وفي الثورة السورية تتجلى أنواع وطرق المطالبة بإسقاط نظام أسد الطائفي الذي أبدع نوعا جديدا من الدكتاتورية الوحشية المسعورة طائفيا، فأطبق بها على رقاب السوريين وأحلامهم.
وفي إدلب، التي تمثل اليوم بنسيجها الأهلي لا بمن يحكمها، شوكة في حلق نظام الإبادة الطائفي.. تبدو روح الثورة متقدة، وساعتها لا تتوقف وهي تلعن على مدار اليوم والساعة والدقيقة مؤسس جمهورية الخوف والاختفاء القسري والوحشية المخابراتية: حافظ الأسد!
إبراهيم الزير: ساعة اللعن في ساحة اللعنات!
ومع اتساع رقعة الثورة السورية وازدياد أعداد المتظاهرين، كان لمدينة إدلب المنسية وقع ملحوظ من خلال مظاهراتها الحاشدة والتي كانت تتجمع في ساحة الساعة بشكل خاص وأساسي كونها ساحة قديمة تتوسط المدينة، يجتمع فيها الشباب من أبناء المدينة وريفها ويطلقون هتافاتهم وأفكارهم وطرقهم المبتكرة بعضها القوي الثوري وبعضها الطريف المعبر، ولعل أبرز تلك الطرق والأفكار هي ساعة " اللعن" والتي حدثنا عنها (إبراهيم الزير) صاحب الفكرة قائلاً: "كنا نجتمع كشباب ثائر في ساحة الساعة وسط إدلب بأعداد كبيرة جداً وأصبحت ساحة الساعة عنواناً لمظاهرات إدلب، بل وأصبح الاجتماع فيها تلقائياً عند ذكر أي يوم للتظاهر، وبات يطلق عليها اسم ساحة اللعنات نتيجةً لتكرار شعار "يلعن روحك ياحافظ" فيها وكانت توضع فيها لافته باسم جمعة التظاهر بشكل دوري، وبعد توقف الساعة عن العمل نتيجة للخلل الفني أحببنا أن نترك بصمة ثورية طريفة عليها تكون حكراً لأهل إدلب، فكانت الفكرة وضع مجسم صغير لساعة بعبارت ثورية عليها ولكن بسبب ضعف الإمكانيات آنذاك، تم الاقتصار على مجسم لوحة دائرية مصممة بشكل ساعة مكتوب عليها "بكل ثانية يلعن روحك ياحافظ" وذلك في عام 2016 من عمر الثورة السورية المباركة".
نعم.. يلعن روحك يا حافظ!
ومع استمرار وتيرة القصف والتهجير من قبل ميليشيا أسد بحق المدنين العزل من جميع المحافطات السورية، وغلبة المظهر الدامي على الصورة العامة للثورة السورية، كان لابد من معايشة تفاصيل المرحلة بعض الشيء وربط صورة ترفيهية خارج الصندوق بطرق تشجيعية على الاستمرار بالحراك الثوري، وذلك بحسب (إبراهيم الزير ) الذي أضاف "الغاية من ساعة اللعن الصغيرة هي تذكير الناس أن المسؤول عن المجازر والسلبيات للشعب السوري هو "حافظ الأسد الملعون" بالأساس الذي اغتصب الحكم وأورثه لابنه السفاح بشار وإنها عائلة إجرام متسلسلة تعاقبت على قتل وإذلال السوريين منذ عشرات السنين، وبمجرد ما يقرأ اللعنة أي شخص يقول مباشرةً "نعم يلعن روحك ياحافظ إنه أساس البلاء".
بصمات بأفكار طريفة
إلى جانب "ساحة اللعن" ثمة العديد من الأفكار الثورية الطريفة كانت ولا تزال تطالعنا في كل مظاهرة أو تحشد من شباب الثورة الثائر وبعضها في مدينة إدلب يقوم عليها إبراهيم وزملاؤه الناشطون الثوريون كتوزيع الصندويش وصور النقود المطبوعة مثل 500 ليرة سورية و 100دولار أمريكي كرسائل تجردية للاستهزاء ولكشف كذب النظام وقنواته ودحض ادعاءاته بتعاطي المتظاهرين مقابل ومحفزات للخروج ضده، ليترك الشباب السوري الثائر في أحلك أوقات الألم فسحة للابتسامة، وبصمة إيجابية ولمسة خاصة في كل مظاهرة ومحفل ينادي بإسقاط النظام ويسعى لصون الكرامة ونيل الحرية المسلوبة.
التعليقات (15)