المأساة والانشغال بالزائف

المأساة والانشغال بالزائف

يعيش العرب المأساة بكل تعيناتها الفاجعة، حروب داخلية ما أنزل الله بها من سلطان، ميليشيات الوسخ التاريخي المظهر الأسوأ للشر تعيث فساداً في سوريا والعراق ولبنان واليمن وليبيا، دكتاتوريات حطمت عالم القيم تحطيماً لا مثيل له في التاريخ، لا حب لا واجب لا حياء لا احترام ولا ضمير، فقر لم تشهده بلاد الشام والعراق في كل تاريخها، حتى في أيام سفربلك، مئات الآلاف من  الأرواح زُهقت، ملايين الناس هاجرت لاجئة بحثاً عن الأمان واللقمة يقتلها الحنين إلى بلدانها، نخب تبعثرت في عوالم لم تتعرف عليهم.

الثقافة تعود إلى الوراء ويسود عالم الأساطير والخرافات، وخطاب التنوير والتسامح والعلم والعلمانية بالكاد يجد منبراً يطل به على العالم. المؤسسات التي تسيّر شؤون البشر صارت في خبر كان.

البشر الذين انتفضوا ضد الفساد وعالم السرقة، وجدوا حالهم مرة أخرى فيما هو أسوأ، الفلسطيني ما زال يعيش تحت سلوك العنصرية الصهيونية، تُسرق أرضه أمام عينيه، وحواجز الفصل العنصري والجدار العازل يقسم المدن والقرى والحارات. 

الكسروية الإيرانية اللاهوتية تعيث خراباً في بلاد الشام والعراق واليمن، ولديها من العبيد العرب ما يكفي لتحطيم الانتماء الوطني، وابن الأحواز المضطهد تناسته العرب العاربة والمستعربة، الطائفية المقيتة تتحول إلى وعي قاتل، عالم لم يعد فيه حقوق. 

في شروط هذه المأساة المعيشة والتي خلقت الهموم التي لا حصر لها، والتي يعجز الخيال عن تصور الخلاص منها يطل عليك الزيف المتعين بنفر ينشغل بالتفاهة، مقلداً عالماً أوروبياً ليس لدى أفراده ما يشغلهم سوى تحقيق أكبر قدر من السعادة، تشغلهم ظاهرة اللواط وحقوق المثليين، والتحرش الجنسي. فينقل التافه التفاهة هذه إلى عالم العرب.

يطل عليك نفر يتحدث عن تاريخ وهمي للأقوام والإثنيات ولغاتهم الميتة كي ينفوا التاريخ الموضوعي للثقافة العربية وإنجازاتها الروحية. يطل عليك فقهاء آخر الزمان من الشيعة والسنة وغيرهم للحديث عما يجوز وما لا يجوز في عالم صار فيه ما لم يكن مباحاً مباحاً جداً.

عالم النت والميديا ووسائل التواصل الاجتماعي تحول لمصدر مهم للجهل والانحطاط الأخلاقي.

ودون أي حياء يخرج عليك معَمم شيعي في فيديو ويقول لك بأن إبليس يكون حاضراً عند الولادة، فإذا ولد مولود من غير شيعة علي، يضع إبليس أصبعه السبابة في إسته فيكون منكوحاً، وإذا كانت المولودة أنثى وضع إبليس سبابته في فرجها فتصبح منكوحة.

مثيقف يتحدث بالعربية الفصيحة ويذم اللغة العربية بأنها عاجزة عن التعبير. ويتحدث بلغة الواثق عن الاحتلال العربي للمشرق والمغرب.

وتحتشد الأكاذيب والأساطير والأوهام وثقافة التسلية المبتذلة في وسائل التواصل الاجتماعي مزودة العقول الفارغة بمنابع الجهل.

إنها الكارثة التي صنعتها أنظمة الزفت الدكتاتورية العسكرتارية المتخلفة.

 

التعليقات (3)

    طز

    ·منذ سنة 9 أشهر
    طز بهالمقال، اول شي انا معارض مشان ما تفكرو عم دافع عن حدا، تاني شي : شو خص المثليين يا اولاد العاهرة كل شوي بتجيبو سيرتن ؟!! يكون الواحد مثلي احسن ما يكون بفكر يمارس الجنس مع امو او اختو متلكن يا اولاد العاهرة ومحبي اثداء و مؤخرات النساء ، تفه ...

    احمد

    ·منذ سنة 9 أشهر
    اول شرح دقيق لحال العرب

    محمد

    ·منذ سنة 9 أشهر
    صدقت ورب الكعبه
3

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات