أورينت التقت مسؤول الشركة المشغلة: إدلب المضاءة بالكهرباء تلعن ظلام الأسد.. وهذه هي التكلفة والأسعار!

أورينت التقت مسؤول الشركة المشغلة: إدلب المضاءة بالكهرباء تلعن ظلام الأسد.. وهذه هي التكلفة والأسعار!
مع انطلاق الثورة السورية ضد حكم بشار الأسد، دأبت ميليشياته الطائفية ومن يساندها على تضييق الخناق على من ثار في وجه الظلم والطغيان بكل الوسائل، ومنها تدمير المنشآت الخدمية العامة وحرمان المدنيين من الاستفادة منها، إمعاناً في تنفيذ سياسة الأرض المحروقة التي آمن بها جنود الأسد، وكأن سوريا ليست بلدهم وخرابها لا يعينهم، فخرجت معظم المؤسسات والمنشآت في المناطق التي سيطر عليها الثورة عن الخدمة كليا أو جزئيا بفعل قصف طائرات الأسد الانتقامي.. وتحولت المدن الزاهرة إلى مدن مظلمة حين وضعت الميليشيات الطائفية السوريين أمام خيار: "الأسد أو نحرق البلد"!  

ومع الهدوء النسبي الأخير التي راحت تشهده منطقة الشمال السوري، بدخول تركيا على خط إدارتها، سارعت المنظمات والهيئات والمؤسسات العامة والخاصة المعنية بتحسين الواقع الخدمي على كافة الصعد وفي جميع المجالات.. إلى العمل من أجل إصلاح ما دمره الأسد،  للنهوض قدر المستطاع بإمكانات الحياة والمضي بها نحو الأفضل.

عمر شقروق مدير الشركة المشغلة: سبع محطات.. وجودة عالية

بعد انقطاع التيار الكهربائي عن مدينة إدلب وريفها إبان تحريرها من بطش وإجرام الأسد في العام 2015 كانت إعادة إنارتها حلماً يراود المعنيين للتخفيف عن أهالي المدينة والنازحين إليها قدر المستطاع، إلى أن أصبح الحلم وشيكاً مطلع الشهر الحالي، على يد شركة Green Energy التي تمكنت من استجرار الكهرباء عن طريق تركيا بعد عدة تفاهمات وتنسيقات واتصالات عالية المستوى.

  وللوقوف على  مشروع تغذية إدلب بالكهرباء حدثنا المهندس (عمر شقروق) المدير العام لشركة Green Energy لأورينت نت قائلاً:

 "عملت شركتنا مع جميع المنظمات والمؤسسات في الشمال السوري العاملة في قطاع الطاقة الكهربائية وإدارتها بطاقات بشرية متخصصة متمتعة بروح الفريق الواحد، كون اختصاصنا أساساً هو استثمار وتوزيع الطاقة الكهربائية بسرعة وجودة عالية لتلبية طموح أهلنا وأصحاب الأنشطة التجارية والصناعية في المحرر".

وأضاف (شقروق) موضحاً مسارات المشروع الشاقة: 

"عملت الشركة منذ أشهر عدة على مسارين هامين:

- الأول: بناء محطات التحويل اللازمة لاستقبال جهد 66 ك.ف يربط بين تركيا والشبكة السورية.

- والثاني تجهيز وصيانة شبكات التوتر العالي الموجودة في منطقة إدلب والتي تربط المحطات الرئيسة وعددها سبع محطات وتحتاج لجهود كبيرة لإعادة صيانتها وتجهيزها بعد تدمير أجزاء كبيرة منها.

 ومن ثم قمنا بتجهيز شبكات التوتر المتوسط، ومع وصول التوتر من تركيا يتم حالياً العمل على تجهيز شبكات التوتر المنخفض والتي تعتبر نسبة جهوزيتها أقل من 10% نتيجة لما تعرضت له من تخريب وتدمير".

تسع ساعات إنارة يومية.. والهدف 24/24

في الوقت الذي تعاني فيه مناطق سيطرة الأسد – بما فيها دمشق العاصمة – من رداءة الخدمة وطول ساعات التقنين والتمييز بين المناطق، فإن المنازل التي كانت موصولة أساساً على خطوط المولدات الكهربائية الخاصة في إدلب، تمت إنارتها بالطاقة الكهربائية المتصلة بالتيار الدائم بعد إنشاء هذا المشروع، وبواقع تسع ساعات متواصلة يومياً بشكل مبدئي دون تحديد كمية الكهرباء المستهلكة كما كان الوضع عليه مسبقاً، حين كانت المخصصات متقيدة بالأمبير.

  وبسؤالنا عن خطة الشركة وتغطية مناطق المحرر أجاب (الشقروق) لأورينت نت:

 "خطة الشركة تتمثل بالوصول لكل المناطق المحررة في إدلب ولكن بالتدريج، وبالتالي ستبدأ الشركة بالمناطق ذات الكثافة السكانية الأكبر والقريبة من محطات التحويل الرئيسية، مثل مدن إدلب وسلقين والدانا وسرمدا، ومن ثم ستنقل التغذية الكهربائية إلى البلدات والمدن الأخيرة بما فيها جبل الزاوية وجسر الشغور حتى المناطق القريبة من خطوط التماس مع ميليشيات أسد الطائفية، وأوضح (الشقروق) "لن تكون التغذية الكهربائية عن طريق اشتراك الأمبير، بل حصراً عن طريق العدادات ضمن مرحلة مؤقتة، ريثما تجهز الشركة شبكات التوتر المنخفضة ومراكز التحويل والخطوط اللازمة".

أسعار الخدمة.. وآراء الناس

تبقى آلية تركيب العدادات وطريقة دفع قيمة الاشتراك إحدى التفاصيل الهامة التي كان يبحث الناس عن معرفة كيفية الوصول إليها، وقد أفادنا (عمر شقروق)  مدير عام الشركة قائلا: 

 "يجب على كل مواطن أن يقوم بشراء ساعة جديدة "عداد" مسبق الدفع، حيث يوجد نوعان من تلك العدادات، الأول: أحادية الطور ثمنه 350 ليرة تركية ورسم اشتراك 100 ليرة تركية ويكون للاستهلاك المنزلي بقيمة 90 قرشا تركيا للكيلو واط الواحد، والثاني: عداد ثلاثي الطور ثمنه 900 ليرة تركية ورسم اشتراك 400 ليرة تركية وسعر الكيلو واط الواحد ليرة تركية واحدة، ويكون هذا العداد خاصاً بالشركات التجارية والصناعية". 

وباستطلاعنا  عن بعض آراء المواطنين الموجودين في الشركة لاستجرار الكهرباء إلى منشآتهم ومنازلهم عن طريق العدادات النظامية أجاب (احمد الحمود) المهجر من ريف حلب قائلاً "بعد فقدان الكهرباء منذ مدة طويلة، عادت إلى إدلب وبعدد ساعات ممتازة وقد تصل إلى 24 ساعة مستقبلاً، وبالتالي العيش صار أكثر استقرارا وراحة، والاستفادة من خدمات الكهرباء بأسعار مناسبة لحدٍ ما أصبح متاحا أمام الجميع، وخاصة أن العداد المنزلي يمكن نقله إلى أي عقار أو منزل آخر  كوننا مهجرين، وتنتهي معها أزمة دفع قيمة الأمبيرات المرتفعة نسبةً لعدد ساعات التغذية القليلة على اعتبار أن ثمن الأمبير كان 45 ليرة تركية لثلاث ساعات فقط وقيمة استهلاك محدود يومياً".

من جهة أخرى تحدث لنا (سمير الخالد) صاحب ورشة خياطة في مدينة إدلب قائلاً "القادم أفضل بإذن الله، فتوفير الكهرباء من شأنه أن يخفف من استهلاك مادة المازوت إلى حد كبير، وبالتالي التخفيف من تلوث البيئة ومن كلفة المواد المنتجة في الأسواق التي كانت تعتمد على توليد الطاقة من مولدات المازوت الأكثر كلفة، فعلى سبيل المثال من المفترض إذا دخلت الكهرباء في تشغيل الأفران أن يتراجع سعر الربطة أو على الأقل يزيد وزنها وعدد أرغفتها، وفي الحالتين هناك خدمة للمواطنين في المحرر بشكل عام، وعلى ذلك يمكنك قياس كل شيء مثل المياه ومجال الزراعة والصناعات المختلفة في المحرر وتعم الفائدة على الجميع".

التعليقات (4)

    هشام النجم

    ·منذ سنتين 11 شهر
    بالتوفيق خال

    مواطن سوري

    ·منذ سنتين 11 شهر
    طبعاً أنا أشكر تركيا عموماً على دعمها للمحرر وادلب بجميع النواحي الطبية والتعليمية والعسكرية والأمنية والخدمية والاقتصادية بشكل عام ... إن شاء الله نصل إلى مرحلة ضم المحرر إلى تركيا ضمن صيغة شرعية بموافقة دول العالم لكي يكون ملاذ آمن لأحرار ومنكوبي سوريا .. وليبقى الشبيحة والمؤيدون في مناطق النظام بعضهم يموج في بعض تحت ظل الصباط العسكري لسيادته .. الله يهنيهم

    ممدوح

    ·منذ سنتين 11 شهر
    بالنسبة للمخيمات وخصوصا تجمع مخيمات اطمة هل ستصله الكهرباء التركية

    رامي

    ·منذ سنتين 11 شهر
    الى المدعو مواطن سوري فشرت ادلب ستبقى سورية ولن تنضم لا لتركيا ولا لأي دولة. الاتراك دعموا الثورة بس ادلب جزء من سورية دائما. وبذكرك الدنيا فيا كتير مصالح لا تتأمل وتأمن كتير من الاتراك..
4

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات