في حكومة أسد: مدير يكذّب وزيراً والفضيحة على رويترز

في حكومة أسد: مدير يكذّب وزيراً والفضيحة على رويترز

أثارت تصريحات متضاربة لكل من وزير سياحة أسد محمد رامي مارتيني، ومدير سياحة اللاذقية، فادي نظام، تساؤلات حول الموسم السياحي في مناطق سيطرة أسد بعد أن أغرق البلاد بالميليشيات والحجّاج الشيعة، حيث كذّب المسؤولان بعضهما خلال أقلّ من يوم دون أن ينتبها لذلك.

تعافٍ وهمي في الموسم السياحي

وقال مارتيني في تصريحات لرويترز إن أعداد زوّار مناطق أسد ارتفعت إلى 750 ألفاً في النصف الأول من عام 2022 من 570 ألفاً في الفترة نفسها من عام 2021، زاعما أن الموسم السياحي شهد تحسناً ملحوظاً.

وعزا مارتيني أسباب ذلك إلى تخفيف قيود السفر بسبب فيروس كورونا بالرغم من أنه لا طائرات تحمل سياحاً وتحطّ بمطار دمشق سوى تلك القادمة من إيران والمُحمّلة بالميليشيات والزوار الشيعة.

وتوقّع وزير سياحة أسد أن تتعافى أعداد الزوار هذا العام إلى مستويات شوهدت آخر مرة في 2018 و 2019، على حد زعمه.

وقال: "لدينا قرابة 100 ألف عراقي وهناك لبنانيون وآخرون من دول صديقة، لكن العدد الأكبر هم المغتربون"، واصفاً ذلك بأنه دفعة للاقتصاد لأنهم ينفقون مبالغ مماثلة للسيّاح الأجانب.

إلا أن تصريحات مارتيني كشفت عن تضارب وكذب بالأرقام بالمقارنة مع ما جاء في تقرير رويترز وتصريحات أخرى لمدير سياحة اللاذقية، فادي نظام، الذي أكد تراجع الموسم السياحي الحالي جراء غلاء الأسعار وتدنّي الخدمات.

انهيار مالي وخدمات رديئة

وأشارت رويترز إلى أنه في عام 2010، جذبت سوريا 10 ملايين سائح، كثير منهم من الغربيين، إلا أن ذلك تغيّر مع ظروف الحرب حيث بدأ السياح بالقدوم من دول تربطها علاقات جيدة مع حكومة ميليشيا أسد وفي مقدمتهم عراقيون ولبنانيون وإيرانيون يحجّون إلى مواقع يقدّسها الشيعة.

وقالت الوكالة إن اقتصاد أسد يعاني من ضائقة شديدة، متأثراً بعوامل من بينها التراجع السريع في قيمة العملة منذ عام 2019، بسبب الانهيار المالي للبنان المجاور، في حين تم رفع الدعم عن السلع الأساسية تدريجياً، مع ارتفاع أسعار مواد مثل الوقود إلى مستويات غير مسبوقة.

ولفتت الوكالة إلى أنه بالرغم من أن المغتربين يستفيدون من انهيار العملة الحاصل في مناطق أسد ما يعزّز قوتهم الشرائية، إلا أن هناك فجوات مُحبِطة بالنسبة لهم، وفق ما ذكرت رويترز.

الموسم السياحي الحالي شبه معدوم

بالمقابل، جاءت تصريحات مدير سياحة اللاذقية، فادي نظام، لتكذّب ما أفاد به وزير سياحة أسد، إذ قال لصحيفة "تشرين" الموالية إنه لا يمكن مقارنة الموسم السياحي الحالي بالموسم الماضي، فقد شهد تراجعاً ملحوظاً بسبب ما تعانيه المحافظة من مشكلة في الكهرباء والمياه.

وأضاف نظام أن مديرية السياحة حاولت استثناء بعض المنشآت السياحية من التقنين الكهربائي كونها تأتي بإيرادات مهمة للمحافظة، لكن ذلك لم يكن كافياً، فمشكلة الكهرباء عامة على مستوى القطر، ولا تقتصر على اللاذقية فقط.

ولفت إلى أن تدنّي الواقع المعيشي والخدمي في مناطق سيطرة أسد انعكس سلباً على نسبة إشغالات المنشآت السياحية العادية، أما المنشآت ذات التصنيف من 4 إلى 5 نجوم، فحافظت على نسبة إشغالها بنسبة 90%، مع وجود أكثر من 100 منشأة سياحية في اللاذقية، تتفاوت في التصنيف من حيث سويّة النجوم.

الموسم السياحي “شبه معدوم"

في السياق، قال أصحاب “الشاليهات” للصحيفة، إن الموسم السياحي “شبه معدوم هذا العام في اللاذقية”.

وتراجع عدد المُصطافين القادمين من المحافظات الأخرى وحتى من اللاذقية نفسها، إذ لم تتجاوز نسبة الحجوزات في “الشاليهات” 10%، في كل من وادي قنديل ورأس البسيط طريق البدروسية- الشاطئ الأزرق، ووصف أصحاب “الشاليهات” الموسم السياحي الحالي بـ”الأسوأ” منذ عام 2011.

وحسب أصحاب الشاليهات والخيم، الإقبال ضعيف منذ بداية الموسم حتى تاريخه، حتى إن المجموعات السياحية التي كانت تأتي باستمرار من محافظتي دمشق وحلب باتت قليلة جداً، بسبب قلة المحروقات.

تلميع صورة أسد

وكانت وزارة سياحة أسد أطلقت العديد من الفيديوهات الترويجية لجذب السياح إلى مناطق سيطرة ميليشياته، في حين صنّفت العديد من المواقع المختصّة بالسياحة والسفر في العالم مدينة دمشق كأسوأ مدينة للعيش في العالم لعام 2022 وسط نقص حاد في أبسط مقومات الحياة.

ووفق مصادر متطابقة يعمل شبيحة وموالون لأسد على جلب السياح الأوروبيين إلى سوريا من أجل إبراز "الصورة الحضارية" في مناطق سيطرته، إلا أن غالبية من يأتي منهم هم موالون حاصلون على جنسيات أوروبية.

وسبق أن اعتبر معاون وزير سياحة أسد أن مستخدمي منصة يوتيوب الموالين لأسد وحملة جنسيات أخرى، أكبر ترويج للقطاع السياحي في البلاد التي دمّرها قصف أسد وميليشياته وهجّر معظم قاطنيها.

وكشف الأخير عن توجه روسيا لإشادة مشروعين سياحيين بمنطقة “الشاطئ الأزرق” بمدينة اللاذقية خلال الـ 4 - 6 سنوات المقبلة، وهو ما يكشف بحد ذاته السيطرة الروسية المُطلقة على القطاع السياحي، حيث سبق أن قامت بالاستيلاء على أهم منتجعات اللاذقية، ولا سيما تلك الواقعة في منطقتي الشاطئ الأزرق ووادي قنديل.

تزييف واقع مناطق أسد

فيما، قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية في تقرير لها، إنه "في ظل النبذ الدولي لسوريا، كان من الصعب جداً إقناع المستثمرين بأن البلاد باتت مُهيّأة مرة أخرى ومنفتحة على الأعمال التجارية، ولا سيما عندما تظل صورتها مرتبطة بـ "حرب ضروس"، حيث كانت أولى محاولات (التلميع) لـ شقيق زوجة أسد (فواز الأخرس)، الذي دفع أموالاً كثيرة لزيارة دمشق، إلا أن ذلك لم يُحدث فارقاً (لطالما يُنظر إلى سوريا من منظور النبذ الدولي).

وتحاول كل من موسكو وطهران وفي مسعى لتحقيق المزيد من المكاسب، خلق دعاية وبروباغندا إعلامية تهدف لإظهار سوريا كـ (بلد آمن) صالح للعيش والسياحة، مع دعوات مستمرة للاجئين السوريين في دول اللجوء للعودة على اعتبار أن (الظروف باتت ملائمة) لذلك، إلا أن تلك التصريحات عادة ما تُنسف بـ (صور) للطوابير والأزمات الاقتصادية والواقع المعيشي الكارثي، إضافة للتقارير التي أكدت أن 80 % من الشعب السوري بات تحت خط الفقر وأن دمشق هي (أسوأ مدينة للعيش في العالم).

وكان تقرير "إيكونوميست إنتليجينس" صنّف العاصمة السورية دمشق كأسوأ مدن العالم معيشة، وجرى التصنيف الذي أصدرته وحدة المعلومات الاقتصادية في مجموعة (إيكونوميست) بناء على أكثر من 30 عاملاً، مقسّمة إلى 5 فئات هي: الاستقرار والرعاية الصحية والثقافة والبيئة والتعليم والبنية التحتية. ومن بين تلك العوامل، معدل الجرائم والرفاهية والطقس والصحة والفساد والرقابة، وتذيّلت دمشق قائمة ضمت 172 مدينة في دول العالم.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات