عضو في برلمان أسد يطالب الحكومة بمعاملة الموالين "كالحيوانات"

في آخر "نهفات" أعضاء برلمان أسد أو ما يسمى مجلس التصفيق، المضحكة والمبكية في آن هو مطالبة أحدهم بشكل غير مباشر بمعاملة الموالين أو السوريين الذين يعيشون في مناطق سيطرة أسد كالحيوانات، والاستمرار في مسرحية تحميل مجلس الوزراء والوزراء المسؤولية وتبرئة بشار الأسد رئيس الوزراء الحقيقي فعلياً ووفق دستوره أيضاً.

وجاء ذلك الطلب من قبل عضو يسمى ناصر يوسف الناصر، صاغه على شكل تساؤل عن الحكم الشرعي لحكومة تحبس ملايين المواطنيين فلا هي أطعمتهم ولا تركتهم يأكلون من خشاش الأرض؟ مستخدماً الحديث النبوي الشريف عن المرأة التي دخلت النار في قطة.

ورغم أن العضو نسيَ أو تناسى كعادة كل الموالين أن بشار الأسد هو من يعين تلك الحكومة "الفاسدة"، لكن دعوته تلك تعكس حالة الإحباط واليأس والانهيار الاقتصادي والاجتماعي الذي آلت إليه الأوضاع في مناطق سيطرة أسد.

فقر مدقع ورحيل طوعي

وتأتي مداخلة العضو في وقت تجاوز فيه سعر الدولار الواحد خمسة آلاف ومئة ليرة سورية، وهجرة أو رحيل طوعي غير مسبوق للموالين من مناطق سيطرة أسد، تشهد عليها الطوابير على مراكز الهجرة والجوازات وقوارب الموت التي تنطلق بشكل شبه يومي من لبنان، وهي تحمل العشرات من مناطق كانت تعتبر الخزان البشري لميليشيات أسد كطرطوس وجبلة.

كما عبر عنها الممثل الموالي أيمن زيدان في منشور له على فيس بوك قال فيه: كنا نسافر لنشتري بيت في الوطن واليوم نبيع البيت لنسافر".

وتعاني مناطق أسد حالياً من أزمات خانقة في النفط والغاز والكهرباء، مع شحّ وغلاء فاحش في مواد ضرورية للاستمرار في العيش، كالخبز والزيت واللحوم.

وكان الدكتور شفيق عربش مدير مكتب الإحصاء المركزي سابقاً، وأستاذ الاقتصاد بجامعة دمشق كشف قبل حوالي شهرين فقط عن أن الطبقة الفقيرة تشكل 93 بالمئة، وتتدرج بين الفقر المتوسط والمدقع، بينما هناك طبقة أخرى ظهرت بعد الحرب وهي حيتان الأسواق والتجار بنسبة 5 – 6 بالمئة"، مشيراً إلى أن الطبقة المتوسطة "اختفت تقريباً من المجتمع السوري.".

وبقي أن نشير إلى أن السوريين يطلقون اسم "مجلس التصفيق" على برلمان أسد، وذلك بسبب تأييده الكامل لكل قرارات بشار الأسد ومواجهتها بالتصفيق الدائم، حتى وصل الأمر برأس النظام (بشار) أن طالبهم في أحد الاجتماعات بانتقاده لأن ذلك من مهمتهم فبادروه بالتصفيق أيضاً، ومرد ذلك إلى أن أعضاء البرلمان في سوريا يتم تعيينهم من قبل المخابرات في حقيقة الأمر ولا يتم انتخابهم بشكل حر ومباشر كما يُصور إعلامه.