وخلال زيارة وزير خارجية أسد، فيصل المقداد، للعاصمة الروسية موسكو، توعّد إسرائيل برد ساحق إذا عاودت قصف مواقع عسكرية للنظام في سوريا، وقال خلال لقائه مع نظيره الروسي، سيرغي لافروف: "العمليات الإسرائيلية لا مبرر لها على الإطلاق، نحن لا نكتفي بإدانتها ولكننا أيضا نحذر إسرائيل من التمادي في الاعتداء على سوريا ولدينا ما يكفي للرد عليها عندما نريد ذلك".
وأضاف المقداد: "إذا ما استمرت هذه الاعتداءات فسيكون لسوريا حق الرد على هذه الاعتداءات الوحشية، وسيعرفون عاجلا أو آجلا أن سوريا قادرة على رد الصاع صاعين".
وبعد يوم على تحذيره، جددت إسرائيل قصفها الصاروخي لمواقع ميليشيا أسد في القنيطرة جنوب سوريا، واعترف إعلام أسد بذلك وقال إن القصف الصاروخي جاء من جهة الجولان المحتل واستهدف موقعين في المنطقة واقتصرت الأضرار على المادية، وسط صمت مطبق من نظام أسد ومسؤوليه حول الغارات الأخيرة.
وأثار ذلك موجة سخرية في صفوف الموالين على مواقع التواصل الاجتماعي الذين سخروا من وزير خارجيتهم فيصل المقداد وعبروا أيضا عن غضبهم عن قضية "الاحتفاظ بالرد" على القصف الإسرائيلي التي
ينهجها نظام أسد منذ أربعين عاما، في وقت يسلّط جيشه ومخابراته على السوريين المناهضين له كما فعل بسوريا خلال السنوات العشر الماضية.
ورصدت أورينت عشرات التعليقات على صفحات موالية وبينها "أخبار اللاذقية"، معظمها أبدت غضبها وسخطها من تصريحات الوزير والقصف الإسرائيلي الذي أعقبها، وكتب جنوني الهوى: "وين فيصل مقداد والمستشارة الشمطاء يخبرونا شو الترتيب؟؟"، فيما كتب آخر: "هاد القصف رد عنهيق الحمار وزير الخارجية.. تفضل فيصل أفندي أتحفنا بردك و نفاد صبرك"، أما حسين فعلق قائلا: "بالله عليك يا آدمن خبر المقداد بلكي يرد"، وسخر مهند بتعليق ساخر قال فيه "عم يختبرو صبر القيادة الحكيمة".
وتكرر القصف الإسرائيلي بشكل لافت على مواقع ميليشيا أسد خلال الأشهر والأسابيع الماضية، وتركز معظمه في العاصمة دمشق ومحيطها وأسفر عن خسائر كبيرة في صفوف الميليشيات، حيث تصر تل أبيب على طرد إيران من سوريا لما تشكله من خطر على أمنها وحدودها، فيما ينهج النظام سياسة "الاحتفاظ بحق بالرد" ويكتفي بالبيانات.
آخر تلك الغارات كانت الأسبوع الماضي واستهدفت موقعين تابعين لـ (الفرقة السابعة) بين بلدتي خان الشيح وزاكية بمنطقة الكسوة بريف دمشق، ورجّحت مصادر محلية مقتل وإصابة عدد من الضباط والجنود في تلك الغارات التي من المتوقع أنها استهدفت اجتماعاً للميليشيا، منهم العميد (مهند محمد) رئيس قسم الأمن العسكري بمنطقة الكسوة.
سبقها غارات هي الأعنف منذ سنوات واستهدفت مواقع (اللواء 104) من مرتّبات الحرس الجمهوري بمحيط جبل قاسيون بمنطقة دمّر الشرقية، وكذلك "مركز البحوث العلمية" بمنطقة جمرايا بمنطقة الهامة المحاذية، ومقر اللواء (13 دفاع جوي) والمطار الشراعي بمنطقة الديماس بضواحي العاصمة، وكذلك مطار الضمير العسكري وموقعاً آخر على طريق السويداء.
التعليقات (9)