مشروع خيري لمساعدة الراغبين بالزواج في مدينة إدلب: تأهيل وتحمل نفقات وفرحة جماعية

مشروع خيري لمساعدة الراغبين بالزواج في مدينة إدلب: تأهيل وتحمل نفقات وفرحة جماعية

أحد عشر عاماً من الثورة المشتعلة طلبا للحرية والحياة الحرة الكريمة، كانت كفيلةً باستنفاد أغلب الطاقات.. فقد كانت المواجهة مع ميليشيات أسد وداعميها سبباً في جعل معظم الأهالي يرزحون تحت خط الفقر، وهم يواجهون استهدافاً ممنهجاً لبيوتهم وأرزاقهم وكافة مقومات حياتهم من قبل آلة التدمير الأسدية والروسية. 


استغنى الكثير من السوريين عن كماليات الحياة بل وضرورياتها في أغلب الأحيان، حتى صار موضوع الزواج وتشكيل الأسرة والذي بات حلماً صعب المنال للشباب المقبلين عليه لارتفاع تكاليفه وضعف امتلاك أدناها.


ولأن الأسرة هي اللبنة الأساسية لبناء أي مجتمع، قامت منظمة سند الخيرية بمشروع زواج جماعي لمساعدة المقبلين عليه ضمن خطة ومعايير اجتماعية ممنهجة، أطلعت عليها (أورينت نت) وعادت بالتحقيق التالي

795 أسرة على ثلاث دفعات


انطلاقاً من الرغبة في تأهيل المقبلين على الزواج ودعمهم مادياً وعلمياً، قامت منظمة سند الخيرية التي تشكلت عام  2020 كمنظمة مستقلة غير ربحية، بإطلاق مشروع حمل اسم "تآلف" لتأهيل المقبلين على الزواج، والذي تحدث عن طبيعته وأهدافه الأستاذ (نبيل غياث) مسؤول القسم التنموي في منظمة سند قائلاً: 
"يهدف هذا المشروع إلى بناء قدرات الشباب وتدريبهم على مهارات الحياة الزوجية وكيفية التعامل مع المشكلات والضغوط الحياتية التي يواجهها الزوجان ولاسيما في بيئة الحرب، وتحقيق السكن والاستقرار وبناء علاقة زوجية صحيحة، مبنية على إدراك الحقوق والواجبات والمسؤوليات للطرفين" 


وأضاف غياث" يمكن إجمال أهداف المشروع بما يلي: 
1 مساعدة المقبلين على الزواج الذين لا يستطيعون تحمل تكاليفه
2 نشر الوعي بخصوص الجوانب المختلفة للحياة الزوجية وشؤونها
3 حماية الأسرة من التفكك والهجر
4 الإسهام في الحد من حالات الطلاق
5 فهم طبيعة شريك الحياة النفسية والاجتماعية والفروق بين الرجل والمرأة
6 الإلمام ببعض القواعد المهمة للتواصل في العلاقة الزوجية.
وقد بلغ عدد المستفيدين من هذا المشروع 795 شاباً، تم تنظيم حفل زفاف جماعي لهم على ثلاث دفعات كان آخرها قبيل عدة أيام ضمت 71زوجاً"

معايير القبول والشرائح المنتقاة 


عن آلية اختيار وقبول الشباب للاستفادة من مشروع تآلف، أجاب الأستاذ (نبيل غياث) مسؤول القسم التنموي في منظمة سند الخيرية قائلاً "القبول وفق شريحتين:
الأولى - أن يكون المتقدم مقيم في منطقة المشروع وهي مدينة إدلب وريفها وريف حلب الغربي، وأن يكون عمر المتقدم بين 25 - 40 عاماً ويجب أن يكون المتقدم في مرحلة الخطوبة ولديه عقد قران مصدق، وتكون الأولوية في التسجيل لذوي الإعاقات والمهجرين.


الثانية: على خمسة بنود وهي أن يكون المتقدم مقيماً في مدينة إدلب، وعازباً أو في مرحلة الخطوبة.. وجُعلت الأولوية لطلاب الجامعات والمعاهد.


أما أبرز الخدمات المقدمة، الخضوع لبرنامج التأهيل الأسري لإعداد الزوجين، وأن يسجل الزوجان في المشروع، ومن ثم يخضع المقبولون بعد المقابلات وكشوف الاطلاع على الوضع العام لعدد من الدورات التثقيفية والتربوية من خلال برنامج يشمل المجال الزوجي والشرعي والاقتصادي والنفسي والعاطفي، وبعدها يتم تقديم سلة زواج تحتوي احتياجات البيت التأسيسي بشكل رئيسي ضمن برنامج متابعة لمدة ستة أشهر"

أحمد قاسم بكور: خضعت لدورة تثقيفة


"أحمد قاسم البكور" أحد المستفيدين من مشروع "تآلف" تحدث لأورينت نت عن تجربته الشخصية  قائلا:
"أعمل مدرّساً في مدينة إدلب وأسكن فيها، وتقدمت على منحة الزواج عن طريق رابط إلكتروني أرســـله لى أحد الأصدقاء، وتفاجأت بالرد عليّ بعد عدة أيام وطلبوا مني مقابلة أولية وبعدها شكلت لجنة اطلاع على مكان سكني ووضعي العام، وثم قبولي على إثر ذلك"، وتابع (البكور) "خضعت مع مجوعة من الزملاء لدورة تثقيفية رائعة مهمة في فهم الحياة الزوجية، ودور و مسؤولية كل من الزوجين، تضمنت معلومات مهمة على أيدي متمرسين ومتمكنين في إنجاح العلاقة الزوجية، وبعدها تم صرف قسيمة شرائية لنا بقيمة ٣٥ دولاراً، وسلة زوجية ضمت شبكة كهربائية بديلة "بطارية- شاحن- ألواح" وبعض العفش والأثاث، وقد خففوا عني كثيراً من الأعباء الزوجية جزاهم الله خيراً"

عمر أحمد الثامر: لم أتوقع أن يتم الرد على طلبي


(عمر أحمد الثامر) المهجر من مدينة ديرالزور تحدث، من جهته عن تجربته ضمن هذا المشروع قائلاً: "أعمل في ورشة نجارة في مدينة (سلقين) بريف إدلب، وأنا من مواليد 1995، قدمت على الرابط الإلكتروني للمنظمة، وصراحةً لم أكن أتوقع أن يتم الرد على طلبي، ولكن الحمد لله تم الرد والقبول بعد المقابلة والاطلاع على الأوراق الثبوتية اللازمة بما فيها عقد الزواج، وقامت منظمة سند بتقديم منظومة طاقة شمسية كاملة، وسلة مطبخ وأنبوبة غاز ودفع بدل إجار المنزل بقيمة 150دولاراً لمدة ثلاثة أشهر واستفدت كثيراً من الدورات التثقيفية التي خضعت لها في مركز المنظمة في مدينة إدلب" 


الجدير بالذكر أن مناطق الشمال المحرر تشهد غلاء متزايداً تأثرت فيه على كافة الصعد والمجالات، الأمر الذي جعل مثل هكذا مشاريع خيرية تنموية اجتماعية مجانية، محببة للجميع وسط ترحيب كبير وسعي واسع للإقبال عليها، والاستفادة من خدماتها التي تشكل صورة عن عمل تكافلي مثمر تحتاجه المجتمعات في زمن الحروب.

التعليقات (5)

    عبدالكريم قطيش

    ·منذ سنتين شهر
    قطيش

    احمد

    ·منذ سنتين شهر
    جزاكم الله خير

    هادي حميدان

    ·منذ سنتين شهر
    الله يبارك فيكمم

    محمد ابو الحكم

    ·منذ سنة شهر
    السلام عليكم الله يجزيكم الخير كيف فيني سجل اسمي منشان المساعدة وشكرآ

    محمد ابو الحكم

    ·منذ سنة شهر
    السلام عليكم الله يجزيكم الخير كيف فيني سجل اسمي منشان المساعدة وشكرآ
5

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات