اكتفى نظام أسد بالرد على الغارات الإسرائيلية الأخيرة التي طالت دمشق وحلب، بتصريحات "إلكترونية" متكررة اقتصرت على “العنتريات الجوفاء"، رغم أن القصف الإسرائيلي يُعدّ الأكبر منذ سنوات كونه طال مطارَين مدنيين وعدداً من المواقع العسكرية في كبرى المحافظات السورية.
وقال وزير خارجية أسد فيصل المقداد في سلسلة تغريدات نشرها على حساب الوزارة في "تويتر": “إسرائيل تلعب بالنار وتُعرِّض الأوضاع الأمنية والعسكرية في المنطقة للتفجير.. سورية لن تسكت في مواجهة الاعتداءات الإسرائيلية، وسيدفع الإسرائيليون الثمن عاجلاً أم آجلاً”.
وأضاف وزير أسد: "سورية صمدت وستصمد ولن تتراجع عن مواقفها، وعلى العدو الإسرائيلي ألّا يراهن أو يخطئ في الحسابات، ويتوهَّم أن سورية ستُغير من مواقفها.. على الولايات المتحدة والدول الغربية أن تتحمل المسؤولية عن تشجيع "إسرائيل على التمادي في العدوان وتهديد السلم والأمن في المنطقة والعالم".
تصريحات المقداد هي التعليق الأول لنظام أسد تجاه غارات إسرائيلية مزدوجة وقعت ليلة أمس وتُعدّ الأكبر من نوعها منذ سنوات، كونها استهدفت مطار حلب الدولي، وكذلك مطار دمشق الدولي ومواقع أخرى بمحيط دمشق، خلال وقت واحد، وذلك لمنع طائرة إيرانية محمّلة بالأسلحة من الهبوط في المطارات الخاضعة لسيطرة نظام أسد.
وزعمت ميليشيا أسد عبر إعلامها الرسمي أن الغارات اقتصرت على الأضرار المادية وأنها تصدّت لمعظم الصواريخ "المعادية" تجاه حلب ودمشق، لكن مصادر خاصة ومتطابقة أكدت لأورينت أن الغارات طالت مطار حلب الدولي وأخرجته عن الخدمة، إضافة لاستهداف مواقع بمحيط مطار دمشق ومحيط مدينة الكسوة جنوباً، وأسفرت عن مقتل وإصابة عدد من عناصر ميليشيات أسد وإيران، وتدمير شحنة ومستودع أسلحة للميليشيات.
وجاء القصف الإسرائيلي الأخير بعد قصف مماثل ومكثَّف وقع في 25 من آب الماضي واستهدف مواقع لميليشيات أسد وإيران في ريفي حماة وطرطوس وتركَّز على منطقة مصياف وطال نقاطاً على طريق الرصافة والبحوث العلمية شرق مصياف ومعسكر الطلائع وجبّ رملة شمالها وموقع حير عباس غرباً على طريق مصياف وادي العيون.
ولم يختلف تعليق خارجية الأسد هذا عن عشرات التعليقات السابقة سوى باستخدامه جملة جديدة، بدلا من “حق استخدام الرد في الزمان والمكان المناسبين”، أو سنرد الصاع صاعين كما فعل بالمرة السابقة ، إلى “سيدفع الإسرائيليون الثمن عاجلا أم آجلا”
عنتريات متكررة
وسبق أن توعّد المقداد إسرائيل بـ"ردٍّ ساحق" إذا عاودت قصف مواقع عسكرية للنظام في سوريا، وذلك خلال بتصريحات "عنترية" أطلقها من العاصمة الروسية موسكو خلال لقائه مع نظيره الروسي سيرغي لافروف في شباط الماضي، حيث قال: "العمليات الإسرائيلية لا مبرّر لها على الإطلاق، نحن لا نكتفي بإدانتها ولكننا أيضاً نحذّر إسرائيل من التمادي في الاعتداء على سوريا ولدينا ما يكفي للرد عليها عندما نريد ذلك".
وأضاف المقداد: "إذا ما استمرت هذه الاعتداءات فسيكون لسوريا حق الرد على هذه الاعتداءات الوحشية، وسيعرفون عاجلاً أو آجلاً أن سوريا قادرة على ردّ الصاع صاعين".
وبعد يوم على تحذيره، عاودت إسرائيل قصف مواقع الميليشيا ما يزيد عن 10 مرات طالت عشرات المواقع العسكرية التابعة لميليشيات أسد وإيران، وكذلك قابل أسد تلك "الاعتداءات" بتصريحات "مُعلّبة" ومتكررة وتحمل ذات الصيغ والعبارات المقتصرة على "الاحتفاظ بحق الرد" وتقديم البيانات والرسائل المزدوجة إلى مجلس الأمن والأمم المتحدة.
وما زال نظام أسد ينتهج سياسة "الاحتفاظ بالرد" تجاه القصف الإسرائيلي منذ أربعين عاماً، بينما يستقوي بميليشياته ومخابراته وحلفائه على الشعب السوري منذ أن طالب بإسقاطه، وفي الوقت ذاته يرفع شعارات المقاومة لمحاربة إسرائيل ويتوعد إعلامياً بمحاربة "الكيان الغاصب" واستعادة الجولان المحتل منذ عقود.
التعليقات (11)