الحر و العبد

الحر و العبد
يعرّف المعجم العربي كلمة حر  بنقيضها :الحر عكس العبد واﻷسير. وتعريف الشيء، يعني بأن التحديد لا يحصل على ماهيته إلا بنقيضه.

ولما كانت اللغة تواضعاً وتعبيراً عن وعي ما، فإن وعي الحرية عربياً ارتبط بمرحلة العبودية، حيث العبد أداة شيئية مملوكة من قبل كائن آخر هو الحر ، فالحر بهذا المعنى هو الذي ليس مملوكاً من أحد. 

وإذا كان العبد هو الخاضع للسيد وشيء من أشياء السيد،  واﻷسير عكس الطليق فإن الحر هو الذات وقد تحررت من كل ما يخضعها ويأسرها.

والعرب لم يتصوروا اجتماع الحرية والعبودية في ذات واحدة في شخص ما، ويبقى هذا الشخص كائناً سوياً. إذاً الإنسان كما تصوره وعي السيد العربي إما حر أو عبد. هذا التحديد البسيط للحر لا يقبض على التعيينات المتعددة لوجود السيد والعبد.

إن وعي الحرية عربياً ارتبط بمرحلة العبودية، حيث العبد أداة شيئية مملوكة من قبل كائن آخر هو الحر ، فالحر بهذا المعنى هو الذي ليس مملوكاً من أحد. 

فلم يتصور العربي رجل السلطة عبداً للسلطة ،لم يدخل في خلده بأن عبد السلطة لا يمكن أن يكون حراً وعبد القصر لا يمكن أن يكون طليقا، إذاً هو عكس الحر :فتخيل أن يكون حاكمك عبداً وأسيراً.

العبودية للسلطة من قبل المتسلط يعني بأن ما يُظن بأنه سيد ليس سوى عبد أشر، ويقضي حياته دفاعاً عن عبوديته. والخطورة تكمن في سعادته بعبوديته وأسره ظناً منه أنه سيد. فيسعى للحفاظ على الحال التي هو عليها في عداء مطلق للحرية واﻷحرار. ففي الوقت الذي يستخدم عنف العبد تجاه اﻷحرار قتلا وتعذيبا خضوعا للسلطة والقصر يظهر عبودية الخضوع واﻷسر أمام اﻷقوياء القادرين على إنهائه من الوجود أو من عبوديته التي أدمن عليها. إن الخنوع والذل أمام  الأقوياء  لا يفسر إﻻ بالبنية النفسية للعبد. وهنا تبرز إلى الوجود قيمه الحقيقية حيث لا وجود ﻷثر الكرامة الوطنية فيها.

والحق أن داء السلطة إذا ما تمكن من العبد فهو داء عضال لا شفاء منه. داء أهم أعراضه الخنوع.

العبودية للسلطة من قبل المتسلط يعني بأن ما يُظن بأنه سيد ليس سوى عبد أشر، ويقضي حياته دفاعاً عن عبوديته. والخطورة تكمن في سعادته بعبوديته وأسره ظناً منه أنه سيد.

فكل ذات تستعير قوتها من قوة آخر تنطوي بالضرورة على روح العبودية، وآية ذلك لأن الذات صارت تابعة لقوة من خارجها،واستمرار وجودها الفيزيائي مرتبط باستمرار حفاظ القوة الخارجية عليها.

وهكذا نحصل على السيد الزائف. وباستطاعتنا أن نعرف السيد الزائف بأنه: عبد في صورة خارجية من السيادة. أما إذا كان هذا العبد في صورة سيد خارجية مدين بوجوده لعبيده، عندها يكون عبداً لعبيده، على رأي هيجل. وفي هذه الحال نحصل على بنية عبودية معقدة جداً.

فالقوة الخارجية التي استعان بها السيد الزائف تحوله إلى عبد حقيقي، وجمهور العبيد الذين يحافظون على وجود السيد الزائف يحولونه إلى عبد حقيقي لهم.

القوة الخارجية التي استعان بها السيد الزائف تحوله إلى عبد حقيقي، وجمهور العبيد الذين يحافظون على وجود السيد الزائف يحولونه إلى عبد حقيقي لهم.

والحق بأن واقع العبودية والحرية مرتبط بوعي الأفراد بذاتهم، أي وعيهم بالحرية والعبودية، فعدم شعور العبد بعبوديته لا ينقله هذا إلى فئة الأحرار، ووعي العبد بعبوديته إذا ما نقله هذا الوعي للتحرر يحول العبد إلى حر.

العبودية في غير أوانها التاريخي هي داء ومرض عضال ولا يمكن الخلاص من فيروسات هذا الداء إﻻ بثورة تلقح المجتمع بلقاح مضاد لكل أشكال العبودية.

التعليقات (1)

    آشور

    ·منذ سنتين 7 أشهر
    جميل ما كتبت دكتور أحمد .. فالحرّ المتمرّد على استبداد العبد أو العبيد: حتى ضمن السجن حرّ ولا يشعر بالأسر ولا بالعبودية .. تحدثت فلسفات قديمة كثيرة عن هذا الأمر ومنها البوذية واليوم يحدثنا علم النفس المعرفي كثيراً حول هذه النقطة الهامة دون شكّ
1

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات