وزعمت صحيفة "النبأ" التابعة للتنظيم اليوم الجمعة، نقلا عن (مصدر عسكري) في التنظيم أن الهجوم على سجن غويران جنوب الحسكة، بدأ بشاحنتين مفخختين قادهما (أبو عبد الرحمن وأبو الفاروق المهاجرين) نحو بوابة السجن وأسواره، حيث قاما بتفجير الشاحنتين، ما أسفر عن دمار كبير في المكان وإصابة العديد من عناصر الميليشيا، كما أسفرتا عن فتح الطريق أمام "مجموعة الانغماسيين" المكلَّفة بعملية الاقتحام والمؤلّفة من 12 عنصراً فقط.
وأضاف المصدر أن الانغماسيين توزّعوا على أربع مجموعات وبدؤوا بالهجوم من أربعة محاور مختلفة في السجن ومحيطه، ما دفع الطيران الأمريكي للتدخل لوقف الهجوم الذي تحول لاحقاً لاشتباكات عنيفة في السجن والأحياء السكنية المحيطة في المدينة، كاشفاً عن نجاح التنظيم بإطلاق سراح العشرات من عناصره السجناء في سجن غويران ونقلهم خارج المنطقة إلى مناطق آمنة، دون تحديد تفاصيل إضافية حول عدد الأسرى المحرَّرين والجهة التي نُقِلوا إليها.
داعش وقسد.. تناقض وتهويل
فيما نفى التنظيم رواية قسد حول تحرير أسراها من قبضة داعش بالقوة والضغط العسكري، وقال: "ولو كانوا قادرين على ذلك لفعلوه من اليوم الأول، ولكنهم عجزوا عن ذلك أمام صبر وثبات المجاهدين"، معتبراً أن إطلاق سراح أسرى قسد كان عبر التفاوض الذي فرضه عناصر التنظيم المتحصِّنين داخل السجن أثناء العمليات العسكرية، وأن الميليشيا "تستقوي" على السجناء من كبار السن والأطفال وأصحاب الأعذار في عرضهم على وسائل الإعلام بروايات ومسرحيات مختلفة تصب في مصلحتها أمام جمهورها.
وفي مبالغة واضحة وخاصة بالنسبة لعدد القتلى، ذكر المصدر التابع للتنظيم بأن إحصائية خسائر معركة غويران بلغت أكثر من 260 قتيلاً وجريحاً في صفوف ميليشيا قسد، بينهم مدير السجن الذي قُتِلَ بيد عناصر داعش، إضافة لتدمير 26 مدرَّعة وآلية منوّعة، لافتاً إلى أن وكالة أعماق نشرت في الأيام الماضية تسجيلاتٍ عديدة توثّق مشاهد من هجمات داعش على ميليشيا قسد في السجن ومحيطه.
لكن في المقابل هونت قسد بما ذكرته عن عدد قتلاها في معركة استمرت 8 أيام وشاركت فيها قوات أمركية خاصة، حيث نشرت صوراً لـ 11 قتيلاً فقط على معرفاتها الرسمية.
واندلعت معارك سجن غويران جنوب الحسكة قبل ثمانية أيام، حين بدأ سجناء داعش عملية "الفرار من السجن" عبر استعصاء داخلي ترافق مع تفجير شاحنات مفخخة في محيط السجن، في تطور لافت غيّر المشهد العسكري والأمني في مناطق شرق الفرات الخاضعة لسيطرة قوات التحالف الدولي وميليشيا قسد.
نتائج المعركة وخفاياها
وأسفرت العملية بحسب مصادر الطرفين، عن فرار مئات السجناء من تنظيم داعش وانتشارهم في أحياء الحسكة، لتتطور الأمور لاشتباكات عنيفة بين الطرفين بمساندة طيران التحالف، وتخلل ذلك عملية مفاوضات أسفرت عن إطلاق سراح 23 من أسرى ميليشيا قسد من قبضة التنظيم، مقابل نقل مجموعات من سجناء داعش إلى مناطق البادية وإدخال فريق طبي وبعض الطعام إلى السجناء المستعصين.
وحاولت قسد خلال الأيام الماضية نشر فيديوهات وبيانات عديدة مفبركة توحي بالنصر والسيطرة الكاملة على السجن وإنهاء الاشتباكات، لكن جميع تلك البيانات كُشفت، وخاصة حين زعمت في بداية الأمر أن السجناء الفارّين لا يتجاوز عددهم 20 عنصراً، بينما اضطُرت لاحقاً للاعتراف بأن الفارّين بالمئات من عناصر داعش، فيما أكدت المصادر المحلية أن أعداد السجناء الفارّين من السجن تجاوزت 900 سجين، كما اعترفت قسد بمقتل عشرات من عناصرها خلال المعارك الأخيرة، آخرهم 11 قتيلاً نعتهم في بيان لها على معرفاتها الرسمية يوم أمس.
وكانت صحيفة "القدس العربي" نقلت عن (مصدر عسكري تابع لقسد) أن مفاوضات جرت بين الميليشيا وداعش يوم أمس، أسفرت عن "إطلاق سراح نحو 200 عنصر من تنظيم الدولة، تم تسريبهم نحو البادية، مقابل إفراج الأخير عن 23 عنصراً من قسد"، إضافة لـ"إطلاق 9 عناصر من قسد مقابل 45 عنصراً من تنظيم الدولة، أي 5 عناصر من التنظيم مقابل عنصر واحد من قوات قسد".
وأشار المصدر الذي أخفى اسمه عن الصحيفة إلى أنه "لم يزل هناك 5 عناصر لقوات قسد محتجزين لدى عناصر تنظيم الدولة داخل السجن، حيث يتم التفاوض عليهم، ويشترط تنظيم الدولة السماح لكامل عناصره في السجن والذين يُقدَّر عددهم بـ 500 عنصر بالفرار إلى البادية السورية، مقابل الإفراج عن عناصر قسد المتبقّين لديه كرهائن".
التعليقات (8)