الوضع الاقتصادي المتردّي يدفع أهالي بلدات جنوب العاصمة لمقايضة أثاث منازلهم بلقمة العيش

الوضع الاقتصادي المتردّي يدفع أهالي بلدات جنوب العاصمة لمقايضة أثاث منازلهم بلقمة العيش

لجأ سكان 3 بلدات في جنوب العاصمة السورية دمشق إلى مقايضة أثاث منازلهم بلقمة عيشهم التي بات من الصعب عليهم تأمينها نتيجة الوضع المعيشي والاقتصادي المزري في مناطق سيطرة ميليشيا أسد.

ونقل موقع "صوت العاصمة" و"مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا" عن سكان في بلدات بيت سحم ويلدا وببيلا، قولم إنهم بدؤوا بمقايضة قطع أثاث منزلية خفيفة وأدوات كهربائية مع تجار في المنطقة، مقابل الحصول على المواد الغذائية الرئيسية.

غسالات وبرادات مقابل رز وبرغل

وبدأ السكان بالعودة إلى فكرة المقايضة بعد تفاقم أزمة المحروقات الأخيرة في مناطق أسد، حيث لجأت بعض العائلات إلى مقايضة البرادات والغسالات نتيجة غياب الكهرباء بشكل نهائي عن المنطقة، مقابل الحصول على مواد رئيسية كالسكر والرز والبرغل وبعض المعلبات.

كما أشار الموقع إلى أن المنطقة تعيش واقعاً اقتصادياً متردياً مع توقف معظم الأعمال الصناعية والتجارية، والتي أغلقت أبوابها تجنباً لرفع الأسعار في ظل عدم توفر النقد المالي مع الكثير من الناس.

وذكرت "مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا" أن عدداً من اللاجئين الفلسطينيين والسكان المحليين في تلك البلدات اشتكوا من سوء الأوضاع المعيشية بعد الغلاء الكبير الذي شهدته أسعار المواد الغذائية ومواد التدفئة.

العودة لفترة الحصار

وأشارت مجموعة العمل إلى أنه يعيش في بلدات يلدا وببيلا وبيت سحم أكثر من 5 آلاف لاجئ فلسطيني، غالبيتهم نزحوا من مخيم اليرموك قُبيل دخول تنظيم داعش للمخيم عام 2015، والحملة العسكرية التي شنتها ميليشيا أسد مدعومة بروسيا عام 2018 على اليرموك.

وكانت منطقة جنوب دمشق قد خضعت لحصار مطبق من قبل ميليشيا أسد بين عامي 2011 و2014، لجأ حينها سكان المنطقة إلى فكرة المقايضة للحصول على الغذاء، وذلك كحال مختلف المناطق التي فرض النظام الحصار عليها قبل تهجير أهلها لاحقاً.

وانتهى حصار تلك البلدات حينها بالتوصّل إلى هدنة، نصت على فتح المعبر الوحيد مع العاصمة دمشق، إلا أنه وبحسب تقديرات ناشطين محليين حينها توفي عشرات المدنيين نتيجة الجوع ونقص الرعاية الطبية خلال فترة الحصار.

كوارث وعجز

وشهد عام 2022 كوارث اقتصادية في مناطق سيطرة أسد، أدت إلى تفاقم أزمة تأمين الحد الأدنى لمتطلبات الحياة الأساسية، في ظل عجز تام من قبل حكومة أسد عن إيجاد أية حلول.

وكان أبرز تلك الكوارث التي أثّرت بشكل مباشر على الوضع المعيشي المتردي أساساً، هبوط الليرة السورية إلى مستوًى تاريخي، إذ تجاوز سعر صرفها في السوق السوداء بالعاصمة دمشق حاجز 7000 مقابل الدولار الأمريكي، وهو ضعف ما كانت عليه نهاية عام 2021، ليكون هو الهبوط الأكبر خلال عام لليرة.

كما تشهد مناطق أسد شللاً تاماً بمختلف القطاعات الحيوية، وسط أزمة محروقات خانقة (مازوت وبنزين وغاز منزلي)، وارتفاع جنوني في الأسعار، وانعدام الكهرباء، وضعف الدخل مقابل الإنفاق.

وفي مقابل كل هذه الكوارث، تُظهر طريقة تعاطي النظام معها الاستخفاف بالسكان في مناطق سيطرته، فيخرج رأس النظام بشار الأسد معلناً عن "مكرمة جديدة" وهي منحة مالية لمرة واحدة لا تتجاوز قيمتها بضعة دولارات.

وبحسب أرقام الأمم المتحدة، يبلغ معدل الفقر داخل سوريا أكثر من 90%، ويحتاج أكثر من 13.1 مليون شخص داخل سوريا إلى مساعدات إنسانية عاجلة.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات