جاء في المثل الشعبي "قل لي من تصاحب أقل لك من أنت" وعلى نفس الوزن والمعنى عدل السوريون بعد الثورة كلمة واحدة ليصبح “قل لي من يدعمك أقل لك من أنت”.
هذا الدعم الذي طلبه الطباخ “عمر أبو لبدة” بسبب ما أسماه حملة إعلامية ضده بعدما خرج على إذاعة أسدية ليتحدث عن الطبخ في زمن الجوع، لم يأته من الناشطين والمتابعين السوريين موالاة ومعارضة كما تمنى أو كما حاول أن يوهم متابعيه، ويقنعهم بفصل الطبخ عن السياسة، لكن الدعم أتاه من صفحات موالية للنظام، وليست مستقلة ولا تفصل السياسة عن الطبخ، بل على العكس تعمل بأمر المخابرات بشكل مباشر.
ولا تحتاج مسألة إثبات ذلك لكثير جهد فمن خلال رصد ومتابعة بسيطة، عبر وضع اللقب المشهور للطباخ عمر وهو “الشيف عمر” بالبحث تجد الغالبية العظمى من الصفحات الداعمة له، صفحات موالية وجميعها استخدم منشوراً واحداً تم تعميمه على الجميع، موقع أورينت وثق أكثر من 30 منها.
وجاء في النص الموزع على جميع الصفحات الموالية: "الشيف_عمر يشعل مواقع التواصل الإجتماعي و يتعرّض لحملة #تخوين بعد ظهوره عبر إذاعة المدينة اف ام علماً أن اللقاء كاملاً تطرّق إلى مواضيع الطبخ فقط ولم يتم إجراء أي حديث سياسي، إلا أن الشيف عمر صاحب اليد البيضاء الذي لم ولن يبخل يوماً عن تقديم العون والمساعدة للسوريين بكافة أطيافهم وانتماءاتهم يتعرض لحملة تخوين ممنهجة وقاسية سببها ظهوره على إذاعة سوريّة فقط !!!
دار الحوار كاملاً عن بدايات الشيف عمر وكيف وصل إلى ملايين المتابعين، وتحدّث أيضاً عن حياته الشخصية وعن كمية المعاناة التي تعرض لها حتى وصل إلى ما هو عليه، لم يتخلّل اللقاء أي حديث سياسي، لكن هناك الكثير ممن يمتهنون الصيد في الماء العكر، فبمجرّد أن أعلنت إذاعة المدينة اف ام أنها ستجري لقاء مع الشيف حتى انهالت حملات المقاطعة وإلغاء متابعته!!
وفي الغالب أن هناك من وجد بظهوره فرصة ليظهر حقده ويحاول النيل من كل ما وصل إليه.. الشيف الأصيل ابن مدينة #دمشق يستحق من السوريين كافة الوقوف بجانبه والتصدّي للحملة #الهمجية التي يتعرض لها
كل الحب والتمنيات بالتوفيق دوماً شيف عمر".
تناقضات الطباخ عمر
عقب لقائه مع إذاعة المدينة إف إم الموالية زعم الطباخ عمر في فيديو له على صفحته الشخصية أنه لم يتأثر بالانتقاد الذي طاله من نشطاء سوريين، لكنه بالوقت نفسه استجدى مشاهديه أن يساعدوه لأنه يتعرض لحملة مقاطعة وإلغاء متابعة، واستغل الفيديو أيضاً- الذي من المفترض أنه من أجل توضيح وجهة نظره- في الدعاية لإحدى الطبخات التي قدمها مع والدته ودعمها باللايكات والمشاركات كي تزيد أرباحه.
وكان عمر قد أجرى قبل يومين من إسطنبول لقاء على إذاعة المدينة إف إم الموالية لميليشيات أسد، ليتحدث عن الطبخ، بينما تكتظ شاشات العالم ووسائل إعلامها بالحديث عن مجازر الأسد بحق السوريين، وبالأخص مجزرة التضامن التي لم تنشف بعد دموع ذوي قتلاها المدنيين العزل، الذين تشفى جنود الأسد بقتلهم بالرصاص وحرقهم بالبنزين.
وبعيداً عن موقف جمهور المعارضة والثورة السياسي، من خروج عمر للحديث عن الطبخ وفنونه على إذاعة موالية، فقد أتى حديث عمر عن الطبخ وعما لذ وطاب بينما يعيش الموالون و90 بالمئة ممن هم في مناطق سيطرة الأسد تحت خط الفقر، وفق اعترافات رسمية وتقارير أممية وبينما تخرج عشرات الصور اليومية من مناطقه لأطفال ورجال ونساء يبحثون قرب حاويات القمامة أو قرب الأسواق لسدِّ رمقهم من الجوع.
ويبقى السؤال الأهم، هل انتقاد ما فعلة الطباخ عمر شأن سياسي أم إنساني؟، في ظل اعتقال وتغييب 130 ألف سوري وفي ظل مئات الآلاف من النساء والأطفال الذين قتلهم نظام الأسد تحت القصف وبالكيماوي في الغوطتين وخان شيخون، وقنصاً وحرقاً في مجزرة التضامن التي هزت صورها أرجاء الأرض، ولم يكلف إعلام الأسد نفسه حتى تكذيبها أو مجرد إدانة جندي أسدي (مرتكبها المباشر).
غير أن هذا الإعلام يرى إجراء لقاء مع طباخ في زمن لا يجد فيه حتى الموالون غازاً وخبزاً وكهرباء، أهم من كل تلك الدماء، وبدوره يدعى الطباخ أن كل ذلك سياسة وهو لا يتدخل بها!.
التعليقات (10)