حين تحدى حافظ الأسد كلينتون.. وانتصر رغم انفراط عقد الاتحاد السوفيتي!

حين تحدى حافظ الأسد كلينتون.. وانتصر رغم انفراط عقد الاتحاد السوفيتي!
كان إبراهيم العتلة منذ شبابه مولعاً بالاتّحاد السوفييتي، وكان يعلّق صور ستالين ولينين وماركس وبريجنيف والأعلام الحمراء ذات المطارق والمناجل كلّما وحيثما أمكنه، وما كان شيوعياً ولا يعرف معنى ذلك أبداً، وحين كان الناس يسألونه: لماذا تحبّ الاتّحاد "السوفياتّي" (هكذا يلفظها)، كان يُجيب: الاتّحاد السوفياتّي هو الدولة الوحيدة في العالم التي كلّ شيء فيها جدّي وصارم وعلى أصوله.

كانت تعجبه كثيراً العروض العسكرية والأناشيد الوطنية "السوفياتّية" التي لم يعرف أحد أين كان يسمعها أصلاً!، لكن بشكل ما كان يقصد "الاشتراكية"، هكذا كان يفهمها، الاشتراكية أن تكون حازماً وقاسياً أيضاً لتحمي وطنك من "المياعة"، يعني الاشتراكية شرط للصمود وأمن الوطن وينبغي تحفيزها بالمسيرات والأناشيد الوطنية.

تحكي "نكتة " شاعت في الاتّحاد السوفيتي قبل انهياره أنّ الرفاق لينين وستالين وخروتشيف وبريجنيف كانوا مسافرين معاً في عربة واحدة من قطار عندما توقّف فجأة، فقال لينين: ندعو "اللجان الشعبية التطوّعية" من العمّال والفلّاحين ليحلّوا المشكلة، ستالين أخرج رأسه من النافذة وبدأ يصرخ: إن لم يتحرّك القطار سأُعدم السائق، خروتشيف رأى أن تؤخذ القضبان التي مرّ عليها القطار في الخلف لتوضع في الأمام كي يستمرّ بالسير، أمّا بريجنيف فقال: يا رفاق.. دعونا نُسدل الستائر ونشغّل الأناشيد ونتظاهر بأنّنا نتحرّك وخلص. 

يعني الذين حكموا الاتّحاد "السوفياتّي" الذي أحبّه "إبراهيم العتلة" في ريعان شبابه كانوا "واحد مستبدّ وواحد مجرم وواحد جحش وواحد مجنون". 

فرط الاتّحاد السوفيتي ومرّت السنين وتقدّم إبراهيم في العمر فتجاوز الستّين عند اندلاع الثورة السورية، وبعد أشهر قليلة وجدناه في سنّه هذا وقد فرطت صحّته أيضاً عضواً بارزاً في "اللجان الشعبية" السورية، معجباً هذه المرّة بحافظ أسد كثيراً وليس بقدر إعجابه بابنه، ولقد صرّح مرّة عن سبب عميق لذلك الإعجاب فقال: أنا من وقت ما شفت معلّمنا "أبو سليمان" يجلس على كرسيّ المفاوضات مع "كلينتون" ستّ ساعات متواصلة دون أن يجوع أو يعطش أو يرفّ له جفن تأكّدت أنّ الاتّحاد "السوفياتّي" ما زال بخير، وأنّ النصر قادم. 

ولقد صادف أنّه كان لإبراهيم العتلة ابن ظريف في الصفّ السادس الابتدائي، وبعد عدّة أيّام قضاها واقفاً في كلّ صباح منها على باب المدرسة مع عصابة من الأطفال الشبّيحة يجبرون فيها الأطفال الآخرين البريئين على دفع "إتاوات" قالوا إنّها "رسم دخول للمدرسة"، (خمس ليرات أو عشرة أو صندويشة .. بسكوتة تفّاحة)، تجرّأت المديرة أخيراً على الاتّصال بوالده الشبّيح إبراهيم المحترم وطلبت منه أن يتفضّل لشرب فنجان قهوة. 

عندما علم بالقصّة جنّ جنون إبراهيم الذي يحبّ الاتّحاد "السوفياتّي" كثيراً، وطلب من المديرة أن تُحضر الصبيّ الشقيّ فأوسعه ضرباً وهو يصيح: ولك يا حيوان هيك عينك عينك؟، ولك الرفيق ستالين ما ساواها!. 

على سيرة السوفييت الأربعة يقول "مثل أوروبّي شرقي": إنّ أعداء الاشتراكية الشتاء والربيع والصيف والخريف!. 

وعلى سيرة الاشتراكية تقول "حكمة ألمانية شرقية": ماذا سيحدث للصحراء إذا أصبحت دولة اشتراكية؟، الجواب: لا شيء لفترة من الوقت، لكن بعد ذلك ستصبح الرمال نادرة!. 

وعلى سيرة حافظ أسد تقول نكتة عالمية تنطبق على جميع الطغاة: كان السيّد الرئيس يسبح فشارف على الغرق فأنقذه عابر سبيل مسكين عاثر الحظّ، حتّى استراح الطاغية فقال للرجل: أيّة مكافأة ترغب بها فهي لك، فأجاب المسكين بعد أن عرف هوية السيّد الرئيس: والله العظيم ما بدي شي، بس ما تخبر عني لحدا!. 

جمع بشّار بن حافظ أسد الذي كان لا يحبّه "إبراهيم العتلة" أكثر من أبيه بطريقة خرافية مجد الزعماء السوفييت الأربعة الذين ركبوا القطار معاً، فتمتّع بصفاتهم مجتمعين، هكذا.. مستبدّ مجرم جحش ومجنون، ولو كان راكباً مع أولئك السفلة في عربة القطار وأراد أن يدلي بدلوه كان سيقول: ننزل من القطار ثمّ نبيع بعض العربات ونفجّر العربات الباقية، حتّى نتأكّد أنّ القطار صار متجانساً فنمضي في رحلتنا.

التعليقات (6)

    مواطن سوري

    ·منذ 3 سنوات أسبوعين
    أين هذا النص من عنوانه ؟؟؟ لقد وردت مفاوضان حافظ الأسد مع كلينتون بلمحة سريعة .. ولكن النص يتكلم عن زعماء الاتحاد السوفياتي السابقون وعن حافظ وبشار.

    Abbas Saeed

    ·منذ 3 سنوات أسبوعين
    طريقة السرد ممتعة شكرا لكم

    احمد بطيباتي

    ·منذ 3 سنوات أسبوعين
    رااااائع

    حسن السليمان

    ·منذ 3 سنوات أسبوعين
    قصدك ؛ هذا المقال ينطبق عليه اسم : انحلال غباء وجنون وهسترة وإجرام الإتحاد السوفيتي في بشار الأسد

    ترامب شخصيا

    ·منذ 3 سنوات أسبوعين
    أضحكني أكثر من النص تعليق (مواطن سوري) في سؤاله؛ أين النص من العنوان؟ كان يجب ان يكون سؤالك. هل ركب حل الزعماء "السوفيات" مشكلة القطار؟ هههههههههههههههههههه تباً لسؤالك السوفياتي

    مدني

    ·منذ 3 سنوات أسبوعين
    سرد اكثر من رائع
6

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات