وذكر مصدر محلي من مدينة المالكية في القامشلي لموقع أورينت أنّ الأسايش اعتقلت قبل أيام قليلة خمسة مدرّسين، بينهم سيدة على خلفية تدريس أبناء المدينة مناهج التعليم التابعة لنظام أسد في المرحلتين الإعدادية والثانوية.
كما اعتقلت ذات الجهة ستة مدرّسين آخرين من مدينة عامودا المجاورة للأسباب ذاتها، وبحسب ذوي المدرّسين فإنهم يجهلون مكان وجودهم حتى الآن.
وأكّد المصدر بأن اعتقال المدرسين أثار غضب وامتعاض الأهالي، لأنّ الضغوطات التي تفرضها الإدارة بفرض مناهجها تنعكس سلباً على مستقبل أبنائهم.
ثلاثة أسباب
وعزا أحد المدرسين الكرد (طلب عدم ذكر اسمه خوفا من الاعتقال) أسباب عدم التزام المدرسين بقرار قسد والتعليم بمنهاجها إلى الضعف العلمي بالمنهاج، إضافة إلى استغلاله في الدعاية لحزب (ب ي د) في كل شأن، فضلا عن عدم الاعتراف الدولي به.
وقال لموقع أورينت نت: ليس هناك إنسانٌ يرفض التعلّم بلغته الأم، وخصوصاً الإنسان الكُردي، لأنه معيار وجوده وديمومته، ولكنه 0 اي تنظيم ب ي د يستغَلّ اللغة الكردية ويرفض في نفس الوقت إدراج لاحقة "الكُردي" في التعريف بحزبها، إضافة إلى أن مناهجه بعيدةٍ كل البعد عن العلم ،كمحتوى المناهج والكوادر البشرية التي لا تملك المؤهلات الضرورية لتغذية عقول الطلاب، مع فقدان الاعتراف الدولي بشهادات خريجيها، يجعلنا نتوجّه للتعليم بمدارس النظام التي تحظى بالقبول في كل الجامعات".
بدوره، أشار المدرس عبد الله أحمد مدرّس في المرحلة الثانوية من مدينة القامشلي إلى أنّ فرض ما تسمّى الإدارة الذاتية هذه المناهج هو لأجل القضاء على مستقبل أجيالٍ من أبناء المنطقة، لأنّ مناهجهم غير معترف بها وتفتقر لأبسط مقومات التعليم.
ومن جانبٍ آخر، لفت المدرّس بأنّ معظم المدرّسين لدى الإدارة غير مؤهّلين للتدريس، لأنهم غير حاصلين على شهادات متخصصة بعلوم المواد المقررة في المرحلتين الإعدادية والثانوية.
وفي تناقض غريب كشفت نتائج شهادتي التعليم الأساسي والثانوية زيف ما يدّعيه قياديو قسد وما تسمّى بالإدارة الذاتية حول إلزام الناس بمناهجهم ومعاقبة كل من يخالف، إذ إنّ معظم أبناء هؤلاء القياديين قدّموا امتحانات في المرحلتين الأساسية والثانوية وفقا لمناهج نظام أسد، وفي مقدمتهم أبناء مصطفى بالي المتحدث الإعلامي لقسد، و إبراهيم قفطان رئيس حزب سوريا المستقيل (أحد الأحزاب الأساسية في مجلس سوريا الديمقراطي)، و صالح علي رئيس دائرة الامتحانات في مناهج ما تسمّى "الإدارة الذاتية"، وأنور مسلم رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي "ب ي د", وابن شقيقة آلدار خليل القيادي في PYD وتشغل شقيقته منصباً قيادياً في الإدارة.
اقرأ: التحاق ابن مسؤول بقسد في مدارس أسد يستفز "الأكراد" ووالده يؤجج الغضب
يُذكر بأنّ الأجهزة الأمنية لما تسمّى بالإدارة الذاتية اعتقلت في الربع الأول من عام 2021 مجموعة من المدرّسين في كلٍّ من الدرباسية ومعبدة وعامودا، ما أثار غضب الأهالي والطلبة الذين خرجوا بمظاهرة مطالبة بالإفراج عن مدرّسيهم، وإفساح المجال أمامهم للتعليم.
التعليقات (0)