الجانرك واللوزيات بهجة ربيع إدلب.. ووفرة الموسم عوّضت خسارة العام الماضي (صور)

الجانرك واللوزيات بهجة ربيع إدلب.. ووفرة الموسم عوّضت خسارة العام الماضي (صور)

يعتمد غالبية الأهالي في إدلب مدينة وريفاً على الزراعة التي تشكل مواسمها دخلهم الأساسي في ظل الأوضاع المعيشية الصعبة التي يعيشها غالبيتهم، وخاصة مع تراجع المنسوب الزراعي بعد سيطرة ميليشيا أسد وحلفائه على مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية، وتقلص مساحات التصريف وخلق عجز في تحقيق ميزان التناسب للأمن الغذائي المحلي، بعد تراجع الإنتاج على حساب الاستهلاك، ولكن على الرغم من سوء الأوضاع تبقى لمواسم معينة بهجة خاصة وارتباطات بأزمنة محددة، ولعّل من أبرز تلك المواسم هو اللوزيات وفي مقدمتها فاكهة "الجارنك" التي ينتظر السوريون بالعموم موسمها ونزولها للأسواق لما لها من نكهات مميزة، وطريقة عرض جذابة يُقبلون على شرائها مهما كانت مرتفعة الثمن، كونهم يعتقدون أنهم يباركون الموسم الذي يعلن تباشير الربيع والذي يرتبط ارتباطاً وثيقاً بها.

الجارنك الدركوشي.. فخر الإنتاج السوري 

تنتشر زراعة أشجار اللوزيات بشكل رئيسي من منطقة (جسر الشغور) جنوباً، وحتى مدينة (حارم) شمالاً على ضفتي نهر العاصي، ولكنها أكثر انتشاراً ونجاحاً في منطقة دركوش، حيث المناخ ملائم ومناسب جداً لإنتاج زراعتها، وعن سبب ذلك تحدث لأورينت نت (عبد الملك دبل) أحد المزارعين في مدينة دركوش قائلاً "توفر مياه العاصي والتربة اللحقية الرملية هما العاملان الأساسيان لنجاح إنتاج الجارنك عندنا، والذي يحظى بشهره واسعة على مستوى سوريا بل على مستوى دول عربية أخرى، وأضاف (الدبل) "وهو مميز بحجمه وطعمة ولونه، حيث يعتبر مستساغاً وطعمه حلو تشوبه حموضة لذيذة مفعمة بالطعم والخاصية الهشة المليئة بالعصارة الطيبة، وبمجرد ما ينادى على بسطة الخضرة "مال دركوش ياجارنك" ترى الناس يقبلون على شرائه بشكل كبير كونه محط ثقة الجميع، ويبدأ موسم اللوزيات من الشهر الخامس حتى السابع من كل عام"

أنواع مختلفة.. اكتفاء وتصدير 

تعتبر ثمرة الجارنك من الفواكه الكمالية التي لا تستهلك بكميات كبيرة، فكل عائلة مهما زاد عدد أفرادها لا يستهلك سوى كيلو غرام أو كيلوغرامين في اليوم بأحسن الأحوال، فضلاً على نجاح موسمه وطرح شجره لكميات كبيرة ليتم تصدير الفائض إلى تركيا ومنه إلى مختلف الدول المجاورة" وعن أنواع الجارنك وحركة التصدير تحدث لأورينت نت (عبد الرحمن نوار) أحد تجار سوق الهال بإدلب قائلاً: 

"تنحصر أنواع الجارنك بثلاثة وهي؛ الخوخ والزهرة البلدي والإيطالي، وفي مقدمتها الزهرة البلوري صاحب الحجم الكبير والقرشة المميزة، وأدناها الخوخ، ويمتاز إنتاجنا المحلي بالجودة والوفرة، ويتم فرزه ونخبه حسب حجمه ولونه الحشيشي، ليُعبّأ ويصدر ضمن برادات عبر معبر باب الهوى الحدودي لتركيا ومنه لدول العالم، وفي مقدمتها لبنان والخليج، بسعر يصل حوالي 20 ليرة تركية للكيلو غرام الواحد". 

من جهته تحدث (علي السيد قدور) أحد مزارعي الجارنك في منطقة حارم عن موضوع التصدير قائلاً "لو لم يكن باب التصدير مفتوحاً لكان هناك خسائر فادحة للمزارعين بسبب كساد الإنتاج السنوي من الجارنك، كما حصل بالسنوات السابقة، وكوننا ننتج كميات كبيرة منه ولا نعتمد في تصريفه على السوق المحلية بشكل أساسي، كون الجارنك لا يعتبر من الفواكه المستهلكة يومياً أو تتابعياً، ويتراوح سعر الكيلو غرام الواحد منه بين 8 و20 ليرة تركية، ما يجعل سعره منخفضاً محلياً مقارنة بتكاليف الإنتاج، وهناك من يؤخر قطاف موسمه ليخوّخ " أي ليصبح خوخاً يطغى عليه الطعم الحلو" ليباع أيضاً بالسوق المحلية، ولكنه يبقى أقل رغبة في التصدير".

موسم وفير بالأرباح

تبلغ مساحة الأراضي المشجرة المروية في إدلب حوالي عشرة آلاف هكتار بعد سيطرة ميليشيا أسد على مساحات زراعية واسعة إبان تقدمها على حساب قوات المعارضة عام 2019

وتختص منطقة حوض العاصي بزراعة اللوزيات والجارنك بشكل خاص، والذي يحتاج لرعاية مستمرة، ليأتي أكله على النحو المطلوب، وحول زراعته وتكاليفها حدثنا (علي أبو مروان) أحد المزارعين قائلاً "روح الأشجار هو الماء، هذا أمر مفروغ منه، واللوزيات عموماً والجارنك يستهلك كميات مياه كبيرة للرّي يؤمنها نهر العاصي القريب، ولكن تكلفة استجرارها عالية نتيجةً لارتفاع أسعار الديزل، وحتى الطاقة الشمسية مرتفعة الأسعار للألواح والأكسسوارات، وارتفعت مؤخراً أسعار الطاقة الكهربائية النظامية المستجرة من تركيا، ناهيك عن ارتفاع أسعار مواد البخّ والأسمدة، وارتفاع سعر اليد العاملة، كلها عوامل تُثقل كاهل المزارع، ولكن الحمد لله هذه السنة عاد الموسم بأرباح لا بأس بها جبرت خسارة العام السابق الذي مُنع فيه التصدير بعكس الحال اليوم"

وتبقى الزراعة هي المهنة الأبرز لغالبية الأهالي في ريف إدلب، يتمسكون بها ويعتمدون عليها بشكل رئيسي لتأمين قوت معيشتهم.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات