضية، موضحاً أن النظام يواصل ارتكاب الفظاعات ضدّ الشعب السوري ويمنع وصول مساعدات إنسانية منقذة للحياة إلى محتاجيها في المناطق الخارجة عن سيطرة قواته.

تركيا لم تخذل المعارضة السورية

من جانب آخر، قال المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن، إن أنقرة لم تخذل المعارضة السورية إطلاقاً حتى اليوم، وذلك تعقيباً على اللقاء الأخير الذي جمع مسؤولين أتراكاً بنظرائهم من حكومة الأسد في موسكو.

وأشار قالن في تصريحات نقلتها الأناضول إلى أن المقاربة الرئيسية لتركيا تجاه سوريا، هي مواصلة المسار الدستوري والمفاوضات السياسية في ضوء قرار الأمم المتحدة ذات الصلة.

ولفت قالن إلى مخاوف تركيا من التهديدات الإرهابية وتفاقم الأزمة الإنسانية وضمان العودة الآمنة للاجئين، مؤكداً على ضرورة التنسيق مع قوات النظام وإيران وروسيا على الأرض في هذا الصدد.

وأوضح أن بلاده دعمت المعارضة السورية منذ بداية الأزمة ولم تخذلها حتى اليوم، مشيراً إلى أن لقاء وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو يوم أمس مع قيادات من المعارضة يهدف إلى طمأنتهم بهذا الخصوص.

تقارب تركي مع الأسد

وأمس، جدّد تشاووش أوغلو تأكيد بلاده على دعم المعارضة السورية، في ظل تخوّف قوى وهيئات ثورية وحقوقية من التخلّي عن المعارضة بعد لقاء موسكو الثلاثي بين وزراء دفاع الأسد وتركيا وروسيا الأربعاء المنصرم.

وقال تشاووش أوغلو في تغريدة نشرها على حسابه الشخصي في ختام الاجتماع: "نكرر دعمنا للمعارضة والشعب السوري، ونؤكد على الحل السياسي وفق القرار الدولي 2254".

وتتواصل المظاهرات الرافضة للمصالحة والتطبيع التركي مع نظام الأسد على حساب الشعب السوري وثورته تحت شعار "لن نصالح"، حيث يخرج يومياً الآلاف رافعين شعارات مناهضة لميليشيا أسد ومطالبة برحيله وعدم إمكانية أي حل سياسي بوجوده لأنه مجرم حرب.

وكان تشاووش أوغلو أعلن السبت الماضي، بأنه قد يعقد منتصف يناير/ كانون الثاني اجتماعاً مع مسؤولي نظام الأسد. 

وسبق تصريحه لقاء مفاجئ أمني وعسكري رفيع في موسكو بين وزراء دفاع تركيا وروسيا وحكومة أسد، وكذلك رؤساء أجهزة استخبارات الأطراف الثلاثة، الأربعاء الماضي.

وفق معلومات حصل عليها موقع ميديل إيست آي البريطاني، فإن تركيا رفضت مطلبين لوفد الأسد في اجتماع موسكو، وبالمقابل قدّمت له عرضاً من بندين.

وأشار الموقع إلى أن تركيا رفضت مطالب حكومة أسد الأساسية، وهي تصنيف جميع جماعات المعارضة السورية على أنها إرهابية، وإعلان المناطق التي تسيطر عليها "مناطق إرهاب".