التحاق ابن مسؤول بقسد في مدارس أسد يستفز "الأكراد" ووالده يؤجج الغضب

"يضحكوا على الشعب المنتوف ويشتغلوا من تحت لـ تحت"، بهذه العبارة وغيرها من مثيلاتها كشف ناشطون ورواد في مواقع التواصل الاجتماعي شمال شرق سوريا، فضائح جديدة تتعلق بالفساد وما أسموه (الكيل بمكيالين) من قبل ميليشيا قسد، التي سبق أن فرضت واقعاً تعليمياً جديداً في مناطق سيطرتها، تجلّى بمنهاج وإيديولوجيات عقائدية خاصة بها ضمن ما أسمته (الحكم الذاتي)، ليتبين لاحقاً أن أبناء من فرضوا تلك المناهج ما زالوا يدرسون في مناطق سيطرة نظام أسد، في وقت تحظر فيه ما تسمى (الإدارة الذاتية) على المواطنين تدريس أبنائهم في مدارس تابعة للنظام.

بطاقة طالب

وبحسب ما اطلعت عليه أورينت نت، فقد بدأت موجة الغضب الشعبي، بعد انتشار صورة لـ (بطاقة امتحان الشهادة الإعدادية) صادرة عن وزارة تربية أسد العام الحالي، وعائدة لـ (شيركو بالي)، وهو نجل القيادي ومدير المركز الإعلامي السابق لميليشيا قسد (مصطفى بالي)، الأمر الذي أثار استهجان سكان ونشطاء المنطقة، سيما في ظل فرض ما يعرف بـ (الإدارة الذاتية) لمنهاج خاص يضم بين صفحاته (إيديولوجيا) تمجّد مرتزقة قنديل وقائدهم (أوجلان) ومنعها تدريس مناهج نظام أسد في المدارس الواقعة ضمن مناطق سيطرتها بل وتحريم ذلك على المواطنين وأبنائهم.

لم تكن البطاقة فحسب هي ما أثار حفيظة المواطنين، بل المنشور الذي نشره والده (مصطفى بالي) على مواقع التواصل الاجتماعي، والذي مجّد فيه مناهج إداراته الجديد، بينما ابنه يقدم امتحانه وفق منهاج أسد قائلاً: "امتحانات الثانوية (البكالوريا) التي تمت اليوم في الجزيرة وقبلها في عفرين وكوباني باللغة الأم (الكردية) إنجاز ومكسب تاريخي لشعبنا ولثورته وإحياء حقيقي لكل ما تم إنكاره وطمسه؛ إحياء اللغة يعني إحياء الهوية".

حرق واعتقالات

ووفقاً لتقارير سابقة، قامت مايعرف بـ الإدارة الذاتية (الواجهة الإدارية لميليشيا قسد) بشن حملات اعتقال بحق مدرسين لهم تاريخهم المهني والتعليمي في مناطق سيطرتها، حيث نشر الناشط الكردي (محمد زادا) منشوراً في شهر شباط الماضي قال فيه: "الإدارة الذاتية الديمقراطية تُلقي القبض على خلية إرهابية جديدة في عامودا وهم أساتذة قضوا عقوداً من العمر في تعليم الأجيال، التهمة هي اعتماد المنهاج السوري أو تعليمه للبعض".

كما سبق أن قامت ميليشيا (الشبيبة) التابعة لقسد بحرق عدة معاهد تقوم بتدريس منهاج التعليم الصادر عن حكومة أسد للطلاب في مناطق سيطرة الميليشيا بحجة (وجود منهاج معتمد).

ازدواجية معايير

فيما كشف ما أورده موقع (باس نيوز) في تقرير له حول القضية ذاتها، أنه "تم التأكد أن أبناء مسؤولي الإدارة الذاتية رفضوا قبل غيرهم تقبّل هذا التعليم، في ظل استمرار فرضه على عامة المواطنين، وأظهرت نتائج امتحانات هذا العام أن أبناء أغلب المسؤولين قد حصلوا على نتائج جيدة وعلامات عالية في الشهادة الثانوية العامة من المدارس، فكان إطلاق النار عشوائياً ابتهاجاً بنجاح وتفوق أبنائهم، في حين كانت قراراتهم نافذة على عامة الناس فقط، بعد أن استثنوا أبناءهم من قراراتهم المجحفة… وهنا تكمن المفارقة المثيرة للاهتمام.

ردود أفعال

وتعليقا على تلك القضية المثيرة للجدل، كتب أحد المغردين الأكراد على مواقع التواصل الاجتماعي قائلاً: "يلي حابب يدرس بمنهاج البعث ينقلع لعند نظام البعث ..عنا الإدارة الذاتية في إلها قوانين أو إلها مناهج يشمل كل الفئات ..منهاج البعث منهاج عربي و نحن مو عرب نحن كرد"، فيما كان أحد التعليقات على الخبر في فيسبوك: "وليش مستغرب كل قادة قسد والإدارة الذاتية أولادهم بمدارس وجامعات النظام حتى في إلهم قادة بنفسهم بيدرسوا بجامعات النظام وبالأخص بكلية الحقوق بالحسكة".