لقد روعتنا جرائم حزب الله وميليشيات الوسخ التاريخي الإيراني والداعشي وما شابه ذلك، فمن طبيعة الوعي المليشياوي وسلوكها المتطابق مع وعيها الإجرامي أصلاً.
ولكن الصعب على من يملك حساً عاطفياً أخلاقياً أن يستمر في النظر إلى الفيديو المتعلق بجريمة حي التضامن الدمشقي. بل إن الخيال الإنساني أعجز من أن يتصور سلطة حاكمة تقوم بمثل هذه الجريمة.
ولهذا فالجرائم الأسدية في سوريا ليست جرائم حرب، فهي ليست خرقًا لقوانين الحرب، لأن مرتكبيها لم يواجهوا جيشاً آخر، بل فاعلوها أبادوا مواطنين أحراراً ليس بينهم من يملك أدوات قتل، وليست جرائم ضد الإنسانية ترتكبها جماعات في أوطان غير أوطانها كالجرائم الصهيونية في فلسطين، بل جرائم جماعات همجية لا علاقة لها بالقيم الحضارية المتعلقة بالحق بكل أشكاله ترتكبها، أي هذه الجماعات، بحق أبناء وطن تنتمي إليه هذه الجماعات في الظاهر. وهي نمط من الجرائم غير مسبوق في تاريخ البشرية. فهذا القتل الجماعي للعزل بيد سلطة حاكمة للمحكومين واقعة تنتمي إلى لما بعد اللامعقول.
فجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية هي جرائم غير معقولة، لا معقولة، أما الجريمة الأسدية فهي جريمة تنتمي إلى ما بعد اللامعقول.
وهذه الجرائم غير المسبوقة في تاريخ البشرية جرائم كائنات تنتمي إلى عصبية سلطة تعصبية لا تنتمي إلى الإرادة الحرة لمواطنين أحرار. فعصبية السلطة اللامنتمية للوطن تنطلق من أن كل شيء مباح للحفاظ على بقاء السلطة. وهذا أحد معاني الجريمة الأسدية.
فعندما نقول عن هذه الجريمة، جريمة التضامن وغيرها من الجرائم التي ارتكبتها الجماعة الحاكمة، جريمة أسدية فإننا نستخدم مصطلحاً يصلح ليكون عاماً.
عندها يكون لدينا ثلاثة أنواع عالمية من الجرائم يجب أن تتعامل معها الأمم المتحدة ومحكمة الجنايات الدولية: جريمة حرب، جريمة ضد الإنسانية، جريمة أسدية، وهي أبشع أنواع الجرائم.
ويجب أن يتضمن علم الجريمة فصلا بعنوان: الجريمة الأسدية ويعرفها ويشرحها ويدلل عليها بالوقائع، ليصار إلى تدريسها في كليات الحقوق وفي كل أنحاء العالم.
إن من لا يتعامل مع الجريمة الأسدية، من الأفراد والدول والمؤسسات المدنية بوصفها أخطر أنواع الجرائم، شريك أصيل بالجريمة الأسدية.
ومما يدعو إلى الاحتقار والقرف، قول بعض القوالين بأن هناك جرائم ارتكبتها داعش والنصرة وحزب الله وميليشيات الوسخ التاريخي الإيراني هي على شاكلة الجريمة الأسدية. أن تكون مليشيات داعش والنصرة وحزب الله وميليشيات الوسخ التاريخي الإيراني بإشراف المجرم قاسم سليماني، ميليشيات قاتلة ومجرمة فهذا مما لا شك فيه،ل كن هناك فرق بين جرائم ميليشيات، من طبيعة وعيها في ممارسة القتل، من جهة، وجرائم سلطة حاكمة ما زالت الأمم المتحدة ودول كثيرة تعترف بشرعيتها، جرائم بحق شعب من المفترض أن يهيب بالسلطة الحاكمة أن تحميه من سلب حق الحياة منه، من جهة ثانية.
ويمكن تعريف الجريمة الأسدية كالآتي:
الجريمة الأسدية هي جريمة سلطة همجية حاكمة تقوم بإبادة المحكومين الجماعية. وقد تقع هذه الجريمة في أمكنة أخرى من العالم ويكون اسمها جريمة أسدية، لأن الأسدية الحاكمة أول من استنت هذا النمط الفريد من الجرائم.
التعليقات (12)