3 غارات بأسبوع.. لماذا صعدت إسرائيل من قصفها على مواقع الأسد؟

3 غارات بأسبوع.. لماذا صعدت إسرائيل من قصفها على مواقع الأسد؟

صعّدت إسرائيل من غاراتها الجوية على أهداف تابعة لميليشيات أسد وإيران في سوريا خلال الأسبوع الماضي، وذلك بعد نحو أكثر من شهر على آخر ضربة إسرائيلية استهدفت مواقع حيوية تنتشر فيها ميليشيات إيرانية.

وشمل التصعيد الإسرائيلي تنفيذ 3 جولات من القصف على محيط العاصمة دمشق وريفها، تخلل ذلك تنفيذ غارات نهارية على نحو غير معتاد، إذ وقع آخر قصف من هذا النوع قبل نحو عام.

وجاء استئناف القصف الإسرائيلي المفاجئ بعد أن تحدثت تقارير إعلامية إسرائيلية عن شهر هادئ على الجبهة السورية، وعزت ذلك لعدة أسباب منها ما هو مرتبط باتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل.

ويدفع عودة القصف الإسرائيلي في سوريا لطرح تساؤلات حول الأسباب الكامنة وراء تزايد زخم الغارات مؤخراً، خاصة وأنها جاءت بعد أسابيع من الهدوء، وفي وقت ازداد التعاون بين روسيا وإيران في أوكرانيا، بينما تطالب الأخيرة إسرائيل بتزويدها بأسلحة متطورة.

بشار الأسد يعرف الخطوط الحمراء الإسرائيلية

وعن تزايد وتيرة الغارات الإسرائيلية في سوريا، قال الصحفي والأكاديمي الإسرائيلي إيدي كوهين، لموقع "أورينت نت": "ليس هناك سبب معين للتصعيد، حيث إن المخابرات الإسرائيلية كلما حصلت على معلومات تفيد بأنه هناك نقل أسلحة من إيران إلى ميليشيا حزب الله اللبناني عن طريق الوحدة 4400 الخاصة والتابعة للحزب يقوم سلاح الجو الإسرائيلي بقصفها سواء على الطريق أو عندما تصل إلى المطار أو على الحدود السورية مع العراق أو لبنان".

وأضاف كوهين "ليس هناك تصعيد، فالقصف توقف خلال الشهر الماضي بسبب عدم شحن الأسلحة أو لعدم وصول معلومات استخباراتية عن نقل أسلحة إيرانية عبر سوريا".

وأشار إلى استمرار التنسيق بين إسرائيل وروسيا في سوريا، فليس هناك خلط للأوراق بين الطرفين ولم تهدم الجسور بينهما، رغم تلقيها صفعة قوية وتدهور العلاقات إلى حد لا يمكن إخفاؤه، إلا أن القادة الإسرائيليين على تواصل مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لتهدئة الأوضاع، فالروس يريدون من إسرائيل ألا تبيع السلاح للأوكرانيين، لذلك هم بحاجة للإسرائيليين.

وأكد كوهين أن السياسة الأمنية الإسرائيلية لن تسمح بتجاوز الخطوط الحمراء بتاتاً المتمثلة بمنع نقل السلاح من إيران إلى ميليشيا حزب الله، مشيراً إلى أن رأس النظام في سوريا بشار أسد يعرف ذلك تماماً.

انقطاعات روتينية 

وقبل الأسبوع الأخير الذي شهد تصعيد القصف، لم تشن إسرائيل أي هجوم في سوريا منذ استهداف مطار دمشق الدولي في 17 أيلول/ سبتمبر الماضي، والذي أدى إلى مقتل 5 عناصر من ميليشيا أسد إضافة إلى أضرار مادية، بحسب ما ذكرت وسائل إعلام أسد حينها.

وتشير الغارات الإسرائيلية الأخيرة إلى أن المشهد الأمني في سوريا ليس على صلة وثيقة بالأحداث الدولية والإقليمية التي تشهد انخراطاً فيها من قبل الأطراف الفاعلة في سوريا، فعلى سبيل المثال لم يؤثر تعكّر صفو العلاقات الإسرائيلية – الروسية "المحدود" تجاه الملف الأوكراني على آلية التنسيق بين الطرفين في سوريا.

وقال الباحث في الشأن الإيراني ضياء قدور، لموقع "أورينت نت"، إن انقطاعات الغارات الإسرائيلية على أهداف في سوريا لمدة شهر، كانت انقطاعات روتينية عادية، يعني ليست غير مسبوقة، إذ إنه حدث مثل هذا النوع من توقف الغارات أكثر من مرة خلال السنوات العشر الأخيرة. 

وأضاف أنه يجب التأكيد على نقطة أن الغارات الإسرائيلية تتعلق بالدرجة الأولى والأساسية بالأمن القومي الإسرائيلي، ولا يمكن لأي اعتبارات أخرى أن تدخل ضمن هذا السياق وأن تؤثر على معدل الغارات الإسرائيلية، والدليل على ذلك عودة الغارات بنفس الوتيرة والأسلوب حيث لا يوجد أي تغيير في السلوك أو النهج الإسرائيلي في ضرب المواقع الإيرانية، كما أن الإيرانيين لم يغيروا من استراتيجيتهم، فإسرائيل تستهدف وإيران تتلقى الخسائر وتتحمل تبعات هذه الغارات. 

تحليلات غير صحيحة

وذكر قدور أن عودة الغارات هو استمرار طبيعي لما تسميه إسرائيل "المعركة بين الحروب"، التي تهدف من خلالها لمنع التموضع العسكري للإيرانيين وإفشال مخططاتهم في تحويل سوريا إلى جبهة متقدمة ضد إسرائيل وممر لتهريب الأسلحة لميليشيا حزب الله اللبناني. 

أما بالنسبة للتحليلات التي تحدثت عن انقطاع الغارات بسبب اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل، أو أن إيران تراجعت في سوريا، يرى قدور أنها غير صحيحة، فالغارات عادت إلى نفس الوتيرة المتصاعدة، وتم تنفيذ غارة نهارية، ما يشير إلى إن كان هناك هدف قيم جداً تقتضي الظروف التعامل معه بسرعة، كما تم استهداف مطار الديماس الشراعي الذي حولته إيران إلى موقع لتدريب وإطلاق المسيّرات الإيرانية.

وأشار إلى أنه رغم الأحداث الدولية الصاعدة والهابطة سواء أكانت ساخنة كالحرب الروسية - الأوكرانية أو باردة كاتفاقية ترسيم الحدود، لا يبدو أن أياً من هذه المشاهد سيوثر على المشهد الأمني داخل سوريا.

المطارات على رأس بنك الأهداف

وشنت إسرائيل غارات جوية على مواقع لميليشيا أسد وإيران خلال الأسبوع من بينها مواقع بمحيط مطار دمشق الدولي، وكذلك على مطار الديماس الشراعي، ما أسفر عن سقوط قتلى في صفوف عناصر الميليشيات، إضافة إلى أضرار مادية كبيرة.

وكانت وسائل إعلام إسرائيلية ذكرت أن الغارات الإسرائيلية الأخيرة على دمشق استهدفت مصنعاً ينتج طائرات بدون طيار لميليشيا حزب الله و"فيلق القدس" للحرس الثوري" الإيراني، مضيفة أن المصنع القريب من مطار الديماس ينتج أنواعاً مختلفة من الطائرات المسيّرة الهجومية.

وربطت تلك الوسائل الاستئناف المفاجئ لهجمات سلاح الجو الإسرائيلي على أهداف في سوريا بتقليص الوجود العسكري الروسي في سوريا، إضافة إلى التعاون الروسي- الإيراني الصريح والملحوظ ضد أوكرانيا.

وحول الغارات النهارية، أشار مركز (ألما) الإسرائيلي البحثي، إلى أنها الأولى منذ تشرين الأول 2021، واستهدفت “الممر الإيراني” في مطار الديماس.

ووجه المركز الإسرائيلي رسالة لنظام أسد قال فيها: "مع هجوم غير عادي في وضح النهار في دمشق في الوقت الحالي، توصيتنا لقوات الدفاع الجوي السورية: إذا دافعت عن هدف، فإنك تصبح هدفاً".

وأكد وقوع خسائر كبيرة في صفوف ميليشيا أسد في الغارات الأخيرة قبل أيام على صعيد العناصر والأسلحة والمعدات، إلى جانب اعتراف روسي بتدمير منظومة رادار (دفاع جوي) للميليشيا في محيط مطار دمشق الدولي.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات